Thursday 2nd of October 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    26-Sep-2025

يا نتنياهو كف عن الكذب

 الغد

 هآرتس
 أسرة التحرير
 
"الجواب على المحاولة الأخيرة لأن تفرض علينا دولة  في قلب بلادنا سيعطى بعد عودته من الولايات المتحدة، انتظروا"، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في أعقاب موجة الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة، وأضاف: "على مدى سنين منعت إقامة دولة هذه في وجه ضغوط هائلة من الداخل ومن الخارج على حد سواء. ضاعفنا الاستيطان اليهودي في يهودا والسامرة وسنواصل هذا الطريق".
 
 
نتنياهو يكذب. عندما تسلم محمود عباس مهام منصبه كرئيس السلطة الفلسطينية، في العام 2006، أعلن صراحة بأن طريقه ستكون سياسية فقط. منذئذ تتعاون السلطة مع أجهزة الأمن الإسرائيلية. هي ليست ولم تكن "دولة إرهاب". هذا كذب يخدم نتنياهو. حين كانت حماس تسيطر في غزة ونتنياهو عاد لرئاسة الوزراء، في العام 2009، اختار أن يقاطع عباس، يرعى الانشقاق الفلسطيني ويعزز حكم حماس، كورقة تين لرفضه السياسي. على مسافة أقل من ساعة سفر يعيش زعيمان كل واحد مسؤول عن مصير الملايين، ونتنياهو لم يبادر حتى ولا إلى لقاء واحد مع عباس. السبب واضح: نتنياهو لم يرغب في الانشغال بالموضوع المركزي الذي يشغل بال عباس – تقسيم البلاد وإقامة دولة فلسطينية. نعم، يوجد عنف فلسطيني، جريمة من دون مبرر. لكن مصدره ليس السلطة، ولا يمكن قطعه عن الواقع الوحشي للاحتلال والابرتهايد.
المستقبل، وليس الماضي، هو الاختبار. على إسرائيل أن تنصت لعباس ولمعظم دول العالم، أن تنضم إلى الإجماع الدولي وأن تعلن عن الاستعداد لإقامة دولة فلسطينية في أراضي العام 1967. عليها أن تبني تعاونات أمنية، اقتصادية واجتماعية. خطوة كهذه ستغير من الأساس وضع إسرائيل: كلما رأى الفلسطينيون أفقا حقيقيا. واضح أيضا أن إخراج حماس من المعادلة السياسية ونزع سلاحها – شرط مسلم به لكل الدول التي انضمت إلى الخطوة. هو عنصر ضروري في مثل هذه التسوية.
محظور علينا التحلي بالسذاجة: متطرفون من الجانبين سيواصلون المحاولة للتخريب على كل اتفاق، مثلما حصل في أعقاب اتفاقات أوسلو في موجة عمليات مقاومة الفلسطيني، في مذبحة باروخ غولدشتاين وفي اغتيال رئيس الوزراء اسحق رابين على يدي مغتال يهودي سعى لوقف السلام، ونجح. لكن هذا ليس سببا لترك الأغلبية لمصيرها والسماح  بإملاء الواقع.
بدلا من الإنصات لوزراء اليمين المتطرف الذين يدعون إلى "فرض السيادة" و"السحق التام للسلطة"، على إسرائيل أن تعود إلى المسار السياسي. مثل هذه الخطوة ستعزز أمنها، تحسن علاقاتها مع الدول العربية والإسلامية التي أعلنت في الأمم المتحدة، أن امن إسرائيل مهم لها، ستسمح بتقليص ميزانية الدفاع وستساهم في ازدهار الشعبين.