Monday 6th of May 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    25-Apr-2024

مركز تقدم للسياسات:قمة ثلاثية في شمال أفريقيا: أسئلة بشأن الوظيفة الجيوستراتيجية لـ "محور" الجزائر
تقدير موقف: مركز تقدم للسياسات
 
تقديم: اثار انعقاد قمّة ثلاثية بين الجزائر وتونس وليبيا ضمت الرئيس التونسي قيس سعيد، والرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، أسئلة بشأن الأهداف الجيوستراتيجية للتكتل الجديد. وإلى جانب أن المغرب وموريتانيا لم يحضرا هذه القمّة، فإن التحليلات تدور حول دور هذا "المحور" في الصراع المغربي الجزائري ووظيفته في إطار الصراع بين الغرب والشرق في أفريقيا. ويتساءل المراقبون بشأن مصير "اتحاد المغرب العربي" الذي لطالما كان طموح 5 دول عربية في شمال أفريقيا.
 
لقراءة الحدث جدير التوقف عند الملاحظات التالية:
*فكرة هذا التكتل جزائرية اشتغلت عليها دبلوماسية الجزائر بشكل حيوي وعاجل في عهد الرئيس عبد المجيد تبون.
*تمّ الكشف عن هذه الفكرة على هامش قمّة "منتدى الدول المصدّرة للغاز" في الجزائر في مارس الماضي. وتزامن الإعلان عن هذا المنحى مع الإعلان عما يشبه التحالف مع إيران في أعقاب زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي للجزائر بعد مشاركته في القمّة هناك.
*سبق القمّة الثلاثية مشاورات أجرتها الجزائر مع كافة دول المنطقة ما عدا المغرب. وإذا كان غياب المغرب منطقيا بالنظر إلى الخلافات مع الحزائر، فإن غياب موريتانيا سببه عدم التورّط بأي حرج في علاقاتها بالمغرب ودول المنطقة.
*عدم حضور المغرب وموريتانيا يكشف ظهور "محور" تقوده الجزائر في المنطقة لا يمكن إلا أن يمثّل تحديا للمغرب. كما أن التكتل يمثل إشارة "انقلاب" على مشروع "اتحاد المغرب العربي" المنشأ في مراكش عام 1989 ومقره المغرب، والذي لم يعقد أي قمة منذ عام 1994 بسبب خلاف المغرب والجزائر.
*رغم توجه الجزائر شرقا، سواء في علاقاتها المتقدمة مع روسيا والصين، أم بتوقّها المتعثّر للانضمام إلى مجموعة "بريكس"، أم بتطوّر علاقاتها مع إيران، فإن أسئلة تُطرح بشأن وجهة التكتل دوليا صوب الشرق أو صوب الغرب، خصوصا في ظل الصراع بين الغرب من جهة وروسيا والصين من جهة أخرى في أفريقيا وصراع روسيا والولايات المتحدة في إحدى دول التكتل ليبيا.
*رصدت بعض التحليلات أن الشريك التجاري الأول لدول "المحور" الثلاث هي تركيا، وأن ذلك يمكن أن يكون حافزا لتحالف التكتل مع تركيا مقابل تحالف المغرب والإمارات.
*تقصّدت الجزائر عقد القمّة التشاورية الأولى، الإثنين، للدول الثلاث في تونس. ولم يصدر عن القمّة أي دعوة للمغرب وموريتانيا للانضمام، لكن كان هناك إشارة في البيان الختامي   إلى الانفتاح والترحيب بكل الإرادات في البلدان الأخرى.
*ركزت أعمال القمة وبيانها على الانشغال بملف الهجرة غير النظامية، وهو ملف شديد الأهمية بالنسية للاتحاد الأوروبي. ويُشتبه بأن إبراز هذا الملف "، إضافة إلى أهميته الأمنية، هو لفت انتباه أوروبا إلى أهمية "المحور" وأهمية اعتماده مرجعا إقليميا لمكافحة الهجرة غير الشرعية.
*رصدت بعض التحليلات أن القمّة خرجت من إطارها العربي (وفق أدبيات اتحاد المغرب العربي) للدخول في إطار شمال أفريقي. بمعنى أن التوجه الأساسي للتكتل أفريقي، بما يسّلط الضوء على المنافسة بين المغرب والجزائر في أفريقيا لا سيما في دول الصحراء مثل النيجر ومالي.. 
*رغم تحدث بعض الآراء عن قيام تكتل معاد للتطبيع مع إسرائيل في المنطقة، غير أن المرجح أن يكون للمحور وجهات جيوستراتيجية أخرى حتى لو اتفقت على هذا العنوان، خصوصا أن البيان الختامي لم بخرج عن نصوص البيانات العربية بصدد القضية الفلسطينية.
 
خلاصة:
 
**رغم ديباجات التعاون والتشاور والتنسيق في ملفات ضرورية، غير ان القمّة الثلاثية تمثّل انتكاسة جديدة لمشروع التكامل المغاربي وتحديا في شمال أفريقيا يكرّس الانقسام الراهن.
**التكتل ذراع من أذرع السياسة الخارجية للجزائر في المنطقة ويسعى لتشكيل تحالف إقليمي له خياراته الدولية مقابل تحالفات المغرب وخياراتها الإقليمية والدولية.
**بالنظر إلى تطوّر علاقات الجزائر مع روسيا والصين وإيران من غير الواضح وجهة التكتل داخل الاصطفافات الدولية المتصارعة في أفريقيا والبحر المتوسط. 
**وبالنظر إلى علاقات أن تركيا هي الشريك الاقتصادي الأول للجزائر وتونس وليبيا، ترجح قراءات أن يكون التكتل تحالفا مع تركيا مقابل تحالف المغرب والإمارات.
**بيان القمّة يشي أن التكتل يشد انتباه أوروبا لأهميته وأهمية دوره في معالجة ملف الهجرة، وبالتالي اعتماده مرجعا. فيما يرفع الإطار "الشمال أفريقي" للقمّة أي التوجّه الأفريقي حدة المنافسة بين الجزائر والمغرب في أفريقيا لا سيما في منطقة الصحراء.