Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    09-Oct-2019

دونالد ترمب يحتاج إلى مُعجزة للبقاء!*باسم سكجها

 الراي-لا يمكن لأيّ محلّل سياسي أن يفهم سياق حركة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، فليس ما بين يوم وآخر يتّخذ مواقف متناقضة، ولكن ما بين ساعة وأخرى، وحتّى أقرب المقرّبين منه يعترفون بأنّهم يُفاجأون بتغريداته التي تتباين تماماً عمّا إتّفق عليه، وبدأوا يُسرّبون ذلك لوسائل الإعلام.

 
يتعامل الرجل مع بلاده والعالم كلّه بمزاجية الطفل المدلّل الساذجة، فهو يسحب قواته من سوريا في الصباح، وعند الظهر يُهدّد تركيا بسحق اقتصادها إذا تدخّلت هناك، ولكنّه يظهر ضعيفاً أمام رجب طيب أردوغان خلال مكالمة هاتفية سمعها واحد من مرافقيه، فسرّبها لـ”نيويورك تايمز”!
 
يخوض حرباً تجارية ضدّ الصين، فتستعرض هذه قواتها معلنة عن صواريخ نووية جديدة تطال الولايات المتحدة، بعد أن هزمته في معركة «هواوي» فاضطر لسحب الحظر، وكذلك جرى مع إيران التي كاد أن يُعلن الحرب عليها، ولكنّّه يتسوّل لقاء روحاني الذي يتمنّع، ولن نحدّث عن كوريا الشمالية دون حرج.
 
هو يمنع شاهداً رئيسياً من الذهاب إلى مجلس النواب في قضية استجواب الرئيس، في قضية قد تصل إلى اتهامه وعزله، مع أنّه يفترض أنّه يعرف أنّ البيت الأبيض بهذا يُعوّق العدالة ولهذه عقوبة، وهو يُعلن بين وقت وآخر عن «صفقة القرن» لصالح تل أبيب، ولكنّ إسرائيل نفسها لا تُخفي تخوّفاتها من قراره الإنسحاب من سوريا دون معرفتها!
 
الرئيس ترمب لم يكن من الحزب الجمهوري، وبالعكس فقد كان مناصراً للديمقراطيين في يوم ما، ولكنّه صار جمهورياً لأجل مصلحته، وفاز بترشيحهم، وبالتالي بالرئاسة، ولكنّ هناك من الجمهوريين الآن مَن يندمون على الأمر ولا يخفون ذلك ويعلنونه على الشاشات.
 
الرئيس ترمب يعتبر أنّ المنجزات الاقتصادية هي أهمّ ما فعله خلال السنوات الثلاث الماضية، ويعتمد عليها لإعادة إنتخابه، ولكنّ كثيراً من التقديرات المهمّة تُفيد بأنّ الاقتصاد الأميركي وبالتالي العالمي قد يذهب إلى ركود وكساد عظيم، مع سياساته المحلية والدولية الطفولية النزقة.
 
من الواضح أنّ دونالد ترمب صار عبئاً على الجميع، وعليه أن يبحث عن معجزة للبقاء في البيت الأبيض، وقد يكون ذلك قبل الإنتخابات المقبلة، أو بعد إعلان نتيجتها على أبعد تقدير، وللحديث بقية!