الدستور-أ.د. فايز عبد النّبيّ القيسيّ/ جامعة مؤتة
صدر في عمّانَ حديثا عن دار الخليج للنشر والتوزيع ديوانُ شِعْرٍ جماعيّ للشّعراءِ العرَبِ وُسِمَ ب: سلام على الشُّهداءِ أعدَّهُ وحرَّرهُ وأشرفَ عليهِ الأستاذُ الدّكتورُ صلاح جرّار والشّاعرُ سعيد يعقوب ولَا أَعْدُو الحَقِيْقَةَ إنْ قُلْتُ إنَّ أَشْرِعَةَ الْكَلِمَاتِ تَخْذُلُنِي، عِنْدَمَا أتحدث عن عَمَل إبْدَاعِيّ مميّز إِجلالاً وَتَكرِمَةً وفيْضَ مَهابَةٍ لَهُ، فَكَيْفَ إذا كان ديواناً شِعريَّاً يحْتفي بالشُّهَداءِ والشَّهيداتِ، ويُمجِّدُ بُطولاتِهم وتضحياتِهم، وينطوي على مئةٍ مِن القصائدِ كتَبَها شُعراءُ العربيَّةِ بدَمِ شُهداءِ فلسطينَ الأُرْجوانِ.
غيرَ أنَّني أتجلَّدُ بالصَّبْر وأتحلَّى بالثباتِ والرِّضى الذي أفدتُهُ مِن لدُنِ الشُّهداءِ، فأقولُ سَلامٌ على الشُّهَداءِ أُولي العَزْمِ، يومَ وُلِدوا عَلَى أرْضِ فلسطينَ مسْقطِ رؤُوسِهمْ ومَعقدِ تمائِمِهِمْ وأوَّلِ أسْمائِهم. سَلامٌ عليهم يومَ رَضَعُوا المجدَ والوفاءَ للأرْضِ المقدَّسةِ، وآمَنوا بأنَّ عليْها ما يَسْتَحِقُّ العيشَ والدِّفاعَ عنهُ والتَّضحيَةَ مِن أجْلِهِ، فحمَلُوا على الأَكُفِّ دماءَهُمْ، وسَلَكُوا درْبَ إِخْوَانِهم الصَّاعدينَ إلى السَّماءِ الَّذِينَ سَبَقُوهم في الدِّفاعِ عنْ حِياضِ الأُمَّةِ، وشَرَفِها وعِزَّتِها وكَرامَتِها.
سلامٌ على الشُّهداءِ، صانِعي المجدِ، ورافِعي رايةِ الحَقِّ، وباعِثي الأملِ بالنَّصْرِ والحُريَّةِ والكرامةِ، وقد غدُوا عُــلُوَّ اً في الحياةِ بأفعالِهم وعُلُوَّاً في استشهادِهم فماذا يبلُغُ القوْلُ فِيه: لقدْ أضحَتْ فعائِلُ الشُّهداءِ.
ورجالِ المُقاومةِ موْرِداً عذْباً ومنهَلاً سَلسلاً لِلقوْلِ الشِّعْرِّي البديعِ، فشَحَذَتْ قرائِحَ شُعْراءِ الأُمَّةِ الذين استظلُّوا بخيْمةِ الضَّادِ مِن بلِادِ الشَّامِ والْيَمَنِ ومِصْرَ وَأَرْضِ الرَّافِدَيْنِ وأطْرافِ الخَليْجِ وغَيْرِها، ووَحَّدَتْهم عَلَى تَبَاعُدِ دِيَارِهم آلامُ فلسطينَ وجرحُها النازفُ ونبَّهت خواطرَهم، وألانَتْ عريكَةَ الكَلامِ لديْهِمْ، وسَهَّلَتْ طرائِقَ المَعانى عندَهُمْ، وهزَّتْ إليهمْ بِجِذْعِ نخلَةِ الشِّعْرِ وحُبِّ الأرضِ المباركةِ وتخليدِ فرسانِها، فأسَّاقَطَ عليهمْ رطَباً جَنِيَّاً، فخَلَّدُوا قصائدَهم بالحديثِ عن تضحياتِ أولئِكَ الشُّهداءِ، ووَقَفُوا بِها على صَدَأِ نُفوسِنا، ودفَنُوا سُورَ كَسَلِ بعضِ بني قوْمِنا وتقاعُسِ
بعضِهمْ الآخَر بكلماتِهمْ، ومَدُّوا إلينا فجراً مِن عطاءٍ، وخيطاً مِن قمحٍ لنزرَعَ حُقولَ الحياةِ الحُرَّةِ الكريمةِ التي ارتقى مِن أجْلِها هؤلاءِ الشُّهداءُ الفُرسانُ الذينَ لم يتقاعَسُوا يوماً عن إعزازِ الأرضِ وأبنائِها ولم يَهِنُوا أو يحْزَنُوا، وهُم ?لْأَعْلَوْنَ؛ فقبَضُوا على جمْرِ الصَّبْرِ على الإقدامِ على الشهادة على الموْتِ السَّامي، على ما ينفعُ النَّاسَ. في زمنِ انشغالِ الآخَرينَ بالزَّبَدِ، وقدَّمُوا لنا البُشْرى التي تبعَثُ الدِّفْءَ والأمَلَ في نُفوسِنا في اسْتعادَةِ كرامَتِنا المَهْدورَةِ ووطنِنا المُحتَلِّ، وسَكَبُوا الزَّيتَ، وأعْطُونا القَناديلَ لِنرى المعانيَ السَّاميَةَ والدَّلالاتِ العَميقةَ التي ارتَقَوْا مِن أجْلِها.
لقد انمازتْ قصائدُ هذا الدِّيوانَ بأنَّها جاءَتْ مُنحازةً لِلحديثِ عن شُهداءِ فلسطينَ وحْدَهم ابتداءً بالقَسَام ومُروراً بأحمدِ ياسينَ وشِيرينَ أبو عاقلةَ وكانَ آخرَهُم- يوْمَ إصْدارِ هذا السِّفْرِ - شيخُ الشُّهداءِ إسماعيلُ هنيَّةَ، وهُم يَسْتَبْشِرُونَ بِمَنْ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ، مِن القابِضينَ على جَمْرِ الصَّبْرِ، والمُتَشَبِّثينَ بِرايَةِ النَّصْرِ والتَّحْرير،ِ في غَزَّةَ والضِّفْةِ الغَرْبيَّةِ، الذينَ أَبْقَوْا أصابِعَهُمْ على الزِّنادِ، رُغْمَ التَّحَدِّياتِ، وصُوَرِ التَّواطُؤِ الصُّهْيونيِّ والعالَمِيِّ.
كما انمازَتْ بأنَّها توشَّحَتْ بالحَديثِ عن ثُلَّةٍ مِن الشُّهداءِ الرِّجالِ الكِبارِ إلى جانبِ الحَديثِ عنْ الشُّهداءِ الفتيانِ
الصِّغارِ الذينَ نُظِمُوا جَميعاً قِلَادَةً طُوِّقَ بها عُنُقُ الأُمَّةِ. وممَّا يسْترعي الانتباهَ براعةُ الصُّورةِ التي قدَّمَها الشُّعراءُ لِلفِتيان الشُّهداءِ الذينَ ولِدَتْ نُفوسُهُمْ كِباراً فقَوِيَتْ هِمَمُهمْ رغْمَ المُعاناةِ، وكَبُرَتْ نفوسُهم، ولم تتعَبْ أجسامُهمْ الهَشَّةُ في طَلبِ غاياتِهم، فخاضُوا غِمارَ الهَمِّ في طَلَبِ العُلا، في زَمَنِ الصِّبا، وغدَتْ أفعالُهم في سِجلَّاتِ المجدِ تحْكيها مراكِبُ غزَّةَ لِلأمواجِ، وتُخْبرُ عنها أشجارُ جبَلِ الزَّيتونِ الرِّياحَ، ويُحدِّثُ عنها الرُّكبانَ زعترُ جِنينَ، فهُمْ بنُو قوْمٍ ينْشأُ الصَّغيرُ مِن أمثالِ الطّفلةِ الشّهيدةِ ريم، والشَّهيدِ الطِّفْلِ يوسفَ صاحبِ الشَّعْرِ الأشْقَرِ على الذي في
مِثْلِهِ نشَأَ الكَبيرُ مِثْلُ شَيخِ الشُّهدَاء إِسماعِيلَ هَنيَّة وغيرِه؛ حتَّى غدا لاَ فَرقَ بَيْنَ كَبِيرِهم وَصَغِيرِهم في المُواجَهَةِ والمَصِيرِ، وغَدَوْا ذُرِّيَّةً طَيِّبةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ، وسيكونُ مِــن بعْدِهِمْ درْبُ الشَّهادَةِ طَويلاً لِلخُلْــدِ والنَّصْــرِ المُــؤَزَّرِ وَالعُــلا، واسْتِرْدادِ الأرضِ المُغْتَصَبَةِ.
وانْمازَتْ أيضاً بأنَّها تضَمَّنَتْ الحَديثَ عَن شَقائِقِ الرِّجالِ النِّسْوةِ الشَّهيداتِ في الضِّفْةِ الغربيَّةِ وغَزَّةَ، اللواتي لم يخمدْ جَمْرُ العِزَّةِ العربيَّةِ الإسلاميَّةِ فـي صُدورِهِنَّ، فكانتْ شيرينُ أبو عاقلةَ وغيرُها كثيرٌ أمْثلةً شَامِخَةً لِلتَّضْحِيَاتِ وبذْلِ الأنْفُسِ، وقد غدوْنَ شقائقَ الأطفالِ والرِّجالِ في الشَّهادةِ وبيْعِ أنفسِهنَّ، وقد وَقَفْنَ معهمْ مُرَابِطَاتٍ فِيْ شُمُوخٍ.
ومِمَّا يسْترعي الانْتِبَاهَ وقُوفُ بعْضِ قصائدِ هذا الدِّيوانِ عنْدَ شَخصيَّاتِ شُهداءَ مُحدَّدَةٍ بعَيْنِها مِثلِ القَسَّامِ وأحمدَ ياسينَ وإسماعيلَ هنيَّة وغيرِهِمْ
مِمَّن ضَحَّوْا بأنْفِسِهم في سَبيلِ دِينِهم ووطنِهِمْ. وجاءَ حديثُ غالبيَّةِ القصائدِ عن شُهداءِ فلسطينَ عامَّةً وشُهداءِ غَزَّةَ خاصَّةً، دونَ ذِكْرٍ لِشهيدٍ بعيْنِهِ وفي ذلكَ إِشارةٌ إلى أنَّ الشَّهادَةَ أصْبَحَتْ خَياراً جَمْعِيَّاً لَدَى أبناءِ فلسطينَ الذينَ أدْركُوا أنْ لا طَريقَ لَهُم لاسْتعادَةِ حُقُوقِهم سِوى مُقاومَةِ العَدُوِّ المُحْتَلِّ والتَّضْحِيَةِ بالنَّفْسِ عَبْرَ الشَّهادَةِ.
ومِن الأمورِ اللافتةِ لِلنَّظرِ في مَجْموعِ هذا الدِّيوانِ الشِّعْريِّ أنَّهُ يَضُمُّ بينَ دَفَّتَيْهِ مِئَةَ قَصِيدةٍ، ولِهذا العَدَدِ وظيفةٌ جماليَّةٌ ورُوحيَّةٌ وأُسْطوريَّةٌ واجْتماعيَّةٌ وثقافِيَّةٌ واسِعةٌ، وهو يسْتدعي لِلذَّاكرةِ ما جاءَ مِن لفْظِ مِئَةٍ في جزءٍ مِن قوْلِهِ
ولا شكَّ في أنَّ الَّلجنةَ العُليا المُشْرفةَ على إعدادِ هذا الدِّيوانِ الشِّعريِّ وتحْريرِه تمتلكُ رؤْيَةً فكريَّةً عميقةً ونقديَّةً بعيدةً قادَتْها إلى اختيارِ هذا العدَدِ مِن القصائدِ الذي يُعَدُّ علامَةً إشاريَّةً مُقابِلَةً لِدلالاتِ العلامَةِ اللغويَّةِ التي انطوَتْ عليها القصائدُ، فالغُزاةُ المُجْرمُونَ الذينَ تتصيَّدُهم قاذفاتُ رجالِ المُقاومةِ وأسلحتُهُمْ المُخْتلفةُ، لا يَستطيعونَ فهْمَ دلالاتِ الاسْتشهادِ اليوميِّ الذي يمُرُّ بها أبناءُ فلسطينَ في سبيلِ صِناعةِ الأمْجادِ، وإدراكِ الثَّأْر،ِ واستعادةِ التَّاريخِ والمكانِ المسروقِ، فهم ليْسوا أَمْوَاتًا كما يَظُنُّ أعداءُ الأمَّةِ، بلْ همْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ، والاسْتشهادُ الذي يُمَثِّلُ الموْتَ السَّامي
لَدى أبناءِ فلسطينَ يُشكِّلُ السَّبيلَ الوَحيدَ لِحياةٍ عظيمةٍ يُسارعونَ إليْها، والطريقَ الصَّادقَ الذي يُعيدُ الحقَّ المسلوبَ، ويرُدُّ كيْدَ المُغْتصِبينَ إلى نُحُورِهم، بِناءً على ذلِكَ فإنَّ الاسْتشهادَ عِنْدَ الفلسطينيينَ لا كما يَظُنُّ الأعداءُ المُحْتلُّونَ نِهايةَ الحَياةِ، بلْ هو عمَلٌ صالِحٌ وعِبادَةٌ خالِصَةٌ وقُرْبى صَادِقَةٌ إلى اللهِ عزَّ وجَلَّ، وهو مِصْباحٌ يُنيرُ ظُلْمَةَ الغافِلينَ والمُتَخاذِلينَ عن نُصْرةِ أهْلِ فلسطينَ لاسْتعادَةِ أرْضِهِمْ المُحْتَلَّةِ، وهو الصِّراطُ القَويمُ لِشعْبٍ يرْفُضُ أنْ يعيشَ مُهاناً فاقِداً حَقَّهُ في بلادِهِ الَّتِي بَارَكَ اللهُ فِيهَا لِلْعَالَمِينَ، وعاصِمَتُها القُدْسُ التي كانتْ وما تزالُ بوَّابَةَ الأرْضِ إلى السَّماءِ، ومِعْبَرَ الصَّاعدينَ إلى السَّمواتِ العُلا مِن الأنبياءِ والصَّالحينَ والشُّهداءِ وغَيْرِهمْ.
وكما تقدَّمَ فإنَّ الشُّعراءَ نجَحُوا في تقديمِ صُورةٍ رائعةٍ لِلشُّهداءِ في قصائدِهمْ مُتَعَدِّدَةِ الأبْعادِ والمَعاني والدَّلالاتِ، وقد أسْهَمَ مَقْرُوؤهُم الثَّقافيُّ العربيُّ الإسلاميُّ الكامِنُ في أذْهانِهم أو في لا وعْيِهمْ في تشكيلِ قصائدِهِمْ، بآليَّاتِ وطَرَائِقَ فَنِّيَّةٍ مُتَنَوِّعَةٍ، تَدْخُلُ ضِمنَ مَفهومِ التَّناصِّ، وهي صُورةٌ لمْ تنشَأْ مِن فراغٍ بلْ جاءتْ ثمرَةً لِلْبِنْيَةِ الوَاقِعيَّة الفلسطينيَّةِ السَّائدةِ والاجتماعيَّة والاقتصاديَّة والسياسيَّة والثقافيَّة، على السَّواءِ، كما أنَّها جاءتْ تعبيراً إبداعيَّاً صادراً عن مواقفِ الشُّعراءِ القومِيَّةِ والدِّينيَّةِ والإنسانِيَّةِ، كُلُّ ذلكَ في إطارٍ يجمَعُ بيْنَ مُتَطلَّباتِ المَعاني الرَّفيعةِ التي تُصَوِّرُ حالَ شَعْبٍ أُجْبرَ على أنْ يعيشَ حالةَ الشَّهادةِ أو الموْتِ السَّامي يوْميّاً مِن أجْلِ ألَّا تُهْدرَ معَ الدَّمِ المَسْفوحِ كَرَامَتُهُ وحَقُّهُ في اسْتردادِ هُويّتِهِ الثَّقافيَّةِ وتاريخِهِ البعيدِ وأرْضِهِ المُغْتَصَبةِ مِن جِهَةٍ، وجمالِيَّاتِ التَّعبيرِ الشِّعريِّ الرَّفيعِ الذي يكشِفُ عن تَوْظيفِ الشُّعراءِ مَوَاهِبَهُمْ الإبْداعيَّةَ وخِبراتِهمْ الفَنِّيَّةَ الأصِيلةَ وثقافَتَهُمْ الواسِعَةَ مِن جِهَةٍ ثانِيَةٍ، ولِذلكَ لمْ تَكُنْ قصائدُ شُعراءِ الدِّيوانِ مُفْتَعَلَةً أو مُعَادةً، ولمْ تَكُنْ أقوالاً مَوْزُونَةً، أو تَراكيبَ مُقَفَّاةً، أو عِباراتٍ بَهِيَّةً، أو صُوراً يَعْصرونَها مِن الكَلامِ، بلْ كانتْ قصائِدَ تُقاتِلُ في سَبيلِ فلسطينَ وتَتَغَنَّى بتضحياتِ شُهَدائِها وبُطولاتِهِمْ، وقدْ قرَّ في وعْيِ شُعراءِ الدِّيوانِ أنَّ الكَلمةَ الشِّعريَّةَ تُمثِّلُ الوَجْهَ الآخَرَ لِسِلاحِ المُقاومَةِ، فهي تَقومُ بمهمَّةِ تَنويرِ أبْناءِ الأُمَّةِ وإِثَارَةِ الحَمَاسَةِ في نُفوسِهِمْ لِبذْلِ الأَنْفُسِ والأموالِ مِن أجلِ اسْتعادةِ الحُقوقِ المهضُومةِ والكرامةِ المَفْقودَةِ والأرْضِ المسْروقةِ؛ وقد نجَحَ شُعراءُ هذا الدِّيوانِ - في إبداعاتِهِمْ التي اتَّخذتْ القَصيدةُ الشَّكلَ التَّقليديَّ لِلشِّعرِ العَربيِّ الأصِيلِ المرتَبِطِ بِالجُذورِ، استجابةً لِمَا أمْلَتْهُ عليهم مُعطيَاتُ الوَقائعِ والأحْداثِ ولَحْظةُ الإبداعِ الشِّعْريِّ، لِلحفاظِ على إطارِ الهُويَّةِ الشِّعْريَّةِ العربيَّةِ الأصِيلَةِ - في التَّعبيرِ عن جمالِيَّاتِ الشَّهادَةِ التي يَعيشُها الفلسطينيونَ في غزَّةَ والضِّفَّةِ الغربيَّةِ يوميَّاً مِن أجْلِ ألَّا تُهْدرَ معَ الدَّمِ المسفوحِ كرامَتُهم وتذهبَ حقُوقُهمْ في اسْتردادِ أرضِهِمْ المُحْتَلَّةِ.
فيَا شُعْراءَ الأُمَّةِ الذينَ لَبُّوا الدَّعْوةَ لِلمُشارَكَةِ في هذا الإصْدارٍ الشِّعريّ قبلَ أنْ يَسْتقِرَّ نِداءُ الَّلجنةِ العُليا المُشْرفَةِ على إعدادِه وتحْريرِهِ؛ لِتَحُوزوا شَرَفَ الاحْتفاءِ بِالشُّهَداءِ، وتَمْجِيد بُطولاتِهم وتضْحياتِهم، فصَدَحْتُمْ بتَمْجيد الشَّهادَةِ، ونافَحْتُم عن شَرَفِ الأُمَّةِ وعِزَّتِها بِسِلاحِ الكلمةِ الحُرَّةِ الشَّريفةِ، فَلَنِعْمَ أجرُكُمْ أجْر العاملين يوْمَ لَبَّيْتُمْ النِّداءَ، ويوْمَ أبدَعْتُم هذهِ القَصائِدَ الجَمِيلَةَ.