Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Sep-2020

لحظة رضا مع لبنان محظور تفويتها

 الغد-إسرائيل هيوم

 
شاؤول حورب وبيني شفناير
 
15/9/2020
 
في 10 آب (أغسطس) بلغت الصحيفة اللبنانية “العربية” الصادرة بالانجليزية، بان الفرقاء الاساسيين في لبنان ممن عارضوا حتى الآن تسوية النزاع مع إسرائيل حول تثبيت الحدود البحرية وافقوا على دعم مساعي الوساطة الأميركية.
وبرأي الصحيفة فان الانفجار الفتاك في مرفأ بيروت في 4 آب (أغسطس) الماضي دفع حتى بحزب الله، الفريق الأكثر ثباتا في معارضته للوساطة الأميركية – أن يكون مستعدا الآن للتسوية.
حاولت الولايات المتحدة على مدى السنين المساعدة في تسوية النزاع الحدودي بين إسرائيل ولبنان، بما في ذلك الحدود البحرية. ويتعلق الخلاف طويل السنين حول ترسيم خط الحدود البحرية بين الدولتين بالمياة الاقليمية والاقتصادية وهو يبدأ في تحديد نقطة الحدود في خط الشاطئ في منطقة راس الناقورة. ويدور الحديث عن منطقة بمساحة نحو 860 كيلو مترا مربعا. ورغم مساعي الوساطة، عرض الطرفان حتى اليوم خطا صفريا وغير متنازل.
غير أنه في منطقة الخلاف توجد أيضا فرصة. ففي 2018 أقر لبنان لـ “كونسورسيوم” الايطالية، لشركة “توتال” الفرنسية ولـ “روباتا” الروسية، ان تنفذ تنقيبات أولية عن الطاقة في مجالين (“بلوكين”). لم تحقق التنقيبات نتائج واضحة حتى الآن ولكن أحد المجالين – بلوك 9 – يبدو واعدا منذ الآن. المشكلة هي أن القسم الجنوبي من البلوك يوجد كله في المنطقة موضع الخلاف مع اسرائيل.
الظروف، كما اسلفنا، تغيرت. فعقب الازمة الاقتصادية المتواصلة، يحتاج لبنان حاجة ماسة لمصادر دخل. وامكانية استخراج الغاز والنفط من البحر هي بالتأكيد فرصة، حتى لو لم تكن اسعار الطاقة اليوم في ذروتها. والانفجار في مرفأ بيروت، الذي فاقم الوضع وعزز الغضب الجماهيري على حزب الله، الذي عارض حتى الآن كل تسوية، كفيل بان يؤدي الى انعطافة.
أعلن مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، ديفيد شينكر، في احاطة اجراها في 9 آب (أغسطس) بانه ينتظر الضوء الأخضر من بيروت ويتوقع أن يزورها قريبا. وبعد الانفجار في مرفأ بيروت، قال رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، لصحيفة “النهار” اللبنانية ان المباحثات مع واشنطن بالنسبة لترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل “توجد قبيل انهائها”. وفي الاحاطة اياها قال شينكر ان “اتفاق إطار وضعه هو من أجل البدء في البحث في ترسيم الحدود البحرية موضع الخلاف بين الجانبين “عالق” على موضوع سخيف”، ولكنه رفض الدخول في التفاصيل.
كما اسلفنا، أعلنت حكومة إسرائيل منذ أيار (مايو) 2019، بانها وافقت على الدخول في محادثات بوساطة أميركية مع لبنان لحل نزاع الحدود البحرية. على إسرائيل أن تواصل اطلاق الاشارة الآن ايضا بان وجهتها نحو التسوية وانها مستعدة للبحث في الشروط المختلفة للوساطة. في هذا الاطار يمكنها ان تطرح اقتراحات مختلفة ليست واردة في ميثاق البحار، التي لا تعمل شروطه بالضرورة في صالح إسرائيل. وساطة أميركية ستمنع ايضا حلا مفروضا على الطرفين وسيكون ممكنا البحث في اقتراح لخط حدودي حتى لو كان مقبولا ظاهرا من ناحية قانون البحار.
مفهوم ان ليس في هذا الطريق ضمانة لان يحل النزاع حقا وواضح أن احدا من الطرفين لن يخرج مع كامل طموحاته في يده. ولكن بالنسبة لإسرائيل يوجد في هذه المسيرة فضلان واضحان: الأول هو ايجاد حل لنزاع حدودي مع دولة عدو وبخلاف الحدود البرية مع لبنان، والتي توجد في خلاف شديد، في طريق مسدود وفي حرب دائمة، فان الحل لخلاف الحدود البحرية يوجد في متناول اليد، وهو كفيل بان يكون الاشارة الأولى لحل أوسع لكل الحدود.
أما الفضل الثاني فهو تثبيت إسرائيل كجارة محبة للخير رغم العدو اللدود الذي يوجد خلف الحدود. تثبت إسرائيل بان لا نزاع لها مع الشعب اللبناني وهي تبحث حقا عن مسارات بمساعدته بعد المصيبة التي ألمت به. وها هو ينفتح أمام إسرائيل مسار مهم، اذا ما نجح، فسيسمح للبنان بتنفيذ التنقيبات في البحر الكفيلة بان تؤدي الى اكتشاف حقل غاز طبيعي، تحسين الاقتصاد ولجم المحافل المتطرفة مثل حزب الله – وربما ايضا تثبيت جيرة طيبة.