الغد-هآرتس
يوسي بن آري 10/12/2024
عملية ارنون، التي جرت في شهر حزيران وانقذ فيها من غزة بعض المخطوفين (من بينهم نوعا ارغماني)، أدت بمرة واحدة إلى إنزال كل المخطوفين إلى الأنفاق. هذه كانت خطوة منطقية وحيوية من قبل حماس لتجنب اقتحامات مركزة أخرى للجيش الإسرائيلي. كما نذكر فإن عمليات الإنقاذ كهذه التي نجحت في السابق أحرجت حماس، وإسهام كل واحدة منها كان كبير جدا، ليس فقط للمخطوفين الذين تم تحريرهم ولعائلاتهم، بل أيضا للمعنويات الوطنية لكل شعب إسرائيل.
إن نشر فيلم الجهاد الإسلامي في 15 تشرين الثاني، الذي ظهرت فيه الصرخة المؤثرة لساشا تروبنوف، وفيلم حماس الذي نشر في 7 كانون الأول والذي سمع فيه صراخ تسنغاوكر ووجه بالأساس لوالدته عناف، وهي بطلة النضال من أجل تحرير المخطوفين، هذا النشر لم يكن بالصدفة. فهو يثبت أن التنظيمات في القطاع أصبحت تتوق إلى "إغلاق هذا الملف" والتوصل إلى تسوية.
لقد تحطموا والآن هم يحتضرون، لا يوجد ما يتوقعونه من العلاقة "غير المنقطعة" مع حزب الله، المنظمة التي تمت هزيمتها. التركيز الإسرائيلي والعربي والدول توجه إلى ما يحدث في سورية. إسرائيل الآن تعتبر منتصرة، ومكانة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو السياسية كمفاوض أمامها تعززت. والأسوأ بالنسبة لها هو تهديد ترامب بـ"ستحل جهنم عليهم" إذا لم تنته قضية المخطوفين حتى موعد تسلم منصبه في كانون الثاني.
النشرات الإخبارية في الفترة الأخيرة تلمح عن استئناف محتمل لإجراء تسوية. أيضا نتنياهو ظهر كملتزم بذلك أكثر مما كان في السابق. وحسب أقوال ممثلي عائلات المخطوفين الذين التقوا معه في 8 كانون الأول الحالي فقد قال "لقد نضج الوقت لعقد صفقة لتحرير المخطوفين... أنا أعرف أن المخطوفين سيعودون فقط من خلال صفقة. وأنا مستعد لوقف إطلاق النار من أجل الدفع قدما بإعادتهم".
ما يمكن فهمه من طبيعة الصفقة التي تتم مناقشتها، هو أنها ستكون جزئية فقط، المرضى وكبار السن ومن يحملون الجنسية الأميركية. ليس بالصدفة أن ممثلي عائلات المخطوفين طلبوا من نتنياهو "العمل الآن على إطلاق سراح جميع المخطوفين، الأحياء والأموات. جميعهم حالات إنسانية". الإفلام التي نشرت أثبتت شيئا آخر مهما جدا وهو الوضع الفظيع للمخطوفين الذين يموتون في الأنفاق، الذين كل ساعة اضافية لهم هناك يمكن أن يكلفهم حياتهم. هم يحتاجون هناك إلى اشعة الشمس مثل الهواء للتنفس، جسديا ونفسيا.
اذا لم يتم تنفيذ الصفقة دفعة واحدة، فهاكم ملخص اقتراح لـ "تسوية مؤقتة لانقاذ الحياة"، بادرة حسن نية أخرى للطرفين، الإسرائيليين والفلسطينيين، التي ستساهم بشكل كبير من كل النواحي.
أولا، الموافقة على وقف مؤقت وشامل لإطلاق النار في القطاع، بما في ذلك كل العمليات العسكرية الإسرائيلية هناك.
ثانيا، عملية مشتركة بين الولايات المتحدة ومصر وتركيا وقطر وحماس من أجل إيجاد نقطة مناسبة على الأرض في القطاع، يمكن إحضار جميع المخطوفين إليها، الأحياء والأموات.
ثالثا، بناء قاطع أمني قوي حول المكان، تقيمه هذه الجهات، لا يمكن أي طرف ليست له علاقة من الاقتراب (من المنطقي السماح لحماس بأن تكون في الدائرة الداخلية).
رابعا، إدخال قافلة مساعدات أميركية (ليس الصليب الأحمر) تنقذ الحياة إلى نقطة التجمع، التي ستكون فيها طواقم طبية، تشمل الادوية والغذاء والماء والاحتياجات الاساسية الأخرى المطلوبة للمخطوفين. كل ذلك على هيئة مستشفى ميداني متواضع، يمكنه حل أي مشكلة صحية ملحة.
خامسا، إلى جانب تعهد قاطع لإسرائيل بالامتناع عن أي محاولة انقاذ بالقوة للمخطوفين واجراء بحث عن المخطوفين، بالاساس الجثث التي دفنت التي مكانها غير معروف بالنسبة لحماس والجهاد الإسلامي. أي معلومات حول ذلك، بما في ذلك المعلومات التي توجد لدى طاقم الجنرال نيتسان الون، سيتم نقلها إلى طاقم خبراء اميركي، واذا كانت حاجة إلى مهنيين أجانب آخرين، من اجل استغلال هذه الفترة المؤقتة للعثور على مخطوفين بالحد الاقصى، كي لا يتم تفويت هذه الفرصة.
سادسا، هذه ليست لعبة أحادية الجانب. فإسرائيل يجب عليها أن تعطي أشياء ثمينة أخرى، بدءا بإطلاق سراح سجناء فلسطينيين وخطوة مهمة اكثر وهي الموافقة على المرحلة الاولى، الانسحاب من جنوب القطاع (مثل الانسحاب من منطقة رفح – خان يونس)، والعودة إلى الحدود. مفهوم أنه في موازاة كل ذلك يجب اجراء محادثات كثيفة من اجل التوصل أخيرا إلى التسوية، التي إعادة المخطوفين إلى إسرائيل ستكون موضوعها الرائد. هذا ما يستحقونه، وهذا ما نستحقه جميعنا.
بالإجمال، هذه "التسوية المؤقتة"، مع الاضافة أو بموازاة صفقة اولية جديدة لاستبدال مخطوفين بسجناء، الاتفاق الذي سيخرج كل المخطوفين من "البئر"، يمكن أن تكون عملية إنسانية كبيرة، خطوة متعددة الاطراف لنوايا حسنة، ربح كبير للجميع، وبالنسبة لنا ضمادة أخرى للجرح العميق من7 اكتوبر.