Thursday 19th of September 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    18-Sep-2024

جزء من المواجهة العالمية

 الغد- معاريف

بقلم: زلمان شوفال  17/9/2024
 
مرّ أسبوع منذ المواجهة بين ترامب وهاريس، لكن أثرها يتواصل في وسائل الإعلام وفي الخطاب الجماهيري. ترامب، على طريقته، بالغ في تنبؤاته المتشائمة، في مواضيع إسرائيل أيضا، لكن يسمع ويبدو رئاسيا أكثر مقارنة بهاريس التي كانت مبرمجة ومروضة. ان حقيقة أن تأييد مغنية بوب شعبية تدعى تايلور سويفت لهاريس حظيت بنشر واسع على نحو خاص في وسائل الإعلام تقول شيئا ما عن مستوى السياسة (والإعلام) في الولايات المتحدة. الانتباه عندنا، كما كان متوقعا، كان أساسا للمقاطع عن إسرائيل والشرق الأوسط، وإن كانت قصيرة نسبيا، كان فيها ظلال يمكن أن نتعرف منها على نوايا سياسية في المستقبل.
 
 
صحيح أن هاريس كررت شعارَ "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها"، والذي يكاد كل سياسي في الغرب يكرره بشكل ثابت، لكن ملاحظاتها على شكل قتال إسرائيل يمكنها أن تفسر كنقد مبطن على استمرار المعركة في غزة وكذا التوازي بين معاناة الإسرائيليين ومعاناة الفلسطينيين، يثير علامات استفهام. فقد كانت بالتأكيد دقيقة حين كررت عدة مرات جملة "لستُ بايدن"، وليس بالضرورة إيجابا. مقلقة بقدر لا يقل كانت الصلة في أقوالها بين إنهاء الحرب و "خطة الدولتين" التي تدل على تجاهل، أو على الأقل سوء فهم أساس لنوايا حماس في 7 أكتوبر، والتي انكشفت في وثيقة نشرت في الصحيفة الألمانية "بيلد" وينبع منها بوضوح أن هدف حماس كان إخضاع وسحق إسرائيل من الخارج ومن الداخل وليس الوصول إلى تسوية سياسية لدولتين أو أي تسوية سياسية. هاريس ومستشاروها وإن كانوا يحاولون بث تأييد تقليدي لإسرائيل وبخاصة حتى يوم الانتخابات، لكن ينبغي الافتراض بأنها إذا ما انتخبت فإنها لن تستطيع بل ولن ترغب في أن تبتعد أكثر مما ينبغي عن الميول اليسارية في قسم من حزبها بما في ذلك في شؤون إسرائيل.
لكن إذا ما عدنا إلى المواجهة، فإن طريق ترامب أيضا في موضوع الحرب ليس منثورا بالورود بالضرورة، إذ إنه هو أيضا من شأنه، حسب تصريحات مختلفة" أن يضغط على إسرائيل أن تنهي الحرب دون أن تحقق أهدافها– لأنه بلا فرق عن هاريس هدفه الأساس هو منع نزاع إقليمي واسع. جدير بالإشارة إلى أن بيرت ستيفنز، محلل كبير للسياسة الخارجية في "نيويورك تايمز" والذي بشكل عام لا يميل الى الرقة مع رئيس الوزراء، يقضي في مقاله في 3 أيلول بأن موقف نتنياهو في أنه لا ينبغي الانسحاب من محور فيلادلفيا محق تماما.
بلا صلة مباشرة بالمواجهة تم قبل بضعة أيام منها حدث آخر لمجرد وجوده الشاذ ونتائجه توجد آثار على مستقبل الوضع العالمي وعلى السياسة الخارجية الأميركية سواء جلس ترامب في الغرفة البيضوية أم هاريس. رئيس الـ(سي.اي.ايه) الأميركية بيل بيرنز، ورئيس وكالة الاستخبارات البريطانية ام آي 6 ريتشارد مور وقفا على نحو مشترك وبلا تردد على التهديدات التي يقف أمامها العالم الحر – تحذير يذكر لمن يعرف التاريخ بـ "البرقية الطويلة" التي بعث بها الدبلوماسي الأميركي جورج كنان في 1946 من السفارة الأميركية في موسكو وحذر فيها من النوايا الأيديولوجية والهجومية للاتحاد السوفييتي. في مركز التحذير لرئيسي الاستخبارات يوجد التعاون العسكري بين روسيا، الصين، إيران وكوريا الشمالية. لا أعرف مور شخصيا لكن بيرنز ذا الخلفية الدبلوماسية والتجربة الغنية هو شخص لا يميل إلى المبالغة والمراوغة.
تناول بيرنز أيضا غزة، وقف النار والمخطوفين وكرر بخطوط عريضة الموقف الأميركي الثابت أي أن إسرائيل قبلت المنحى الأميركي لكن حماس تواصل رفضها. الرسالة البارز في أقواله وفي أقوال نظيره البريطاني كانت أن النظام العالمي بعمومه، كنتيجة للتعاون بين الجهات آنفة الذكر، يوجد في خطر كما لم يكن منذ الحرب الباردة، وأن القاسم المشترك بينها هو السعي إلى تقويض النظام العالمي القائم في كل المجالات. القوة المحركة والمؤثرة الأكبر هي الصين، فيما يعمل شركاؤها تحت مظلتها لتحقيق أهدافهم الخاصة– روسيا في أوكرانيا وإيران في الشرق الأوسط. كما أن تهديد الإرهاب العالمي لم يغب عن تحذيرهما، بمعنى أن "التحديات في الصراع ضد الأركان تفاقمت واتسعت بسبب التغييرات التكنولوجية".