الدستور – رنا حداد –

 

نظّمت جمعية التنمية للإنسان والبيئة الأردنية، وللعام العاشر على التوالي، احتفالية رصد قمر الحصّادين لعام 2025 في غابات برقش بلواء الكورة، بمشاركة المئات من عشاق الطبيعة والبيئة والتراث وهواة التصوير من مختلف مناطق المملكة الأردنية الهاشمية.

 

وجاءت هذه الأمسية القمرية احتفاءً بظاهرة فلكية فريدة، حيث أطلّ قمر الحصّادين هذا العام بحجم أكبر من القمر الكامل العادي بنسبة تقارب 7% وبإشعاع يفوقه بنحو 30%، ما أضفى على السماء مشهدًا بديعًا من النور والدهشة. ويُعرف قمر الحصّادين بأنه القمر المكتمل الأقرب إلى موعد الاعتدال الخريفي، وكان في الماضي مصدرًا للضوء الذي يعين المزارعين على استكمال حصادهم في الليالي الطويلة.

 

أما في الذاكرة الشعبية الأردنية، فقد اعتادت الجدّات وصفه بـ “رغيف العيدية” تشبيهًا له باتساعه ولونه الذهبي الذي يملأ السماء دفئًا وبهجة.

 

ومن جهته، قال رئيس الجمعية أحمد محمود الشريدة، إن حدث سطوع قمر الحصّادين ارتبط بالمعاني الجميلة للانتماء للأرض والطبيعة التي تشكل المصدر الرئيس لحياة الإنسان ومصدر سعادته، مبينًا أن إحياء الجمعية لطقوس ظهور قمر الحصّادين يأتي استذكارًا لخطى الآباء والأجداد الذين زرعوا وحصدوا الأرض، واستعادة للموروث الشعبي المشرقي المرتبط بهذه الظاهرة، مؤكدًا أهمية إحياء هذه المناسبة لما تحمله من قيم في وجدان الإنسان المتجذر في أرضه وحرصًا على الحفاظ على التراث والعادات الأصيلة.

 

وتحولت الأمسية إلى لوحة من الضوء والفرح والذكريات، حيث اختلطت أحاديث الحاضرين بضحكاتهم وسط نسيم الغابات العليل، بينما كان القمر يرتفع تدريجيًا في السماء ليعيد للأذهان سحر الليالي القديمة ودفء التراث الأردني الأصيل.