Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    19-Oct-2019

حوادث السيارات.. فوّهة بركانٍ، فمن يوقفها؟*محمد عبدالجبار الزبن

 الراي-نداء للضمائر:

 
على ناصية الطريق تركوا أحلامَهم وطموحاتهم، وارتحلوا مفارقين الأحباب متوسدين التراب، فلا رجوع أمام الدموع، وتتعدد الأوجاع والنزيف واحد، وتتكالب الخسائر وفوهة البركان واحدة، فهي تتخطف الأماني، وتمنع الأفراح، وتفتح الأتراح، وتفقدنا الشباب بفقدانهم حياتهم. وتتحوّل النساء أيامى والأطفال يتامى، وتتنامى فينا المستشفيات وهي تمتلئ برياحين شبابنا وهم يتركون كلّ شيء ويذهبون بلا عودة.
 
هل فقَدنا بوصلة السيطرة؟
 
يا أبناء الوطن الغالي وكلّ أوطان أمتي غالية: يا أيها الأردنيون يا أبناء الثقافة والأصالة، أناشدكم اللهَ، أن تستمعوا إلى ضمائركم:
 
مَن منّا يجلس معَ نفسه فيؤنبها على السرعة في قيادة السيارة؟ مَن منّا يضبط نفسَه فلا يحشرها في كلّ زحمة وفي كلّ مشوار وفي كلّ طلعة ونزلة؟ مَن منّا يرتب برنامجه ضمن الأولويات؟ مَن منّا ومن منا.. يسعى جاهدًا لتقليل المخاطر على الطريق باحترام الطريق فنحن نقود سيارات وليست طائرات، وحتى الطائرات قبيل الهبوط تخفف سرعاتها، أما نحن فرالياتنا في كلّ قرية ومدينة وشارع.. عجبًا منكم أبناء وطني!!.
 
أيها الأردنيون:
 
فلنجلس مع أبنائنا بين الفينة والفينة، ونذكِّرُهم بأنَّ الوطن يحتاجهم، فلا حاجة للتعدي والتخطي والسرعة الزائدة والتجاوز المقيت المميت.. ولا داعٍ للجوال والتلهي أثناء القيادة. واجلسوا مع أبنائكم وذكروهم بأنهم فلذات أكبادنا فلا نمزقها في أتفه الأمور وسرُعاتٍ ما أمر الله بها، بل ينهى عنها الشرع والقانون.
 
أيها الأردنيون: سياراتنا تتناسب مع شوارعنا ولكن.. قيادتنا للسيارات لا تتناسب مع شوارعنا، فنحن نعيش أزمة خانقة مثل كثير من مدن العالم، ولكن نحن أرواحنا غاليةٌ غالية.. فلماذا نقدمها لفناجين القهوة؟!!.
 
في كلّ يوم يباغتنا موت الفجاءة بحوادث متفرقة، ويكأننا في تنافسٍ غير مدروس لقبض الأرواح والنفوس. وإنني أتساءل: قد حمى اللهُ بلادَنا من الزلازل والبراكين والحروب بأنواعها، والجرائم الاحترافية والعصابات الهمجية والعنصريات المقيتة ووهبَنا الثقافة والمحافظة والمحبة والوئام وإتقان العمل... فهل صنعنا ما هو أخطر من فوهة الحمم البركانية.
 
وطني الغالي:
 
لم تعد اللباقة والكَياسَة والحلم والأناة أثناء القيادة من هوامش حياتنا.. بل إنّنا مُلزَمون: دينًا وخلقا وإنسانيةً أن نتقيّد بكلّ أساسيات السلامة، ونستشعر أن: (الحديد والبراغي) صممت لقيادتها حسب قواعد الطريق بما يضمن سلامة الجميع. فيا أبناء الوطن: أنتم أغلى ما تملكون ونملك.
 
من هنا نبدأ:
 
هناك مؤشرات على التقدّم والرّقيّ، ومن أهمّها: قيادة السيارات بالتزام قواعد السلامة. ولا عجب إذا أردنا حياة سعيدة وتقدما وازدهارا، وأن نترك للأجيال من بعدنا ما يُسعدهم.. أن نبدأ بالانضباط بقيادة السيارات دون تهور ينجم عنه حوادث سير مؤسفة.
 
اعرف كيف تكون سعيداً:
 
لا يمنعك أحد أن تكون سعيداً.. ولكننا بالسهر الزائد والارتباطات غير المفيدة والاستخفاف بقواعد السلامة والركون إلى أحلام اليقظة أثناء القيادة، والغضب لأتفه الأمور واستخدام الجوال لحلّ المعضلات والمشكلات والتواصل مع الجميع... ذلكم مما يفقدنا السعادة.
 
وأخيراً، فلنتقّ اللهَ عزّ وجلّ ولنتقيّد بأحكام الشريعة الغراء: أعط الطريق حقّه. والعجلة والسياقة بطريقة جنونية لسبب أو لآخر، ليس من إعطاء الطريق ولا من أسباب التوفيق.