Thursday 18th of September 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    18-Sep-2025

في العالم ملوا أفعال إسرائيل ويريدون من ترامب أن يفرض النظام

 الغد

هآرتس
بقلم: ليزا روزوفسكي 17/9/2025
 
 
الحكومة تحاول تقزيم معنى ما قالته لجنة التحقيق المستقلة من قبل الأمم المتحدة بأنها ترتكب إبادة جماعية في غزة. وربما أيضا أن دولا كثيرة في الغرب كانت تفضل كبت هذه الاستنتاجات أو التشكيك فيها. إن الذين هم مستعدون، رغم الشعار المتكرر حول الرغبة في "إنهاء الحرب"، لإعطاء إسرائيل اعتمادا غير محدود لإصدار مثل هذه الفظائع هم الأميركيون. إسرائيل بدأت عملية مدمرة في مدينة غزة بعد بضع ساعات على قول وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، أول من أمس، وهو بجانب نتنياهو، إن الولايات المتحدة تفضل السير في الطريق الدبلوماسية، لكنها تفهم أنه من المرجح ألا يكون هناك خيار عدا عن القيام بـ"عملية مركزة". وإذا كان هذا لا يكفي، قبل لحظة من انعقاد الجمعية العمومية للأمم المتحدة التي يتوقع فيها حدوث تصادم مباشر بين إسرائيل والعالم، حيث ينتظر الجميع رؤية ماذا ستكون خطوات "الثأر" لإسرائيل على الاعتراف بدولة فلسطينية، يمد ترامب لنتنياهو المزيد من حبل النجاة – دعوة مأمولة الى البيت الأبيض بعد خطابه التوبيخي المتوقع في الأمم المتحدة.
 
 
من ناحية حلفاء ترامب في الخليج، فإن هذه هي فرصته الأخيرة لفرض قيود على إسرائيل في غزة وفي كل الشرق الأوسط، وهذه الفرصة يجب عليه تنفيذها الآن بما أن مدينة غزة لم يتم تدميرها بشكل كامل. الأيام القريبة ستظهر هل سيسمح لنتنياهو بخداعه مرة أخرى. ولكن أوروبا، كجسم يعتمد على القانون الدولي، وعلى النظام العالمي والقواعد، لا يمكنها السماح لنفسها بتجاهل عمليات إسرائيل. المندوبة السامية في الاتحاد الأوروبي اورسولا فون دير لاين محسوبة على المعسكر الحذر في الاتحاد الأوروبي في كل ما يتعلق بإسرائيل. هي لم تتميز في أي يوم بتصريحات قاطعة فيما يتعلق بعمليات إسرائيل في غزة. وهي أيضا معروفة كمن تحافظ على علاقة مباشرة مع المستشار الألماني فريدريك مارتس، زعيم صديقتها المقربة إسرائيل في الاتحاد الأوروبي، التي تعودت حتى الآن وقف كل قرار مهم ضد إسرائيل في هذه المنظمة. السبب الذي خرجت من أجله في الأسبوع الماضي بخطة واضحة لفرض عقوبات على إسرائيل، وبعد أسبوع بالضبط ستضع الممثلية التي تترأسها اقتراحا لتعليق جزئي لاتفاق التجارة الحرة مع إسرائيل، هو واحد: هي لا تستطيع إلا أن تعمل.
إن عدم الحزم للاتحاد الأوروبي تحول منذ فترة الى روتين، وفي بروكسل يدركون أنه من أجل ألا يصبحوا نكتة يجب عليهم العمل. ضغط الدول الانتقادية تجاه إسرائيل باندماج مع الرأي العام في دول تحاول بكل القوة الحفاظ على علاقات سليمة مع إسرائيل، آخذ في الازدياد. هذا يحدث تحت الأرض، أيضا في التشيك، رغم أن وزير خارجيتها غرد، أول من أمس، بأن دولته ستعارض تعليق اتفاق الشراكة مع إسرائيل (الأمر غير المطروح على الأجندة). خلافا لرواية نتنياهو التي بحسبها الحديث يدور عن استسلام للأقليات المسلمة، فإن الواضع مختلف كليا. الجمهور الأوروبي الواسع هو الذي لا يستطيع تحمل الصور التي تخرج من غزة، بمعرفته أن حكومته تعقد صفقات كالمعتاد مع إسرائيل.
في غضون ذلك، فإن الدول العربية، المتأثرة مما يحدث في غزة، لا يوجد لديها وقت لإضاعته. الهجوم في الدوحة تركته وراءها عندما ضمنت في البيان المشترك الدعم لجهود وساطة قطر ومصر والولايات المتحدة. مصر ترى الجمهور الغزي وهو يهرب الآن نحو الجنوب وينزلق الى أراضيها وتأمل وقفا سريعا وفوريا للحرب. في دول الخليج البعيدة يدركون جيدا، حسب مصادر إسرائيلية، الأخطار من بقاء حماس كمنظمة ذات قوة. وهم يتشككون من السلطة ويصغون للتخوفات الأمنية في إسرائيل. ولكن مثلما في أوروبا فإنهم غير مستعدين للتسليم بالوضع في غزة.