Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-Dec-2017

القدس كانت وستبقى في رعاية الهاشميين - د. اسمى الشراب العبادي

الراي -  حظيت القدس برعاية خاصة من الهاشميين وبخاصة في عهد جلالة الملك عبداالله الثاني من خلال الإعمارات المتتالية والمتميزة والعظيمة للمسجد الاقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة والمقدسات المسيحية في اطار عنايتهم الشاملة للمدينة المقدسة.

 
وقد شكل الاهتمام الكبير بالمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس من قبل جلالة الملك عبداالله الثاني استمرارية للنهج الهاشمي في رعاية هذه المقدسات، وأخذت تلك الرعاية إطارا مؤسسيا تمثل في إنشاء الصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة بموجب قانون صدر عام 2007 ،ولجنة إعمار المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة المشكلة بموجب القانون الأردني رقم 32 لسنة 1954م، واللجنة الملكية لشؤون القدس.
 
وقد تجسد الاهتمام الهاشمي بمدينة القدس في إعمار وترميم وصيانة الأماكن المقدسة فيها، من خلال مجموعة من الإعمارات هي: الاعمار الهاشمي الاول: تبرع الشريف الحسين بن علي ملك العرب بـ 25 ألف ليرة ذهبية لإعمار المقدسات الاسلامية في القدس، وقد اشتمل هذا الاعمار على تجديد عمارة قبة الصخرة المشرفة والمسجد الأقصى، بإشراف الملك عبد االله الأول بن الحسين.
 
بانتهاء حرب 1948م كان قد لحق الحرم الشريف في القدس أضرار كبيرة ، ولم يكن من جلالة الملك عبداالله الاول إلا أنْ بادر بإطلاق دعوة لترميم محراب زكريا وإعادة ترميم المباني المحيطة التي أحقت بها أضرار هيكلية.
 
لم تقتصر عناية جلالة الملك المؤسس على المقدسات الإسلامية وحسب، فقد عمل جلالته شخصياً في إخماد حريق كاد أن يدمر كنيسة القيامة في عام 1949م، فقد كان جلالته طيلة فترة حكمه من 1921-1951م سادناً وحارساً للمقدسات المسيحية في القدس.
 
الإعمار الهاشمي الثاني: بعد تولي جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال طيب االله ثراه سلطاته الدستورية، صدرت توجيهاته السامية إلى الحكومة لترميم قبة الصخرة التي أخذت في فقدان بريقها بفعل عوامل الطقس والزمن، وبعد أن أخذت المياه تتسرب إلى الداخل، فامر جلالته في عام 1954 بتشكيل لجنة لإعمار المقدسات الإسلامية في الحرم القدسي الشريف.
 
واشتمل الإعمار الهاشمي الثاني على:إعمار المسجد الأقصى المبارك وترميم جدرانه الخارجية الحجرية وتركيب أعمدة رخامية لأربعة أروقة في الناحية الشرقية منه، وتركيب نوافذ من الزجاج الملون بالإضافة إلى ترميم الأسقف والجدران الداخلية والخارجية، و إعمار قبة الصخرة المشرفة وتركيب قبة خارجية من الألمنيوم الذهبي اللون وتركيب رخام للجدران الداخلية والخارجية وإعادة ترميم الفسيفساء فيها وكتابة الآيات القرآنية.
 
الإعمار الهاشمي الثالث: في عام 1969م اقتحم أحد اليهود المسجد الأقصى وأشعل النار فيه، وأدى هذا الحريق إلى تدمير معظم أجزاء المسجد الأقصى ومن بينها منبر صلاح الدين الايوبي ، وعلى إثر ذلك أصدر جلالة المغفور له الملك الحسين طيب االله ثراه أوامره العاجلة بضرورة إعادة تعمير المسجد الأقصى.
 
وقد تم إعادة تعمير كل من المسجد الأقصى الذي أعيد إلى حالته السابقة قبل الحريق وقبة الصخرة المشرفة حيث تم استبدال ألواح الألمنيوم القديمة للقبة بألواح نحاسية مذهبة محكمة الإغلاق كما شمل التعمير مناطق أخرى في الحرم الشريف والقدس ومنها: قبة السلسلة وباب الرحمة وجامع المدرسة الأرغونية ومكتبة المسجد الأقصى، القبة النحوية وسوق القطانين، والمتحف الإسلامي، وسبيل قايتباي.
 
أما بالنسبة إلى المقدسات المسيحية فقد منح الهاشميون خلال فترة حكمهم للضفة الغربية من 1952 - 1967 الحرية المطلقة للطوائف المسيحية المختلفة لصيانة واعمار كنائسهم وأديرتهم . وتم اعمار كنيسة القيامة خلال العهد الهاشمي وقبل الاحتلال الإسرائيلي في عام 1967 اعماراً شاملاً شمل القبة والجدران.
 
لم يقتصر الاهتمام الهاشمي في القدس على تعمير الأماكن الإسلامية المقدسة بل امتد ليشمل إنشاء الكليات والمدارس الدينية ومراكز حفظ التراث بتوجيهات من جلالة الملك الحسين رحمه االله واهمها: قسم الآثار الإسلامية بالقدس وأنشئ عام 1977م. كلية العلوم الإسلامية في القدس وأنشئت عام 1975م، وقسم إحياء التراث الإسلامي بالقدس وأنشئت عام 1978م.وغيرها.
 
الإعمار الهاشمي الرابع: حظيت المقدسات الإسلامية في مدينة القدس باهتمام بالغ في عهد جلالة الملك عبداالله الثاني وأضحت جزءا لا يتجزأ من برامج عمل الحكومات الأردنية في عهد جلالته، إذ جسد جلالته بذلك استمرارية هاشمية في رعاية مدينة القدس ومقدساتها لما لها من مكانة ومنزلة في سائر الديانات السماوية.
 
وشملت مشاريع الإعمار في عهد جلالة الملك عبداالله الثاني منبر المسجد الأقصى المبارك( منبر صلاح الدين)، حيث تشرف جلالة الملك عبداالله الثاني ابن الحسين بوضع اللوحة الزخرفية الأولى على جسم المنبر في شهر رمضان عام 2002م، وبدء العمل بوضع التصاميم الخاصة لإعادة صنع المنبر، والعمل به في جامعة البلقاء التطبيقية، ليعود المنبر على صورته الحقيقية المميزة ببالغ الحسن والدقة والاتقان، وأعيد المنبر إلى مكانة الطبيعي في عام 2007م، و ترميم الحائط الجنوبي للمسجد الأقصى، و ترميم الحائط الشرقي للمسجد الأقصى المبارك، و مشروع نظام الإنذار وإطفاء الحريق في المسجد الأقصى المبارك، و ترميم الأعمال الفنية في مختلف مرافق قبة الصخرة المشرفة، وكذلك الدعم الملكي للمؤسسات الوقفية التي تشرف عليها وزارة الأوقاف، حيث يتحمل الأردن نفقاتها ومصاريفها ورواتب العاملين فيها، بالإضافة الى ترميم القبر المقدس: بمكرمة ملكية سامية عام 2016م، تبرع جلالة الملك عبد االله الثاني، وعلى نفقته الخاصة، لترميم القبر المقدس في كنيسة القيامة في القدس، وأبلغ الديوان الملكي الهاشمي البطريركية المقدسية في القدس بمكرمة جلالته، برسالة خطية أرسلت إلى غبطة البطريرك كيريوس ثيوفيلوس الثالث، بطريرك المدينة المقدسة وسائر أعمال الأردن وفلسطين، و ترميم قبة كنيسة الصعود في القدس حيث أنهت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس عام 2017م وبأمر من جلالة الملك عبداالله الثاني صاحب الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة الاسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة ترميم مبنى قبة كنيسة الصعود في القدس.
 
يشكل الاعمار الهاشمي لموقع كنيسة الصعود في القدس ترسيخا للعهدة العمرية التي منحها الخليفة عمر بن الخطاب لمسيحيي القدس، وتمثل عملية الترميم ايضا نموذجا للعيش الأسلامي المسيحي المشترك الذي يضرب بجذوره في عمق التاريخ في القدس، كما يشكل هذا الاعمار تكريسا للوصاية الهاشمية والرعاية التي تحظى بها الأماكن الاسلامية والمسيحية المقدسة في القدس الشريف من قبل جلالة الملك عبداالله الثاني حفظه االله ورعاه.
 
وبشأن الوصاية الهاشمية للمقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس وقع جلالة الملك عبد االله الثاني ابن الحسين والرئيس الفلسطيني اتفاقية تاريخية في 31 آذار 2013 ،تؤكد على أن جلالة الملك هو صاحب الوصاية على الأماكن المقدسة في القدس الشريف، وله الحق في بذل جميع الجهود القانونية للحفاظ عليها.
 
لذا تعتبر هذه الاتفاقية إعادة تأكيد على الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة في مدينة القدس منذ بيعة عام 1924م ، والتي انعقدت بموجبها الوصاية على الأماكن المقدسة للشريف الحسين بن علي، وأعطته الدور في حماية ورعاية الأماكن المقدسة في القدس وإعمارها، واستمرار هذا الدور بشكل متصل في ملك المملكة الأردنية الهاشمية من سلالة الشريف الحسين بن علي .