Tuesday 28th of October 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    28-Oct-2025

لو أزاح ترامب نتنياهو لأصبح بطل إسرائيل

 الغد

هآرتس
 ايريس ليعال
 
 
 
اللغة الدبلوماسية تغيرت بشكل دراماتيكي منذ أن عاد دونالد ترامب إلى ولايته الثانية وقرر حل جميع النزاعات التاريخية في العالم. لذلك، يبدو منطقيا تماما عندما يقول مصدر أميركي رفيع لمراسل القناة 12، براك ربيد، بإنه "إذا قام نتنياهو بتخريب الاتفاق في غزة فإن ترامب سيدمره". بعد القطار الجوي من كبار شخصيات الإدارة الذين جاءوا للإشراف على الاتفاق، الآن ينشرون أن الولايات المتحدة تراقب غزة بواسطة مسيرات من أجل التأكد من أن وقف اطلاق النار يتم الحفاظ عليه – هذه ذروة جديدة في عدم الثقة بين الإدارة الأميركية وبنيامين نتنياهو.
 
 
لقد كانت هناك علامات مسبقة حول شبكة العلاقات الجديدة بين ترامب ونتنياهو. العلامة الأولى ظهرت في الصور التي نشرها البيت الأبيض حول اعتذاره من رئيس حكومة قطر، عن الهجوم في الدوحة. ولكن الشعور بأن شيئا جديدا وغريبا يحدث ازداد بروزا في ذلك المساء في ميدان المخطوفين، عندما وقف ستيف ويتكوف وجارد كوشنر وايفينكا ترامب على المنصة، وتلقوا باستمتاع محبة الجمهور.
ليس فقط أن نداءات الازدراء التي اسمعت في كل مرة ذكر فيها اسم نتنياهو أفرحتهم، في الأجواء وقفت أيضا ذكرى الدور التاريخي الذي لعبته ميادين المدينة في إزاحة زعيم مكروه أو إغلاق حساب دموي معه. في تلك اللحظة هم أدركوا إلى أي درجة بأن نتنياهو مكروه على أغلبية شعبه. فقط أعضاء الائتلاف ووسائل الإعلام البيبية الغارقة في الغباء، اعتقدوا أن الثناء على نتنياهو في جلسة الكنيست هو الدليل على الحب والتقدير، وليس على التوبيخ القريب. عندما استشاط نائب الرئيس الأميركي، جي دي فانس، غضبا من مشروع قانون تطبيق السيادة على الضفة الغربية، لم يخف حتى الاشمئزاز من محاولة عصيان الولايات المتحدة. ولو كان بتسلئيل سموتريتش موجود بجانبه عندما قال الأقوال التي لا يمكن فهمها عن السعودية – لربما انتهى الأمر بشجار.
في مقابلة مع برنامج "60 دقيقة" وفي تسريبات لشخصيات رفيعة في الإدارة الأميركية وفي مقابلة لترامب مع مجلة "تايم"، لم يحاول أي أحد إخفاء حقيقة أن الاتفاق تم فرضه على نتنياهو، وأنه كان ينوي مواصلة الحرب لسنوات، وأن محيطه ضللهم وجعلهم يعتقدون بأنه لا يوجد مخطوفون على قيد الحياة من أجل الامتناع عن عقد الصفقة، وأنه بشكل عام الإدارة تعتقد أن نتنياهو هو شخص فقد توازنه، أي أنه أصيب بالخرف.
لا يجب الدهشة من أن الإدارة حولت نتنياهو إلى حاكم دمية، وفانس قال بأنه تولد لديه الانطباع بأن إسرائيل لا تتم إدارتها. يجب ألا ننسى بأن الأداة الرئيسة في السياسة الخارجية الأميركية – مثلما تمثلت في أميركا اللاتينية، فيتنام، العراق، أفغانستان وغيرها – كانت تشجيع الانقلابات. هنا أقاموا في هذه الأثناء قاعدة في كريات غات. ومن المثير للاهتمام متى سيشعرون هنا أن الوقت قد حان لتشجيع انقلاب عسكري أو إسقاط الحكومة؟ يقف أمام الإدارة الأميركية الأن سؤال واحد وهو هل هذا جيد لترامب، أن يكون نتنياهو خاضعا كليا، لكنه عديم السيطرة على أعضاء الائتلاف، أم لا؟
الاستطلاعات لا تشير إلى الاتجاه الذي سيختار نتنياهو السير فيه وأي حكومة ستشكل. إذا اعتقد ترامب بأنه يمكنه إدارة نتنياهو، أو يعتقد بأنه يجب عليه تغييره. هذا ما سيحدد مستقبل إسرائيل. إذا أزاح نتنياهو عن موقع قوته فهو سيتحول إلى بطل إسرائيل. لقد أوقف الحرب وسفك الدماء المتبادل، وأعاد المخطوفين وقضى على أوهام اليمين بشأن الاستيطان في غزة والسيادة في الضفة. هذا غير سيئ. هو تقريبا يمكن أن يكون أيضا بطلا. ولكن إسرائيل تفقد سيادتها، وهذا بالضبط أمر غير مضحك، وبالضبط من غير المؤكد كم سيكون بسرعة، العودة إلى مجموعة الدول المستقلة بعد الهبوط إلى مجموعة دول الرعاية. في هذه الأثناء حقيقة أن أحدا ما يسيطر على نتنياهو ويقيد خطواته تعمل لصالح هذه الدولة المتعبة والمتألمة. في المستقبل عندما نطالب باستقلالنا مرة أخرى، ربما سيكون الوقت متأخرا جدا.