Wednesday 8th of May 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    08-Dec-2019

«الأونروا» تحيي ذكرى تأسيسها وتنتظر التجديد الجمعة

 

 
عمان-الدستور-  ليلى خالد الكركي - تحيي وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الادنى ( الاونروا) اليوم ذكرى تأسيسها السبعين في خضم تحديات جمة متواصلة تواجهها وتضع مستقبلها على المحك، وهي التي ما فتئت تبذل ومنذ نشاتها كل ما من شأنه تحسين ظروف الحياة للاجئين الفلسطينيين من خلال الخدمات والرعاية وإقرار الحقوق المدنية والاجتماعية والإنسانية لهم، وعدم التمييز بينهم والعمل على مساعدتهم على الاندماج في المجتمعات التي انتقلوا اليها.
واليوم تتمثل أبرز التحديات التي تعصف بالوكالة بأزمة مالية طاحنة غير مسبوقة هي الاسوأ في تاريخها ، ومحاولتها التصدي لمشروع أمريكي – صهيوني يرمي الى تصفيتها وتفكيكها بشكل نهائي بكل ما تقدمه من خدمات لاكثر من 5.5 مليون لاجىء وما تمثله من رمزية وشاهد على قضية لجوئهم.
  وسط كافة هذه العقبات كانت ( الاونروا) احدى الادوات المهمة للدفاع عن حق اللاجئين الفلسطينين بالعودة، وأحد اهم الاطر القانونية التي تعترف بالهوية الفلسطينية للاجئين الفلسطينيين سواء في الشتات او اماكن اللجوء الى جانب استمرارها في تقديم خدماتها لهم.
 ففي تشرين الثاني من العام 1948 أسست الأمم المتحدة منظمة تسمى (هيئة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين) لتقديم المعونة للاجئين الفلسطينيين وتنسيق الخدمات التى تقدم لهم من طرف المنظمات غير الحكومية وبعض منظمات الأمم المتحدة الأخرى، وفى ألـ ( 8 ) من كانون الاول  1949 وبموجب قرار الجمعية العامة رقم 302، تأسست (الأونروا) لتعمل كوكالة مخصصة ومؤقتة، على أن تجدد ولايتها كل ثلاث سنوات ومقرها الرئيس فى العاصمتين النمساوية والاردنية فيينا وعمان.
 وبدأت عملياتها فعليا في أيار 1950 في خمس مناطق : قطاع غزة والضفة الغربية « بمافيها القدس الشرقية « ، والاردن ولبنان وسوريا. وتولت مهام هيئة الإغاثة التي تم تأسيسها من قبل وتسلّمت سجلات اللاجئين الفلسطينيين من اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
 ورغم أن ( الأونروا ) تمول من تبرعات طوعية من الدول المانحة،إلا ان اجمالي العجز المالي التراكمي وصل حاليا الى ( 322 )مليون دولار تحتاجها الوكالة لتسيير اعمالها ولتمكينها من الإبقاء على خدماتها الحيوية.
 وبالتزامن مع ذكرى تأسيسها سيجري تصويت الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة، (193) دولة، على تجديد ولاية(الأونروا) لثلاثة أعوام مقبلة، في الـ (13) من كانون الاول الجاري وسط مؤشرات إيجابية لدعمها، وخاصة عقب الانتصار الذي حققته الوكالة خلال لقاء اللجنة الخاصة بالسياسة وإنهاء الاستعمار «اللجنة الرابعة»، بتصويت 170 دولة لصالح تمديد ولايتها حتى نهاية حزيران  2023، مقابل اعتراض الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة وامتناع 7 دول عن التصويت.
  ومع ذلك تبقى مسألة التمويل إحدى اهم العقبات التي تواجهها(الاونروا) وما زالت ... والتي اضطرتها في كثير الى الأحيان لتقليص خدماتها بسب تراجع مساهمات الداعمين والدول المانحة اضافة الى الارتفاع المستمر في اعداد اللاجئين من الدول التي تعصف بها الصراعات كسوريا والعراق واليمن ، الامر الذي انعكس سلبا على وضع اللاجئين الفلسطينيين والخدمات المقدمة لهم والذين اصبحوا في قاع سلم الاهتمامات الاقليمية والدولية، ولم يعودوا محط اهتمام كالسابق حتى عند الدول العربية.
وتستند خطورة ازمة التحديات المالية المستمرة التي تعصف ( بالاونروا) في انها ليست وكالة للخدمات والرعاية فقط، بل ما تمثله من رمزية وتاريخ على امتداد سبعة عقود وعلاقتها باللاجئ الفلسطيني وحقيقة ان نضال اللاجئين والمجتمع الفلسطيني هو الاداة الفاعلة الوحيدة التي اسهمت في تطوير عمل الوكالة وتعديل اهدافها، وتحويلها من رمزية تحمل عنوان التوطين الى رمز وعنوان لحق العودة.