Thursday 31st of July 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    30-Jul-2025

إستراتيجية نتنياهو انعدام الرحمة

 الغد

هآرتس
بقلم: الوف بن 29/7/2025
 
 
استغلال نتنياهو للفرص وكسب الوقت لا يعتبران تعبيرين عن غياب الاستراتيجية، بل يصبان في تحقيقها ضمن ظروف أفضل. في الجبهة الداخلية نتنياهو لم يتوقف لحظة عن مؤامرة تأسيس حكم مركزي من دون كوابح وقيود، حتى لو تقدم ذلك بوتيرة مختلفة حسب الظروف، إلى أن قام بتفكيك حركة معارضة حكمه، والمعارضة البرلمانية. اهود باراك ("هآرتس"، 25/7)، كان على حق عندما اعتبر أن هذه حالة طوارئ للديمقراطية. ولكن أمله في خروج مليون مواطن إلى الشوارع وإسقاط النظام، يظهر كأمل خيالي في الوقت الذي يقوم فيه نتنياهو بسحق المستشارة القانونية للحكومة ويستخف بالقضاة، ويقوم بتعيين شخص مشتبه فيه بالاغتصاب في منصب رئيس لجنة في الكنيست.
 
 
أيضا في الحرب يتصرف نتنياهو بطريقة واضحة يسهل تشخيصها رغم الفوضى والأحداث المفاجئة، مثل الكشف الذي أحدث الضجة، أن الأشخاص الذين لا يحصلون على الغذاء سيموتون بسبب الجوع، أو سيطورون سوء التغذية. في الشمال وفي الشرق عملت إسرائيل حسب استراتيجية تمت بلورتها والتدريب عليها خلال سنوات: تحييد ذراع سلاح الصواريخ لحزب الله، وبعد ذلك مهاجمة المنشآت النووية في إيران بمساعدة أميركية. نتنياهو انتظر الظروف المناسبة – إلى حين تزويد حزب الله بالبيجرات المتفجرة، ونشر الجيش الإسرائيلي منظومة الليزر واستبدل النظام في أميركا – واستغل الأخطاء الفادحة للعدو إلى أن قام بضربه في ظروف شبه مثالية تقريبا. ولكن خلافا للتخطيط المتشدد في الشمال، فإنه في جبهة الجنوب أملت إسرائيل في أن يكون الأمر على ما يرام، إلى أن تعرضت لسقوط 7 تشرين الأول (أكتوبر).
المسعى لهزيمة حماس أدى بنتنياهو إلى اتخاذ القرار الأكثر أهمية في حياته وهو تصفية المجتمع الفلسطيني في غزة ونفيه، كعقاب على المذبحة في بلدات الغلاف، مثلما تم عرض النكبة في الرواية الإسرائيلية كعقاب للفلسطينيين بسبب رفض خطة التقسيم ومهاجمة الاستيطان اليهودي. التنفيذ يتذبذب ويتم تغليفه بتصريحات مشوشة، لكن الأفعال واضحة: "الحكومة تسرع الخطى نحو محو غزة"، وحسب الصياغة الدقيقة لوزير التراث عميحاي الياهو، فإن هذا هو "النصر المطلق" الذي وعد به نتنياهو.