Sunday 8th of June 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    07-Jun-2025

"فضائح بالجملة".. معركة "كسر العظم" في أوجها بين ترامب وماسك
 أ ف ب
 
يبدو أن العلاقة الاستثنائية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورجل الأعمال الذي كان مقربا منه حتى أيام قليلة سابقة، الملياردير ، ستغير الكثير من المشاهد في ساحة الحكم والمال بالولايات المتحدة وخارجها أيضا.
 
يأتي ذلك، بعد مرحلة قدم فيها الرئيس الجمهوري العقود الاقتصادية المليئة بالشبهات والتي تجاوزت الأعراف والقوانين وضحى بحلفاء له من أجل ماسك الذي سخر له ما يزيد على 250 مليون دولار في الحملة الانتخابية وجعل من منصة إكس التي يمتلكها أكبر أداة دعائية للفوز بالبيت الأبيض.
 
ويحمل هذا الطلاق المفاجئ مرحلة جديدة تهدم المعبد على رؤوس أصدقاء الأمس القريب، وذلك في ظل ما سيعمل عليه ترامب من تجميد عقود بمليارات الدولارات حصل عليها ماسك مع وزارات ومؤسسات فيدرالية أمريكية وتعاقدات لشركاته ضمن صفقات أبرمها الرئيس الأمريكي في جولته الخارجية الأخيرة.
 
ويعتبر دفع ماسك بفضيحة  الشهيرة التي جاء ذكر اسم ترامب فيها من قبل والمتعلقة باستغلال فتيات قاصرات تصعيدا بصفة "تكسير عظم"، لأن رهانه عليها يوضح أن في حوزته أدلة وإثباتات هذه المرة قد تجعل ترامب متهما مما يضرب ولايته الرئاسية في مقتل.
 
استقطاب قوي
يقول الباحث في الشأن الأمريكي، أحمد ياسين، إن من الواضح أن هناك عملية استقطاب قوي لماسك من أركان في الدولة العميقة بالولايات المتحدة، وقيادات جمهورية عتيدة، تدخل في خلافات مع ترامب في ملفات تتعلق بما جرى في ملف الرسوم الجمركية والاصطدام مع الأوروبيين والخط الذي يسلكه مع روسيا والذي لن يكون في صالح الولايات المتحدة.
 
 
ورجح ياسين، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن قواعد اللعبة بين ترامب وماسك في مواجهة تكسير العظام لن تكون ثابتة وربما يكون هناك متغيرات تتعلق بعدم تفعيل شراكات استثمارية وصفقات بمليارات الدولارات حققها ترامب مؤخرا من جولات خارجية واستفاد منها ماسك سواء لتسلا وسبيس إكس، وبالطبع لن تكتمل، الأمر الذي سيترتب عليه دخول أطراف أخرى في هذه المعركة.
 
وأوضح ياسين أن مصير هذه الصفقات سيكون معلقا من طرف من دبروا حالة التخبط في العلاقة بين ترامب وماسك، في ظل تقاسم المصالح حول عقود أخيرة تتداخل فيها كيانات اقتصادية تقف وراء ترامب، وتتمسك بتفعيل الصفقات، ولكن في نفس الوقت لا يمكن تنشيط هذه الصفقات إلا بحضور ماسك وشركاته.
 
 
ويتوقع ياسين المزيد من التصعيد في ظل دفع ماسك بفضيحة جيفري إبستين الشهيرة حيث إن طرحها بهذا الشكل سيعمق الأزمة خاصة أن صاحب تسلا لن يرمي بهذا الملف في المواجهة دون أن يكون في يده وثائق وأدلة تثبت اتهامات في حق ترامب في فضيحة لا تهدد الأخير فقط بإظهار اتهامات ضده ولكنها ستجر دوائر يرتبط بها ربما تتخلى عنه وهو ما سيفتح ملفات أخرى مترابطة قد يكون هناك تستر حالي عليها.
 
دمار شامل
وبدوره، يرى الخبير في الاقتصاد السياسي علي شاهين، أن ترامب وماسك على طريق دمار شامل في ظل هذا الطلاق الذي لن تتوقف حدوده وسيحمل إبادة متبادلة في سيناريو يبدو أنه تم إعداده من جهة خارجية تقف وراءه، ومن الممكن أن تكون الصين أو روسيا أو حتى حليف مثل بريطانيا.
 
 
ويؤكد شاهين في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن موقف ترامب صعب للغاية لأنه مهدد بسمعته ومستقبله السياسي لاسيما مع طبيعة العلاقة مع ماسك وما وصل إليه الأخير بصلاحيات داخل الإدارة الجمهورية عندما كان يتولى هيئة الكفاءة الحكومية وتضارب المصالح بتداخل شركاته مع مؤسسات فيدرالية.
 
وأشار إلى أن هذا الأمر لا يهدد ماسك، لأنه في النهاية رجل أعمال وصائد صفقات، في وقت قد يظهر فيه ما يحمل تورطا لترامب يقضي على مستقبله السياسي.
 
 
 وأضاف شاهين أنه كان هناك توافق لخروج ماسك من منصبه الحكومي في ظل الغضب الذي جاء في مؤسسات فيدرالية ودوره وسياسة ما عرف بالترشيد الحكومي في الإنفاق، على أن يقوم بأدوار أخرى استشارية في إدارة ، ولكن جرى تحول ما من المؤكد أنه سيكشف عنه في الفترة القادمة.
 
ورأى شاهين أن هناك من جاء بهذا الانفجار بين ترامب وماسك، ليتحول الأمر إلى تبادل اتهامات وفضائح تجاوزت كل الخطوط في مشهد قريب من هدم المعبد على رؤوس الجميع وسط شكوك قوية بأن هذا الصدام لا يستطيع أن يدبره أو يقف وراءه إلا جهة خارجية، ومن غير المستبعد أن يتضح ذلك قريبا.