Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    04-Jan-2019

نويهض يتتبع سيرة المناضل الفلسطيني تيسير قبعة في كتاب جديد

 

عمان-الغد- صدر عن دار الشروق للنشر والتوزيع، عمان – رام الله، كتاب بعنوان “تيسير قبعة – الإنسان والقضية”، للصحفي اللبناني وليد نويهض.
الكتاب يتناول حياة المناضل الفلسطيني تيسير قبعة، حيث قام نويهض بجمع المعلومات والوثائق عن حياة هذا المناضل منذ نشأت في مدينة قلقيلية في العام 1938حتى وفاته في العام 2016، في الأردن.
يقول المؤلف إنه حاول في هذا الكتاب تلخيص للسيرة الذاتية لقبعة في سياق تاريخ قضية فلسطين، فلم يكن هذا المناضل خارج عصره ومحيطه وشجرة عائلته التي شهدت جذورها بدايات التحول الذي انتهى إلى جرف المدن والبلديات والقرى وطرد السكان من أرضهم ومنازلهم؟
وتتبع نويهض سيرة قبعة بكل اللحظات التاريخية والمؤلمة في حياته وذلك في ثلاثة فصول شهدت لحظات صعبة في حياة قبعة منذ الطفولة في مدينة قلقيلية، وتلك الانهيارات والمتغيرات لم تكن بعيدة عن حياة طفل الذي عاش ظلال نكبة تركت بصمتها السياسية في فترات نموه ودراسته وصداقاته وصولا إلى التحاقه بحركة كان يطلق عليها “المقاومة واسترداد الحقوق”.
ووثق المؤلف سيرة قبعة في ثلاثة عشر فصلا بدأ من النكبة، وما تبعها من تيه وضياع والخطوات الأولى وبدايات المعركة، وذهابه للدراسة في القاهرة وهزيمة حزيران 1967، وانهيار الرمز، وتجربة قبعة في السجن، ثم الذهاب إلى بيروت حاضنة الثورة وبعد ذلك الشتات الفلسطيني، ثم العودة إلى مدينة قلقيلية والخروج من الوطن، والسنوات الأخيرة من حياة قبعة.
في مقدمة الكتب يتحدث نويهض عن الصعوبة التي واجهها في جمع المعلومات عن قبعة الذي لم يكن يحتفظ بأي وثيقة، قال نويهض “كانت العملية صعبة، لأن قبعة كان يحرص على تمزيق كل الأوراق التي تكون بحوزته بعد انتهاء كل مهمة أو لقاء، فهو لم يترك في درج مكتبة محاضر الجلسات أو اللقاءات أو قرارات الاجتماعات، كما انه كان يحرص خلال اتصالاته على عدم البوح بمكان وجوده أو التحدث عن نشاطاته إلى اقرب الناس اليه، كان يمتنع عن الادلاء بتصريحات عن أعماله وجهوده بعد عودته من زيارات إلى عاصمة أو مشاركته في ندوة أو مؤتمر أو جولة حزبية”.
ويشير إلى الصعوبة التي واجهها في الكشف عن نشاطات قبعة التي اتصفت بالسرية ولا يعرف عنها شيء إلا ما ينشر من الأخبار التي كانت تنشر في الصحف عن عمل ما وبعضها يحتوي على معلومات غير دقيقة واحيانا تشتمل على مغالطات لا يمكن تصحيحها بعد غياب قبعة، كما أن سيرته ليست سيرة شخصية بقدر ما هي “سيرة سياسية” ونشاطه ليس ملكه الخاص بقدر ما هو مرتبط عضويا بقضية كبرى ساهمت في ترسيم الصورة المنطلقة خلال العقود السبعة الماضية.
ويري نويهض انه لا يمكن الكتابة عن قبعة في معزل عن تاريخ المنطقة وتاريخ القضية الفلسطينية أو فصل سيرته عن شبكة عنكبوتية التي كانت تغلف نشاطاته وتجعل الرؤية مشوشة احيانا وغامضة.
ويقول المؤلف إنه ذهب إلى أصحاب قبعة من اجل جمع ما يتوافر من معلومات تكشف بعض زوايا من سيرته، كما انه رجع إلى بعض الكتابات التي اشارت إليه بالاسم وتحدثت عن نشاطاته العلنية حين قاد الاتحاد العام لطلبة فلسطين وحين شارك في تأسيس حركة القوميين العرب والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وأصبح عضوا في المجلس الوطني الفلسطيني وفي اللجنة التنفيذية للمنظمة نائبا لرئيس المجلس الوطني والبرلمان العربي واتحاد البرلمانات الأوروبية.
في كلمة على غلاف الكتاب يقول نويهض إن سيرة قبعة هي عبارة عن “سيرة مناضل صامت، ولكن صمته كان مدويا وهادرا في الدفاع عن الحق. كان تيسير قائدا وطنيا قطع عهدا على نفسه. عاقدا العزم مع شعبه أن تحيا فلسطين عبر ستين عاما من نضاله المستمر.
لقد شارك في نقل القضية الفلسطينية من مرحلة ضياع الهوية التي اعقبت نكبة العام 1948 الى مرحلة الانطلاق نحو أفق جديد لبلورة الهوية الفلسطينية وشق طريق التحرير والعودة من خلال الثورة الفلسطينية المعاصرة. وكسب التأييد الدولي والحشد العربي لنصرة حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، وحقه في العودة والاستقلال وتقرير المصير واقامة دولته الفلسطينية المستقلة فوق ترابه الوطني”.
ويذكر أن تيسير قبعة كان نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، وولد في قلقيلية في يوم 20/8/1938، وتخرج من مدرستها الثانوية العام 1958. التحق بعدها بجامعة دمشق للدراسة في كلية الحقوق، وأثناء ذلك انتخب رئيسا لرابطة الطلبة الفلسطينيين في سورية، حيث كان عضوا في حركة القوميين العرب.
اعتقل في دمشق بعد الانفصال بين مصر وسورية في العام 1961، وابعد للقاهرة حيث التحق بكلية الآداب بجامعة القاهرة، وانتخب رئيسا للاتحاد العام لطلبة فلسطين، وبقي رئيسا له حتى العام 1967. وأصبح الاتحاد في عهده يضم أكثر من أربعين فرعا في جميع انحاء العالم.
كما شارك في المؤتمر الأول للمجلس الوطني الفلسطيني في القدس العام 1964، ممثلا عن الاتحاد العام لطلبة فلسطين، اعتقلته سلطات الاحتلال في القدس بتاريخ 20/12/1967، وبقي في السجن أكثر من ثلاث سنوات، حيث شُنَّت حملة عالمية لإطلاق سراحه. وزاره في السجن العديد من قادة الاتحادات الطلابية العالمية، في العام 1971، أبعدته سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى الأردن عبر صحراء النقب، وانتخب عضوا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، كأول ممثل للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فيها.
وعاد إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة في شهر نيسان (أبريل) من العام 1996، لحضور اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني في غزة في دورته العادية الحادية والعشرين، حيث أُعيد انتخابه نائبا لرئيس المجلس الوطني الفلسطيني، في كانون الأول (ديسمبر) من العام 2005، انتخب نائبا لرئيس البرلمان الانتقالي، كما انتخب نائبا لرئيس الجمعية البرلمانية الاوروـ متوسطية في آذار (مارس) 2006.
ويذكر ان وليد نويهض عمل وظيفة منسّق سلسلة إصدارات “طي الذاكرة” التي يصدرها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، وعمل منذ العام 1970 في الصحافة، كتب في مجلّات وصحف لبنانيّة وعربية، وحصل على شهادة ليسانس في التاريخ من الجامعة العربية في العام 1972، وليسانس في الفلسفة من الجامعة اللبنانية العام 1974. صدرت له مجموعة كتب عن الفلسفة العربية – الإسلامية، وغيرها من قضايا تاريخية، وفكرية، وسياسية.