الغد
يديعوت أحرونوت
بقلم:إيتان بن إلياهو
 
 
 
بدلا من مناقشة الأمور الجوهرية، انتقل النظام السياسي والمجتمع في إسرائيل إلى سؤال "ما هو النصر؟"، مما أدى إلى انقسامنا إلى حد الشرخ العميق. في هذه الأثناء، يستمر القتال الحالي منذ عامين.
 
 
بعد أن نشر زئيف جابوتنسكي مقاله "عن الجدار الحديدي"، طلب من بن غوريون - ليس كمثقف بل كقائد عسكري - صياغة استراتيجية أمنية عملية. ارتكز جوهر إيمانه على إدراك عدم المساواة: "عدد العرب يفوق عددنا أضعافًا مضاعفة، والموارد المتاحة لهم تفوق مواردنا". من هنا انطلقت توقعات جولات الحرب. ووفقًا لهذه الرؤية، يجب أن ننهي كل جولة منتصرين. آمن كل من جابوتنسكي وبن غوريون بأن سلسلة من النجاحات ستقود العرب، بمن فيهم الفلسطينيون، إلى إدراك أن وجودنا هنا حقيقة ثابتة، وعندها فقط يمكن التوصل إلى تسوية.
بافتراض أن هذه دورة جولات، يبقى السؤال مطروحًا: ما نقطة النهاية الصحيحة لكل جولة؟ في غياب إجابة واضحة، فإن النظام السياسي والمجتمع في إسرائيل حولا السؤال إلى "ما هو النصر؟"، مما أوقعنا في شرخ عميق. في هذه الأثناء، يستمر القتال الحالي منذ عامين.
بعد السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، انتهجت الحكومة الإسرائيلية سياسة "الأهداف المطلقة": التدمير الكامل للبنية التحتية لحماس، والقضاء التام علىيها ونزع السلاح الكامل من قطاع غزة - أي حل عسكري مباشر يمهد الطريق لإنهاء الصراع بشكل كامل وشامل. لا يوجد نقاش معمق حول التوقيت المناسب للتوقف. مع ذلك، طُرحت مقترحات عدة: وفقًا لإيلياهو يوسيان، يُعتبر مقتل 50 ألف شخص في غزة نصرًا كاملاً، وستُحل المشكلة. وكان هناك مقترح آخر يقضي بإعادة الرهائن والتوقف. كما فشلت محاولة الضغط على الحكومة لإيجاد جهة ما لتحل محل نظام حماس.
مر الوقت - لم يتحقق وقف إطلاق النار بمبادرة من الحكومة الإسرائيلية، وأمر رئيس الولايات المتحدة، لأسبابه الخاصة، بإعادة جميع الرهائن ووقف القتال. ما تزال المرحلة الأولى من الاتفاق متعثرة، والانتقال إلى المرحلة الثانية متعثر. هذا ليس استثناءً، وهناك أمثلة كثيرة على ذلك، حيث ينطوي الانتقال من التوقيع إلى التنفيذ الفعلي لاتفاقية متواصلة ومعقدة، على حوادث إطلاق نار. إنها مرحلة تراجع من العنف إلى واقع جديد.
ومع ذلك، ما يزال المسؤولين الحكوميون والرسميون يدعون حتى اليوم أن الإنجازات غير كافية، وأنه يجب توسيع نطاق تدمير البنية التحتية لحماس والأضرار التي لحقت بشعبها. ولتوضيح مدى الضرر الذي ألحقناه بالفعل بغزة، يجدر الانتباه إلى تصريح جارد كوشنر، بعد زيارته غزة، بأن المكان بدا كما لو أنه تعرض لقصف نووي - وهو تصريح كافٍ لتأكيد أن هذه هي نقطة النهاية للجولة الحالية.
إن حقيقة أن جولة قتال واحدة لا يمكن أن تحسم الصراع تمامًا، تتطلب إجابة واضحة عن سؤال ما هي نقطة التوقف الصحيحة. هل سنبدأها بأنفسنا أم سنُجبر على الانصياع لعامل خارجي؟ هذه المرة، كان الرئيس الأميركي هو من أمر بإعادة الرهائن وإنهاء الحرب. من الآن فصاعدًا، كي لا يُنظر إلينا بضعف، علينا أن نتوقف بحزم، وأن نُصرّ على إتمام الخطوة وفقًا لخطة ترامب، وأن نُضيف بُعدًا جديدًا من التفكير إلى الردع التراكمي الذي سيُفضي في نهاية المطاف إلى حل النزاع.
إن إخفاقنا هذه المرة في إدراك المغزى وتركنا القرار بيدي الرئيس ترامب يُضعفا صورتنا ويتركاننا في وطننا في خلاف حادّ تحوّل إلى شرخ عميق سيُلازمنا لسنوات طويلة مقبلة. الدرس واضح: علينا مساعدة الحكومة الأميركية على إتمام الاتفاق، وأن نكون مستعدين جيدًا لأي طارئ، وأن نبدأ الجولة التالية عند الحاجة.