Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Sep-2019

11/9: هل حارَبتْ أميركا.. الإرهابْ؟*محمد خروب

 الراي-كثيرون.. بل مُعظم العالم تعاطَف مع الولايات المتحدة، في مثل هذا اليوم قبل ثمانية عشر عاماً، وكان عنوان صحيفة لوموند الفرنسية «كُلّنا أميركيون«, أبلغ تعبير عن موجة الغضَب التي عمّت أركان المعمورة، بعد أن أزهَق الإرهاب الأعمى, أرواح أبرياء في الجوّ وخصوصاً على الأرض، لا ذنْب لهم في ما تُقارِفه الحكومات أو ارتكابات السِياسيين.

 
لكن.. ما أن انقشَع غبار تفجير الأبراج والطائرات, واتّضح حجم الكارثة وبخاصة تخلّي وتنكُّر الإرهابيين لكل القيم والأعراف والمعايير الإنسانية والأخلاقية والدينية, في محاولاتهم إعادة أُسرة الشعوب الى عصر الغاب والعبودية والعنف, حتى بدأت الأسئلة تُطرَح وتتكاثَر على نحو لم يَتوقَّف، وبخاصة في الكيفية والأساليب التي انتهجَها «ساكِنو» البيت الأبيض منذ ذلك اليوم الأسود حتى الآن، وكيف انفلت العنف الأميركي من عِقالِه عبر توظيف الحدَث الإرهابي الأبشَع - اعتبره بعضهم فُرصة - لخدمة سياسات الهيمَنة والاستتباع وتعميق الكراهية والعنصرية بين الشعوب والأديان, واعتماد الحروب وسيلة للإبقاء على التفرّد الأميركي في قيادة العالم - وكان للعرب والمسلمين – الحصة الأكبر من العربدة الأميركية المُتّكئة على ترسانة عسكرية هي الأحدَث والأبشَع والأسوأ في هذا العصر, بعد أن وضع كل ما توصّلت التكنولوجيا وثورة الإتصالات والتقانة الرقمية في خدمة هذه الترسانة المهولة, ذات القدرات التدميرية التي تُحيل مدناً وحواضر إلى جهنم حقيقية وقودها الناس والحجارة.
 
بدأت آلة الحرب الأميركية بأفغانستان إسقاط «إمارة طالبان», ومن المفارقات، أن ترمب «يستجديها» الهُدنة ووقف النار وعدم التعرّض لقواته وقوات حلف الأطلسي التي هرعت لانقاذ الجيوش الأميركية من المُستنقَع الأفغاني, ولا يطلُب مُفاوضوه من ممثلي طالبان, سوى «التعهّد» عدم التعرض لقواته المُنسَحِبة وعدم استضافة تنظيم القاعدة, وكان بمقدور واشنطن الحصول على «تعهَدات» كهذه, في اليوم التالي أحداث الحادي عشر من أيلول 2011 بدل كل هذا الخراب والدمار, الذي ألحقه الغزو الأميركي لأفغانستان وتلك التكلفة الباهِظة التي دفعتها سياسات الغطرسة سواء إنفاق تريليون دولار أم سقوط ثلاثة آلاف قتيل وعشرات آلاف المصابين.
 
لم تكتفِ إدارة بوش الصغير بافغانستان, بل وجّهت جيوشها نحو العراق وكانت الهزيمة الأميركية أسرع وأَفدح في بلاد الرافدين, مما واجهَتْه في جبال افغانستان وأوديتها, التي وُصِفَت بـ«حرب الاختيار», فيما قالوا باستعلاء: إن الحرب على افغانستان كانت «حرب الضرورة», فإذا الفشل مُضاعَفاً وأصداء الهزيميتَين تتردّد في جنبات المعمورة وأروقة البنتاغون والكونغرس وبروكسل كمقرٍ لحلف شمال الأطلسي.
 
كان الفصل الأكثر بشاعة هو «ثورات» الربيع العربي التي هندسها رُسل الحرية والديمقراطية في واشنطن (بعد الحرب الفاشلة على لبنان 2006 لاستيلاد شرق اوسط جديد) بهدف نشر الفوضى في المنطقة العربية وأخذها الى المجهول, وصولاً إلى «تنصيب» صِبية من اليهود والمُتصهينين مُهمتهم دفن القضية الفلسطينية والطمس على حقوق الشعب الفلسطيني, وإطلاق قطار التطبيع مع العدو الصهيوني وصولاً إلى أَسرَلَة المنطقة, بعد أن تَأمّرَكَت وازدحمت ساحاتها بالقواعد الجوية والأساطيل البحرية..الأميركية والغربية.