Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    20-Nov-2019

الضفة حقل لتجارب الاحتلال التكنــولـوجيــة

 الدستور-كشف تحقيق صحافي مؤخرا أن شركة مايكروسوفت الأميركية، تستثمر في شركة إسرائيلية ناشئة (ستارت آب) تستخدم تقنية التعرف على الوجوه لمراقبة الفلسطينيين في الضفة الغربية، رغم تعهد شركة البرمجيات العملاقة بتجنب استخدام التقنية إذا كانت تتعدى على الحريات الديمقراطية.

وبحسب التحقيق الذي أعدته الكاتبة أوبليفيا سولون، نشر في موقع «إن بي سي نيوز» الإخباري، فإن نظام التعرف على البصمة البيومترية عبر تحديد ملامح الوجه التابع لشركة «أني فيجن» (AnyVision) الإسرائيلية، يستخدم في خدمة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لملاحقة الفلسطينيين، «داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي المناطق الخاضعة للقانون المدني الإسرائيلي».
وأوضحت أن أجهزة الأمن الإسرائيلية تستخدم برنامج الشركة الإسرائيلية لملاحقة «مطلوبين» فلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة ومدينة القدس، خلافا للهدف المعلن في استخدامها لتوثيق وجوه الفلسطينيين وهوياتهم على الحواجز المؤدية إلى الضفة المحتلة.
وذكرت الكاتبة أن مشروع المراقبة هذا كان ناجحا جدا لدرجة أن «أني فيجن» فازت بأعلى جائزة تقدمها وزارة الأمن الإسرائيلية في عام 2018 الماضي، مقابل «إسهاماتها الأمنية»، وخلال عرضه أشاد وزير الأمن الإسرائيلي حينها بالشركة، دون ذكر اسمها، لمنعها «مئات من الهجمات الإرهابية» باستخدام «كم كبير من البيانات».
وأكد التحقيق أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تستخدم البرنامج لملاحقة المقدسيين، وعرض موقع «إن بي سي نيوز» في تحقيقه صورًا ومقاطع فيديو توضح كيفية عمل نظام الشركة الإسرائيلية في منطقة باب العامود في البلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة.
وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة «ذا ماركر» أنه «إذا ما تبين صحة ما ورد في التحقيق، فهذا يعني ارتكاب مخالفة قانونية» سافرة، وأوضح موقع الصحيفة الإسرائيلية أنه «خلافا للقانون العسكري» الذي تخضع له الضفة الغربية المحتلة، فإنه من المفترض أن يخضع نظام الأمن السيادي في القدس للقانون الإسرائيلي.
أشارت الكاتبة إلى أن الفلسطينيين في الضفة الغربية لا يملكون مواطنة إسرائيلية أو حق التصويت، لكن مع ذلك فإن الحكومة الإسرائيلية تفرض قيودا على تحركاتهم وتراقبهم.
ورفض كل من جهاز الشرطة الإسرائيلية ووزارة القضاء بالإضافة إلى شركة أني فيجن» طلبات للتعليق على ما أوردته سولون في تحقيقها، أو حتى على طلبات صحيفة «ذا ماركر» للتعليق على هذا الشأن.
وذكر أحد المصادر أن الاسم الرمزي للمشروع هو «غوغل أيوش»، حيث ترمز «أيوش» إلى المناطق الفلسطينية المحتلة، و»غوغل» إلى قدرة التقنية في البحث عن الأشخاص. ولا علاقة لشركة غوغل الأميركية بالمشروع.
وجاء في التحقيق أنه «تعتبر الضفة الغربية حقلا للتجارب لتكنولوجيا المراقبة التابع للشركة»، دون موافقة المواطنين الفلسطينيين، موضحة أن الأنظمة القائمة على الذكاء الاصطناعي، النظام الذي طورته «إني فيجن»، يعتمد على تخزين أكبر قدر ممكن من المعلومات، والتي تتمثل بـ»وجوه الفلسطينيين»، في هذه الحالة. والشركة ضالعة في مشروعين لتوطيد الحكم العسكريّ في الضفّة الغربيّة، الأول: هو تركيب كاميرات رصد يمكنها تحديد الأوجه في الحواجز والمعابر، التي يمرّ منها، يوميًا، آلاف الفلسطينيين، بذريعة أن هذه الكاميرات يمكنها رصد أصحاب تصاريح العمل، ما يؤدي إلى سرعة في اجتيازهم الحواجز. أما المشروع الآخر في الضفّة الغربيّة، بحسب «ذا ماركر»، وهو «سريّ أكثر بكثير، ويشمل رصدًا للوجوه خارج الحواجز، استنادًا إلى شبكة كاميرات في عمق الضفّة الغربيّة، هدفها «ملاحقة منفّذي العمليات وتحديدهم».
ويوم الجمعة الماضية أعلنت شركة «مايكروسوفت، عن تكليف وزير العدل الأميركي السابق إريك هولدر بالتحقيق في استخدامات تقنيّة للتّعرف على الوجوه، طوّرتها الشركة «أني فيجن» (AnyVision) الإسرائيليّة، بعد هذه التقارير الصحافيّة .
وقالت «مايكروسوفت» في بيانها، إن هولدر، المسؤول القانوني الأعلى للولايات المتحدة في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، سيقود فريقًا من شركة المحاماة «كوفينجتون آند بورلينغ» لإجراء التحقيق.
«الايام الفلسطينية» و»عرب48»