Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Oct-2019

التحركات لوقف العدوان التركي على سوريا: مبادئ ام مصالح*د. محمد ناجي العمايرة

 الراي-ليس هناك أي توصيف آخر للتدخل العسكري التركي في شمال شرق سوريا إلا أنه عدوان سافر على الأراضي السورية ينبغي إدانته واستنكاره ووقفه على الفور. وهذا هو الموقف القومي الملتزم بثوابت الأمة والقانون الدولي.

 
ودون تردد او تحفظ كان موقف الأردن واضحاً وصريحاً في رفض العدوان التركي والمطالبة بوقفه فوراً. بينما تباينت المواقف العربية والإقليمية والمواقف الأوروبية والروسية والأميركية كل حسب مصالحه مع دمشق أو الأكراد أو تركيا.
 
وكما هو الأمر في السياسة دائماً تبقى المصالح الآنيّة أو البعيدة المدى وعلاقة كل طرف مع الأطراف الأخرى هي الهدف فتقترب المواقف من الحياد أو النأي بالنفس أو المؤازرة أو الرفض.
 
وحتى اللحظة لا يبدو أن هناك دولة (غير قطر) تؤيد التدخل العسكري التركي بشكل مباشر وتحت مسمى «مكافحة الإرهاب» او «حق الدفاع عن النفس»، لكننا ونحن نتابع بقلق شديد هذا العدوان الغاشم، نجد أن تركيا لا تريد وقف إطلاق النار، وهي غير قلقة أبداً من تهديدات واشنطن بالمزيد من العقوبات، بينما لا ينتظر اتخاذ مجلس الأمن قراراً مؤثراً من العدوان. أما واشنطن فقد أخلت مواقع كانت تسيطرعليها قوات أميركية قليلة العدد، مفسحة المجال أمام القوات السورية للدخول إليها والسيطرة عليها، بينما لا نجد موقفاً روسياً حاسماً أيضاً، باستثناء القول إنها لم تكن تعلم «بالهجوم التركي» مسبقاً. وأنه «غير مقبول». وهذا إمساك بالعصا من منتصفها محاولة لاستقطاب النظام التركي إلى جانبها، فعينها على مجمل الأوضاع في سورية وأيضاً تحاول إبعاد تركيا عن حلف الأطلسي، وها هو الرئيس الروسي يدعو نظيره التركي إلى موسكو للتشاور في الأمر!! ومع أن تحرك الجيش السوري جاء متأخرا، فإن انتشاره جاء في المناطق التي انسحب منها الأميركيون، ولم يتجه للتصدي للقوات الغازية.
 
أما التحرك الأوروبي فهو «حذر ومحدود» بانتظار جلاء الأمور، خاصة أن تركيا عضو مهم في حلف الأطلسي، وسط تصريحات «أوروبية عن رفض العملية العسكرية التركية» وتلويح بعقوبات اقتصادية وسياسية، ومنها حظر توريد السلاح إلى تركيا.
 
ولعل المجلس الوزاري العربي الذي اتخذ في القاهرة قرارات واضحة بإدانة العدوان التركي والمطالبة بوقفه فوراً، هو الأكثر جلاء في هذا الخصوص.
 
ويبدو أن جميع هذه المواقف التي ترفض العدوان التركي من حيث المبدأ لا تلتقي على موقف موحد تجاه وقفه وسحب القوات التركية من الأراضي السورية التي هي الآن تحت سيطرة (قوات سورية الديمقراطية) التي تريد توافقاً مع الحكومة السورية على «إدارة ذاتية».
 
وفي المجمل فإن جميع الأطراف تسعى إلى توظيف «العدوان التركي» لمصلحتها دون أن تتصدى له جدياً، وسط تحليلات عن رغبة مشتركة في إضعاف الأكراد الذين يسعون إلى كيان سياسي، أو حكم ذاتي، سواء في الأراضي السورية أوداخل تركيا، أسوة بما هو قائم في العراق.