Thursday 19th of September 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Sep-2024

بانتظار حرب لبنان الثالثة

 الغد-هآرتس

بقلم: عاموس هرئيل
16/9/2024
 
إطلاق الصاروخ البالستي من اليمن نحو إسرائيل كان متوقعا، حتى أنه جاء بعد تحذير مسبق أطلقه وزير الخارجية الحوثي قبل يوم من إطلاقه. ورغم ذلك، فإن منظومات الدفاع الجوي فشلت هذه المرة في مهمة الاعتراض. وحسب بيان المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي، فإن الصاروخ انفجر في الجو، الشظايا سقطت في منطقة مفتوحة قرب موشاف كفار دانيال. لم تكن إصابات، لكن مجرد الانفجار، على بعد بضع كيلومترات عن مطار بن غوريون، يمكن أن يشير الى ثغرة في الدفاع الإسرائيلي ويشكل سببا للقلق. أيضا شركات الطيران الأجنبية ألغت، الشهر الماضي، معظم الرحلات التي عملت حتى الآن الى إسرائيل ومنها على خلفية التوتر مع إيران وحزب الله.
 
 
إذا تبين أن الحوثيين استهدفوا مطار بن غوريون بشكل ثابت، فإنه ستنشأ لدينا أزمة طيران واسعة حتى أكثر من الأزمة الحالية، رغم جهود الاعتراض الكبيرة للجيش الإسرائيلي. في بيان الحوثيين، قيل إن الأمر يتعلق بصاروخ فرط-صوتي متقدم نجح في تضليل المنظومات الإسرائيلية. القسم الأول في البيان لا أساس له من الصحة. أما بخصوص القسم الثاني، فإنه من تحقيق سلاح الجو، أول من أمس، تبين أن الأمر يتعلق كما يبدو باعتراض جزئي فقط -أحد الاعتراضات التي أطلقت أصابت الصاروخ ولكنها لم تدمره بالكامل.
إذا كان هناك حقا فشل في الاعتراض، فهذه ستكون المرة الثانية التي ينجح فيها الحوثيون في اختراق الدفاع الإسرائيلي. في تموز (يوليو) الماضي، أطلقوا مسيرة انفجرت في تل أبيب في مبنى قرب الشاطئ وقتل مواطن إسرائيلي. المسيرة أطلقت في حينه في مسار اتجه شمالا فوق الأراضي المصرية وبعد ذلك شرقا فوق البحر المتوسط باتجاه شواطئ إسرائيل. في هذه المرة حركة الصاروخ كانت من اتجاه جنوب-شرق. ويبدو أن الاستهداف كان مطار بن غوريون. من المرجح أن المدى المخطط للهدف لامس الحد الأعلى لمدى الصاروخ، 2000 كيلومتر، وربما أن ذلك مس بفعاليته.
مدة تحليق صاروخ كهذا هي حوالي 15 دقيقة. الصاروخ وبحق تم تشخيصه في مرحلة مبكرة، لكن عندما يكون الأمر يتعلق بهذه المسافة وفي منطقة غير معروفة، فإنهم في الجيش الإسرائيلي لا يتحملون المخاطرة، لذلك تم نشر الإنذارات في مناطق واسعة نسبيا وعدد كبير من السكان في منطقة الساحل طلب منهم الدخول الى الملاجئ. الاكتشاف والإنذار عملا كما هو مطلوب، ولكن يبدو أن الاعتراض حظي بنجاح جزئي فقط.
بعد تفجير المسيرة في تل أبيب هاجمت إسرائيل بشكل كثيف أهدافا للحوثيين في مينائهم الرئيسي في الحديدة. الحكومة الحوثية أعلنت في حينه بأنها ستنتقم، واليوم أيضا يقولون في اليمن إن الحساب ما يزال مفتوحا وأنه يتوقع أن يكون هناك رد شديد آخر قبل 7 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. فشل الاعتراض على التهديد من اليمن جاء على خلفية نجاح إسرائيل، بمساعدة الولايات المتحدة ودول عربية صديقة، في إحباط هجوم كبير للصواريخ والمسيرات من إيران في نيسان (أبريل) الماضي واعتراض هجوم مسيرات حزب الله من لبنان في الشهر الماضي.
الإزعاج المتجدد من اليمن يندمج بالتوتر في الساحات الأخرى -استمرار الحرب في قطاع غزة، وبالأساس تبادل اللكمات المتزايد على الحدود مع لبنان. هذا يزيد الضغط على الحكومة من أجل العمل بشدة أكبر ضد حزب الله، الى درجة الدعوة الى شن حرب شاملة. من تصريحات رئيس الحكومة الأخيرة، يتبين بوضوح أنه لا يسعى الى صفقة تبادل ووقف لإطلاق النار مع حماس في الفترة القريبة، رغم حشود المتظاهرين ضده.
في هذه الأثناء، حسب الإدارة الأميركية، فإن العائق الرئيسي أمام عقد الصفقة هو رئيس حماس يحيى السنوار، الذي تشدد مؤخرا في مواقفه في المفاوضات. ولكن نتنياهو أيضا يوجد لديه الوقت، وقد بدد بشكل متعمد فرصا سنحت لإسرائيل خلال أشهر المفاوضات الطويلة. رئيس الحكومة لا يدفع قدما بالصفقة في الوقت الذي فيه ماكنة سمه تؤشر على عائلات المخطوفين، التي تعمل على إعادة أعزائها. خلال ذلك، المشاركون في الاحتجاج يواجهون بعنف متزايد من قبل مؤيدي نتنياهو، وبشكل مقلق أكثر بتنكيل الشرطة العنيف.
في الخلفية تجري مشاورات في القيادة السياسية والأمنية العليا حول العملية المطلوبة. نتنياهو يحث الجيش على العمل بصورة أكثر شدة وأوسع، سواء في لبنان أو في مناطق أخرى في القطاع (النشاطات هناك تتركز الآن على ممر نتساريم ومحور فيلادلفيا وفي قطاع عرضه كيلومتر في عمق المنطقة الفلسطينية خلف الجدار على الحدود). ولكن من غير الواضح من تصريحات رئيس الحكومة العلنية أو أقواله في النقاشات مع الجيش الإسرائيلي إذا كان توجهه هو المواجهة الشاملة أو أنه يعتقد أنه يمكن زيادة الهجمات ضد حزب الله وتحقيق نتائج من دون الوصول الى حرب.
القيادة العليا توجد في موقف غير مريح. في الوقت الذي يتنصل فيه نتنياهو من كل مسؤولية عن الإخفاقات في مذبحة 7 تشرين الأول (اكتوبر)، فإن رئيس الأركان هرتسي هليفي والجنرالات تحملوا المسؤولية علنا. ولكن معظمهم لم يطبقوا تحمل المسؤولية حتى الآن. كلما اقتربت الذكرى السنوية الأولى للمذبحة يزداد الضغط عليهم من أجل الاستقالة، الذي في جزء منه يأتي بشكل سخيف من قبل نتنياهو نفسه. في هذه الأثناء، وإزاء إخفاقاتها في اندلاع الحرب وانخفاض ثقة الجمهور بها، فإن هيئة الأركان تجد صعوبة في مواصلة اتخاذ موقف مستقل في كل النقاشات.
في منتهى السبت الماضي، نشر يارون ابراهام في "أخبار 12" اقتباسات من محادثة أجراها هليفي قبل يوم مع عائلات المخطوفين، تحدث فيها بشدة نسبية لصالح عقد الصفقة وحذر من موت جميع المخطوفين إذا لم تدفع الحكومة قدما بالمفاوضات. السؤال هو هل هليفي يمكنه التحدث بهذا الشكل أيضا في الكابنت؟ هل يمكنه قول ذلك لنتنياهو ووزراء الكابنت عندما يطلبون ردا صهيونيا مناسبا على الإطلاق المستمر نحو الجليل؟ هل رئيس الأركان يمكنه عرض وضع الاستعداد والجاهزية في وحدات الجيش الإسرائيلي كما هو وعند الحاجة التوصية بأسلوب عمل مختلف؟
هناك موعدا هدف يجب أخذهما في الحسبان عند محاولة توقع إذا كانت ستندلع حرب. في نهاية الشهر، نتنياهو سيلقي خطابا في اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك. إضافة الى ذلك، في نهاية السنة سيحل الشتاء، حيث شروط الأحوال الجوية القاسية تعمل دائما في صالح العصابات التي تدخل الصواريخ من داخل مناطق محمية وتصعب العمل على سلاح الجو، مهما كان متطورا وتكنولوجيا. نافذة الفرص لحرب شاملة ليست غير محدودة بالنسبة لإسرائيل، إلا إذا أملى حزب الله موعد البدء في الحرب.
في بداية جلسة الحكومة صباح أول من أمس، قال نتنياهو إنه "يسمع صراخ" سكان الشمال، "الوضع القائم لن يستمر"، هكذا وعد. "هذا يقتضي تغيير ميزان القوى على الحدود الشمالية. نحن سنفعل كل ما مطلوب من أجل إعادة سكان الشمال بأمان الى بيوتهم. أنا ملتزم بذلك. نحن سنفعل ذلك بفضل بطولة الجنود ومن خلال وحدتنا، كشف متماسك انبرى لعدوه". وطوال هذا الوقت ماكينة السم تواصل بشكل محموم العمل.