صفقة تبادل.. بين اليأس والأمل
الغد-معاريف
آفي اشكنازي
إسرائيل تدفع مرة أخرى ثمنا دمويا أليما في قتال لا غاية فيه في شمال قطاع غزة. خمسة آخرون من أفضل أبنائنا سقطوا في انهيار مبنى في بيت حانون شمالي القطاع. ثمانية مقاتلين آخرين أصيبوا بجراح خطيرة، كلهم مقاتلون من وحدة سييرت في لواء الناحل.
منذ بداية المناورة، سقط 405 مقاتلين ومقاتلات في داخل غزة. 405 عائلات فتحت بوابات جهنم أمامها. 405 هو ثمن أثقل من أن يحتمل، أغلى من كل الأثمان.
عندما أسمع الوزيرين الكبيرين المسيحانيين، المنقطعين عن مشاعر الجمهور يعلنان أنهما يعارضان الصفقة المتبلورة لتحرير قسم من المخطوفين وفي المرحلة الثانية باقي المخطوفين، لا أعرف إذا كان يتعين علي أن أصرخ، أغضب أم أصلي لأن يبتعد هذان الشخصان عن طاولة اتخاذ القرارات ومستقبل المجتمع الإسرائيلي.
ما الذي يفكران فيه بنفسيهما، في أن الثمن الدموي لأفضل أبنائنا الذين يسقطون يوما بعد يوم في قطاع غزة هو ثمن دموي بلا قيمة؟ أنه لا توجد هنا عائلات تقف لهؤلاء الأبناء؟ ألا يفهمان أنه توجد أمهات ينهضن في منتصف الليل يعصفهن القلق على أبنائهن المتواجدين في الجبهة – في بيت حانون، في جباليا، في رفح، في محور نتساريم؟
من أين تلبدت المشاعر لهذين الشخصين اللذين يعرفان أنه يوجد هناك الآن فتيات، كما يوجد أيضا رجال شباب وكبار في السن، وشيوخ يذوون في أنفاق موت حماس. كم من التهكم، يوجد في هذين الوزيرين اللذين يعتقدان أنهما إذا ما عارضا وضغطا على رئيس الوزراء وقاطعا – سيهتف لهما الجمهور ويحملهما على الأكتاف. إذن سموتريتش وبن غفير – أحد في الجمهور لن يهتف لكما، أحد لن يحملكما على الكتفين. صدقاني.
أول من أمس، نشرت نقاط الأساس في المنحى المتبلور. الثمن باهظ، لكن يوجد هنا أمل في أن يعود المخطوفون الأحياء، أن تدفن جثامين الضحايا في إسرائيل، أن تكون بعض المواساة للعائلات. يوجد أمل ألا يقاتل أبناؤنا على أرض جحيم قطاع غزة. يوجد أمل في أن نتمكن أخيرا، من أن نجلس مع أنفسنا كشعب، كدولة وأن نفحص أين أخطأنا، كيف وقعت علينا الكارثة الرهيبة لـ7 تشرين الأول (أكتوبر).
اتفاق وقف النار وإعادة المخطوفين يتمان انطلاقا من القوة. قوة الجيش الإسرائيلي، قوة الشاباك، قوة الموساد ومن قوة شعب إسرائيل الذي عض على الشفاه على مدى نحو 16 شهرا في أيام قاسية من الظلام، فهما أنه في نهاية النفاق يوجد نور. إذا لم نقاتل على هذا الاتفاق سنواصل الوصول إلى القبور في كل يوم، أن نرى الأمهات اللواتي لا ينمن في الليل ومشكوك في أن نرى مخطوفينا يعودون إلى حضن العائلة. من دون اتفاق لإعادة أعزائنا، لحماية أمن أبنائنا، لا قائمة لنا ولا حق في أن نسمي أنفسنا شعب إسرائيل.