Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    10-Jan-2019

شتاء ساخن في الشمال السوري.. - محمد كعوش

الراي - ليس على السياسي من حرج ان كذب، لذلك اتوقع عدم انسحاب أميركي عسكري سريع من الشمال السوري، فهناك من يتوقع أن تستغرق عملية الانسحاب أكثر من ثلاثة شهور، أي حتى الربيع، وقد يغيّر الرئيس الأميركي رأيه وخططه اكثر من مرة قبل مطلع الصباح، لذلك اتمنى أن يختصر الوداع ويخرج ليحتفل بالمناسبة الذي يعتقد انها تصب في رصيده الداخلي.

اما الحراك السياسي الأمني الأميركي الذي شهدته المنطقة فهو لطمأنة الحلفاء وشرح اهداف الانسحاب بكل تفاصيله ونتائجه، ضمن شروط وضعها ترمب مثل ضمان سلامة وأمن التنظيمات المسلحة الكردية والسيطرة الجوية في فضاء الشمال السوري، لذلك سيكون الانسحاب بمثابة اعادة انتشار وتموضع اقليمي، أي ان هذه القوات ستتمركز في القواعد الأميركية في العراق لتكون جاهزة للتدخل في أي وقت.
وعلى ذكر القواعد الأميركية في العراق، لا اعتقد أن الرئيس ترمب سيطلب موافقة رئيس الحكومة العراقية عادل عبد المهدي عند دخول قواته الى العراق او الخروج منه، لأن الادارة الأميركية ما زالت تعتقد أن العراق تحت الاحتلال، ولها الحق بنفطه وثرواته والتواجد فوق اراضيه، وعلى من يشك بهذا الكلام من المسؤولين العراقيين أن يسأل الرئيس ترمب عن هذه المسألة، فلديه من الجرأة والصراحة والوقاحة أن يجيب على السؤال بوضوح.
لكن رغم كل هذه التطورات، قد لا تجري الرياح كما اشتهت سفينة قبطان البيت الابيض، لأن واشنطن، بفضل سياسة وخطط الرئيس ترمب وقراراته غير المدروسة، تعيش حالة انقسام داخلي غير مسبوقة، فهناك خلافات حول حزمة من الأجراءات والأزمات الداخلية والخارجية مختلف حولها، ليس مع الديمقراطيين فحسب بل مع بعض قادة الحزب الجمهوري ايضا، وهو متهم بأخذ الشعب الأميركي رهينة بسبب الاغلاق الحكومي وتعطيل عمل المؤسسات.
اما بالنسبة للتطورات المتعلقة بالانسحاب الأميركي من شمال سوريا، هناك بعض الشروط والضغوط من قبل دول حليفة للولايات المتحدة، فاسرائيل تريد اعترافا أميركيا بشرعنة احتلالها للجولان السوري، كما تريد المزيد من الضغوط وفرض العقوبات على ايران، أي انها تريد اغراق الرئيس الأميركي بالمزيد من المشكلات المعقدة.
وعلى الجانب التركي هناك «عقدة الأكراد» التي تتحكّم بالعلاقات مع واشنطن، كما أن لأنقرة أطماعها واهدافها التي تتعارض مع خطط ترمب في الشمال السوري، فهو يريد حماية المسلحين الأكراد، ويسعى الى تسليمهم المنطقة التي احتلتها قواته في الشمال، في حين يشعر اردوغان أن الانسحاب الأميركي أنعش احلامه العثمانية بالتوسع، فهو يريد التغلغل داخل الأراضي السورية بحجة محاربة الارهاب ومطاردة التنظيمات الكردية المسلحة، وتسليم المنطقة لتنظيمات محلية، ولم يقل للسلطات السورية الشرعية، لأن انقرة ما زالت تدعم تنظيمات مسلحة تابعة لها وتعمل بامرتها وتحت ادارتها السياسية والعسكرية.
هكذا، كما في الجنوب السوري المحتل ( الجولان ) كذلك في الشمال السوري المحتل، تطورات كثيرة متسارعة، واطماع وأوهام عديدة جديدة ظهرت بدافع من الواقع الذي حملته رياح « الربيع العربي المشبوه، وفتح شهية المتربصين القابعين على الحدود وعلى الثغور، ولكن ستبقى سوريا صامدة موحدة قادرة على استعادة سيادة الدولة على كل اراضيها، لأن «الربيع العربي» المشبوه الذي بدأ بثورة الياسمين في تونس تحطمت قرونه على صخرة صمود عاصمة الياسمين دمشق