هل انتهت الحرب؟.. التحديات بدأت فقط
الغد
إسرائيل هيوم
تسفيكا حايموفيتش
جزء كبير من خطاب الرئيس دونالد ترامب خلال زيارته لإسرائيل عشية عيد العرش، كان مخصصا لحقيقة انتهاء الحرب، كما كانت تصريحاته خلال زياراته لإسرائيل ومصر.
مهما تحدثنا وصرحنا عن إنهاء الحرب في غزة، وعن القضاء على التهديد الإيراني، وعن ساحات وتهديدات أخرى، يجب أن نبقى واعين وعلى علم أن الواقع يختلف قليلا عن الاحتفالات والزيارات الرسمية.
في الأيام القليلة الماضية، منذ إعلان وقف إطلاق النار وحتى عودة الأسرى العشرين أحياءً وبدء عودة الشهداء، نرى حماس، وهي الحركة الحاكمة في غزة، لا تنوي فقدان سلطتها ونصيبها في إدارة قطاع غزة.
إلى أن ننتقل إلى تطبيق المرحلة الثانية والمبادئ الأخرى لخطة ترامب، بما في ذلك إنشاء ونشر قوة متعددة الجنسيات في غزة، ونزع سلاح حماس وقدراتها (مثل الأنفاق)، سيستغرق الأمر وقتا طويلا حتى تستعيد حماس قوتها وسيطرتها على قطاع غزة، كما فعلت في الأسبوع الماضي. ما هي الأدوات التي تمتلكها إسرائيل لمنع انتهاك الاتفاق؟ هل لديها القدرة على استئناف القتال ومهاجمة حماس أينما يكتشف انتهاك (من إعادة تأهيل البنية التحتية للمنظمة إلى تحديد هوية المسلحين فيها)؟
وفقًا لتصريحات ترامب، على الأرجح لا. هل سنمضي قدما في نفق الزمن لنشر القوة متعددة الجنسيات في قطاع غزة؟ هل ستتمتع إسرائيل حينها بحرية العمل والهجوم في قطاع غزة؟ يجادل البعض بأن الوضع مشابه للبنان، حيث ما تزال قوة اليونيفيل متمركزة، وتشن إسرائيل هجماتها من دون أي تدخل. لكن الواقع مختلف بعض الشيء، لأن معظم هجمات إسرائيل لا تتم على طول الحدود حيث يتمركز جنود اليونيفيل، والاحتكاك أقل بكثير. علاوة على ذلك، فإن جنوب لبنان لا يوجد فيه حاليا أي سكان مدنيين تقريبا، وبالتالي فإن الاحتكاك وحجم قطاع غزة لن يسمحا بمثل هذا التمايز.
الفجوة بين الخطابات والتصريحات كبيرة. فرغم تراجع المشروع النووي وعدم تشكيله تهديدًا مباشرًا، ما تزال إيران تمتلك القدرة على امتلاك صواريخ باليستية بعيدة المدى تهدد إسرائيل بكميات كافية (وفقًا لتقديرات وتقارير مختلفة، حوالي 1500 صاروخ، وربما أكثر)، بما في ذلك عدد كبير جدا من الطائرات المسيرة.
ليس من الضروري الاعتقاد، بل من الأجدر الاستعداد، أن إيران قد تخلت عن طموحاتها الإقليمية وخططها العسكرية، وليس من المؤكد أنها تخلت عن فكرة مبعوثيها في المنطقة. فغياب أي اتفاق بعد الحرب، يترك هنا، كما في حالة غزة، مساحةً هائلةً لكل طرف لترجمة أفعال أو انتهاكات الطرف الآخر.
ووفقًا لتقارير حديثة، بدأت إيران في ترميم بعض البنى التحتية التي تضررت في حزيران (يونيو) الماضي خلال الحرب. أين يقع خط الانتهاك الصارخ الذي لن تستطيع إسرائيل تجاوزه وستضطر إلى التحرك لمنع عودة الوضع إلى طبيعته؟ الخط الوهمي يخضع لتفسيرات صانع القرار، ولكنه موجود! وهذا دون التطرق إلى الطرف الآخر، إيران، التي لديها خيار الرد على الضربات التي تلقتها في حزيران، وقد ترد بهجوم مفاجئ.
وبشأن الحوثيين، فإن تصريحاتهم أن وقف الحرب في غزة سيؤدي إلى وقف الهجمات على إسرائيل لا تلغي التهديد الذي واجهناه خلال العامين الماضيين: ما يقرب من 200 طائرة مسيرة وأكثر من 130 صاروخًا باليستيًا. إن الوضع الأمني الإسرائيلي، الدفاعي والهجومي، منذ إطلاق أول صاروخ من اليمن في 31 تشرين أول (أكتوبر) 2023، لا يمكن ولا ينبغي أن يبقى على حاله.
لا يمكن لإسرائيل أن تتسامح مع وضع يسمح فيه هذا النوع من التهديد بإطلاق النار عليها في أي وقت. يجب أن يستمر التخطيط والإعداد لحملة شاملة لا تعتمد فقط على الهجمات الموجهة من اليمن. يجب أن يشمل هذا الإعداد مزيجا بين القدرات العسكرية الحالية والمتاحة، واستعادة وإنشاء تحالف دولي واسع لدعم إنهاء الحرب في غزة، والعمل ضد التهديد الحوثي، إضافة إلى استغلال العلاقات والنفوذ على قوى المعارضة داخل اليمن لتقويض حكم الحوثيين. من دون هذه الخطوة، سنضطر إلى الاستمرار في العيش تحت تهديد دائم والحفاظ على رد فوري ومنظم في الدفاع والهجوم.
إن الحرب ربما أصبحت خلفنا، ولكن ما تزال هناك تحديات كثيرة تنتظرنا، ومن الضروري في المستقبل القريب، أن نحافظ على الجاهزية واليقظة والاستعداد لأي سيناريو قد ينشأ.
*العميد (احتياط)