الراي- فاتن الكوري
أصدرت دار المأمون للنشر والتوزيع كتابًا جديدًا بعنوان «الشكوى لله أم لغير الله؟» للدكتور ماهر إبراهيم حنون، وهو عالم متخصص في الحديث الشريف وعلومه، وعضو في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ورابطة علماء الأردن.
يتناول الكتاب موضوع الشكوى في حياة الإنسان من منظور إسلامي، متسائلًا: هل يلجأ الإنسان إلى الله في شكواه أم يبوح بها إلى الناس؟. ويعتمد المؤلف على آيات القرآن الكريم وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ليؤكد أن الشكوى لله وحده هي الطريق الأمثل لتخفيف الهموم والابتلاءات، مستشهدًا بقول النبي يعقوب عليه السلام: «إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ» (يوسف: 86).
ويطرح الكتاب رؤية إيمانية تعزز من الارتباط بالله عبر مفاهيم عدة، من أهمها معرفة الله عز وجل، حيث يوضح المؤلف أن القلب يمتلئ بخشية الله وحبه بقدر معرفة الإنسان به من خلال أسمائه وصفاته وتدبر آياته وأيضا مراقبة الله في كل الأعمال، فاستشعار رقابة الله على الإنسان يجعله أكثر حرصًا على نقاء سريرته وصفاء نيته، ولا ننسى صدق التوكل على الله، وهو ركن أساسي في الإيمان، حيث يبين الكتاب أن التوكل هو تعلق القلب بالله وحده في تحقيق النتائج، مع الأخذ بالأسباب، ويسلط الكتاب الضوء على أهمية الدعاء، و قيمة الدعاء في حياة المسلم، مؤكدًا أنه سلاح المؤمن في مواجهة الهموم والمصائب، وهو وسيلة للتقرب إلى الله والاعتراف بضعف الإنسان أمام قدرته المطلقة، وتأثير الذنوب والمعاصي على القلوب، حيث يحذر الكتاب من أن الذنوب تجعل القلب مظلمًا قاسيًا، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم عن أثر المعاصي في طمس القلوب.
يدعو المؤلف القارئ إلى الاعتماد على الله في مواجهة المحن والشدائد، بدلًا من البحث عن العزاء عند البشر، موضحًا أن كثرة الشكوى للناس قد تزيد الهم ولا تنقصه، بينما اللجوء إلى الله يجلب الراحة والسكينة. كما يحذر من بعض العادات السلبية في المجتمع، مثل تثبيط الناس لبعضهم في أوقات الشدائد، مشيرًا إلى أن الواجب هو المواساة والتخفيف لا زيادة الهموم. يعتبر هذا الكتاب إضافة قيّمة للمكتبة الإسلامية، خاصة لمن يبحث عن التوجيه الروحي في مواجهة الصعوبات الحياتية. بأسلوبه البسيط والواضح، يناسب مختلف فئات القراء، سواءً من الباحثين في العلوم الشرعية أو من عامة الناس الذين يسعون إلى تقوية علاقتهم بالله. والكتاب متوفر حاليًا في المكتبات ويمكن الحصول عليه عبر منافذ توزيع دار المأمون للنشر والتوزيع.