Wednesday 2nd of April 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Mar-2025

برنامج مكتبة الأسرة.. آفاق معرفية وتربوية رحبة

 الراي

أ.د. تيسير أبو عرجة / (أستاذ الإعلام وعضو اللجنة العليا لبرنامج مكتبة الأسرة)
هو مشروع ولا شك من أهم المشاريع الثقافية التي تنهض بها وزارة الثقافة الأردنية خدمة للثقافة والقراءة والتنوير على مستوى الأسرة الأردنية بجميع أفرادها. ذلك هو برنامج مكتبة الأسرة الذي بدأ التحضير لموسم 2025 منه بتشكيل لجنة مرموقة من عدد من القامات العلمية والثقافية وأهل الاختصاص، لتدارس الخطوط العامة للبرنامج، والتوجهات التي سيتم بناء عليها اختيار الكتب المراد طبعها من طرف وزارة الثقافة، لكي يتم تعميمها على نقاط العرض والبيع في محافظات المملكة كافة بأسعار رمزية.
وقد ارتأت الوزارة ومعها أعضاء اللجنة بأن يكون هناك حرص في اختيار الكتب لتكون ملائمة للمعايير والشروط العلمية في إطار الانسجام مع أخلاقيات المجتمع وتقاليده والأسس التي تتناسب مع التنشئة الاجتماعية والتربوية في بلادنا، ناهيك عن البعد التنموي الذي يجعل النهوض بالأسرة الأردنية والمجتمع الأردني هدفاً أساسياً من أهم أهدافه.
ولعل من أهم أهداف هذا البرنامج أيضاً التشجيع على القراءة بما تعنيه من تعميم الثقافة والمعرفة وفتح الآفاق الواسعة عند القراء، والسعي إلى تنمية الخبرات والقدرات الذهنية والمواكبة لما يشهده العصر من منجزات التقدم ومظاهره.
ويحاول هذا المشروع التغلب على إحدى العوائق المهمة التي تقف في وجه الكتب وشرائها وهي الأسعار المرتفعة التي تتطلبها عملية الطباعة والنشر كما تعرفها دور النشر المختلفة وذلك من خلال الأسعار الرمزيّة التي تقدم بها هذه الكتب في نقاط التوزيع والعرض.
إن وجود لجنة عالية المستوى باختصاصات علمية تشمل المعارف الأدبية والثقافية والابداعية على اختلاف أنواعها سوف يقود بلا شك إلى أن تكون اختيارات الكتب متفقة مع عديد المجالات من الأدب واللغة والإبداع الأدبي والتاريخ والسياسة والاجتماع والإعلام، ناهيك عن المعارف التكنولوجية الحديثة والذكاء الصناعي، مع مراعاة أن جمهور البرنامج هو أفراد الأسرة الأردنية كافة على اختلاف السنّ صغارا وكبارًا. ونرى أن الحرص على جودة مضامين ما سوف يتم اختياره من الكتب يتطلب مناقشات وافية من أعضاء اللجنة كافة، لما سوف يقع عليه الاختيار من عناوين الكتب.
وبرأينا أن هذه التجربة الأردنية من مشروع مكتبة الأسرة التي مضى عليها بضع سنوات حققت فيها نجاحات كبيرة واستطاعت الوصول إلى مختلف محافظات الوطن، تحاول أن تواجه إشكالية ضعف القراءة وخصوصًا قراءة الكتب على ضوء ظروف الوقت الحاضر مع انتشار التكنولوجيا الاتصالية التي تتمثل بشبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الاتصال العديدة التي أصبحت تقدم الصورة والمعلومة السريعة والتسلية وتستغرق وقت المستخدمين، لكن بدون أن يتحقق معها العمق الثقافي، ناهيك عن ضعف اكتساب المعارف المهمة وضعف الاستخدام السليم للغة العربية. من هنا نرى الحرص على أن تجد هذه المكتبة طريقها إلى المدارس والجامعات لكي تساهم في تمكين الطلبة من اقتناء الكتاب والاستفادة مما تتوفر عليه المؤلفات والكتب العلمية من معارف مفيدة يحتاجها الطالب في مدرسته وجامعته بما يفيد في بناء شخصيته العلمية والثقافية وإعداده لتحمل تبعات العمل والحياة بعد تخرجه. ومن هنا فإن آلية توزيع الكتب تعتبر في غاية الأهمية، لأن الهدف هو وصولها إلى جيل الشباب الأمر الذي يتطلب تنسيقا محكما مع عمادات شؤون الطلبة في جامعاتنا الأردنية الرسمية والخاصة لتوفير أماكن للعرض الدائم لمنتجات المكتبة حتى يسهل على الطلبة الحصول على ما يرغبون بقراءته.
كما أن هذه التجربة التي تعتبر التجربة الثانية في بلادنا العربية بعد مصر يمكن أن تحفز عديد الأسر التي تفتقر إلى وجود مكتبة منزلية لديها لأن تقوم بتشكيل نواة مكتبة علمية وثقافية يمكن تغذيتها بالجديد المفيد من الإصدارات، لكي تشكل حافزا للأبناء وتشجيعًا على حب القراءة.