Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    15-May-2019

تغرب الديمغرافية- العربية

 الغد-إسرائيل هيوم

 
بقلم: يورام أتينغر 14/5/2019
 
“إن التآكل في معدل الخصوبة العربية في الثلاثين سنة الاخيرة هو احد التطورات الاكثر دراماتيكية في التاريخ البشري: من معدل خصوبة هو الاعلى في العالم الى المعدل الادنى في العالم”، هكذا كتبت قبل نحو سنة البروفيسورة مارشا آين هيرن من جامعة ييل.
في 2019 ايضا، بخلاف توقعات المؤسسة الديمغرافية، تواصل الخصوبة العربية (عدد الولادات للمرأة) “التغرب”، بمعنى الاقتراب من المعدلات التي يتميز بها الغرب. فالمجتمع العربي يشهد سياقات تمدن متسارعة، ويصبح مدينيا اكثر في طابعه. تنتقل العائلات للسكن في شقق صغيرة نسبيا، في عمارات مدينية وليس في منازل قروية. اضافة الى ذلك، يسجل تحسنا في مكانة المرأة، التي تنهي ما لا يقل عن 12 سنة تعليم وتتطلع الى الاستقلالية، وبالتالي تبدأ عملية الخصوبة ما بعد سن 20 “وليس 16″، وتنتهي في سن 45 (وليس 55). عائلة من 2 – 3 اطفال اصبحت نموذجا مقبولا، واتسع استخدام وسائل منع الحمل.
“في نهاية السبعينيات كانت خصوبة المرأة العربية اعلى من المتوسط العالمي (3.85 ولادة للمرأة)، ولكن في 2019 باتت في ميل انخفاض وفي عدد من الدول العربية – بما فيها الفقيرة – دون 2.1 ولادة”، تكتب آين هيرن وتضيف: “لقد اصبحت العائلة الضيقة نموذجا اجتماعيا في الطبقة الوسطى الفلسطينية”.
وفقا لمعطيات البنك الدولي، فان معدل الخصوبة العربية تقلص في سنوات 1960 – 2017 من 6.9 ولادة الى 3.3. ففي مصر، مثلا من 6.7 الى 3.2، في الأردن من 7.7 الى 3.3 ولدى الفلسطينيين من 6.7 الى 3.9. وبالمقابل، فإن حجم الولادات اليهودية في اسرائيل ارتفع بالذات بـ 74 في المائة في أعوام 1995 – 2018، مقابل ارتفاع 20 في المائة فقط في عدد الولادات العربية في اسرائيل. ان الارتفاع في معدل الخصوبة اليهودية (ولا سيما بين العلمانيين) يعبر عن تحسن في احساس التفاؤل والوطنية، الى جانب تقليص عدد الاجهاضات، وتوسيع علاجات الخصوبة وانخفاض في وفيات المواليد.
تتمتع الديمغرافية اليهودية بميزان هجرة سنوي ايجابي، مقابل ميزان هجرة سنوي سلبي لعرب الضفة، يصل الى 20 الف في السنوات الاخيرة. وبالتوازي، تقلص حجم الهجرة المضادة السنوية من اسرائيل بين 1990 (14.200) الى 2016 (6.300)، رغم أن عدد السكان تضاعف تقريبا.
السلطة الفلسطينية “توازن” تغرب الخصوبة من خلال تضخيم المعطيات الديمغرافية بـ 1.2 مليون نسمة. بخلاف القواعد الدولية يحصى أكثر من 400 الف نسمة يسكنون في الخارج لأكثر من سنة.
اضافة الى ذلك يجري احصاء مزدوج لـ 330 الف من عرب القدس واكثر من 105 الف من سكان الضفة وغزة تزوجوا من عرب اسرائيليين وحصلوا على مواطنة أو اقامة دائمة. كما أن ميزان الهجرة السلبي السنوي لا يؤخذ بالحسبان. يوثق تقرير البنك الدولي فارق من 30 في المئة بين معطيات الولادات في مكتب الاحصاء الفلسطيني ووزارة التعليم الفلسطينية.
ان تجاهل مصممي السياسة والرأي العام لتغرب الديمغرافية العربية من شأنه أن يؤدي الى خطأ دراماتيكي، او تضليل فضائحي. عرض عابث لقنبلة موقوتة ديمغرافية تهدد وجود الدولة اليهودية، يستوجب تعطيلها، زعما، انسحابا فتاكا من ذخائر حديدية، تاريخية وأمنية.