Saturday 26th of April 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    25-Apr-2025

الجيش يفضل عملا تدريجيا في غزة

 الغد-يديعوت أحرونوت

بقلم: رون بن يشاي
 
في الجيش الإسرائيلي وفي جهاز الأمن لم يسارعوا الى الرد على الاتهامات والاهانات التي وجهت في جلسة الكابنت الأخيرة لرئيس الأركان ايال زمير من قبل الوزيرين بتسلئيل سموتريتش ويريف لفين. في جهاز الامن يحاولون الإبقاء على خط موضوعي ونهج مهني في كل ما يتعلق بالاستراتيجية لتحرير المخطوفين وتقويض حكم حماس.
 
 
الإمكانيات المتوفرة أمام إسرائيل
في الجيش يشخصون طريق العمل الممكنة التالية، التي لكل واحد منها فضائل ونواقص.
الخيار الأول هو وقف القتال، كما تطالب حماس، مقابل تحرير كل المخطوفين. هذا يسمح لمنظمة الإرهاب بالبقاء، حتى وان لم تكن في الحكم، لكن هذا سيشكل من ناحيتها نصرا معنويا سيدوي لزمن طويل في العالم العربي والإسلامي – ما من شأنه أن يمنح حافزا لهجمات أخرى على إسرائيل على نمط 7 أكتوبر واستراتيجية اختطاف تجبر إسرائيل ليس فقط على تحرير معتقلين بل وأيضا على تقديم تنازلات سياسية وإقليمية.
إضافة الى ذلك، معقول التقدير ان حماس والجهاد لن يحرروا كل المخطوفين بل سيبقون بعضهم لديهم كـ"بوليصة تأمين" لحالة استئناف إسرائيل القتال ضدهم.
طريق العمل الثاني – تحرير مخطوفين ووقف نار على دفعات – مرغوب فيه في إسرائيل، لكن حماس لا توافق على ذلك وتعاند لانها تفهم بان الزمن يعمل في غير صالحها حين يخرج سكان القطاع للاحتجاج ويبدي استعدادا للتمرد.
الخيار الثالث – "الحسم" – سيتطلب تجنيدا واسعا للاحتياط ومناورة برية كبرى لبضع فرق لاجل تحقيق الحسم ضد حماس والسيطرة على أراضي القطاع. الجيش الإسرائيلي سيبقى ليسيطر فوق الأرض في معظم أراضي القطاع حسب هذه الخطة، لكن القتال سيستمر لاجل تدمير بنية الانفاق الكبرى التي يختبيء بها الان المخربون ويعملون باساليب حرب العصابات ضد الجيش الإسرائيلي. هذا سيستغرق زمنا طويلا سيضطر فيه الجيش الإسرائيلي لان يقيم حكما عسكريا وعلى ما يبدو أيضا لتوزيع المساعدات الإنسانية على السكان.
الفضل الكبير لمثل هذه الخطوة هو أنها ستخلق الظروف للحسم النهائي لحماس لكن من شأنها أن تكلف حياة قسم أو معظم المخطوفين. فضلا عن هذا سيضطر الجيش الإسرائيلي لان يوزع مساعدات إنسانية على السكان، في ظل المخاطرة بالمقاتلين الذين سيكونون في مواقع ثابتة عرضة لصواريخ الـ آر.بي.جي، العبوات والقنص. اذا لم يوزع الجيش الإسرائيلي المساعدات الإنسانية، فالامر سيدي الى الجوع والامراض، وآجلا أم عاجلا سنصل الى المحكمة الدولية في لاهاي.
 وعليه، ففي الجيش توصلوا الى الاستنتاج بان هجوما كبيرا لحسم حماس والسيطرة على القطاع هو إمكانية لكنها غير مرغوب فيها طالما لم تستنفد الامكانية الرابعة.
هذه الامكانية، المفضلة حاليا لدى الجيش الإسرائيلي، هي استمرار منحى العمل الحالي في غزة، لكن تشديد النار ووتيرة الهجمات في ظل منع المساعدات، ومع الوقت، حين ينفد المخزون الضروري لحياة السكان – ادخال بالحد الأدنى للغذاء، الماء والأدوية الضرورية لمنع الجوع والامراض.
وتشير مصادر امنية الى أنه لا يوجد أي يقين في أن يؤدي هذا الضغط بمواطني قطاع غزة لان يثوروا على حماس وتقرر المنظمة نزع سلاحها طوعا، لكن في الوضعية الحالية في هذه الأيام  يجب إعطاء هذا المنحى فرصة.
توجد مؤشرات عديدة على أن السكان الغزيين غير المقاتلين لن يسلموا بمثل هذا الوضع على مدى الزمن، وحماس ستضطر للاستجابة الى مطالب إسرائيل والوسطاء.
معضلة المساعدات الإنسانية
في الجيش يوافقون على أنه لاجل اخضاع حماس يجب حرمانها من إمكانية التحكم بإدخال وتوزيع المساعدات الإنسانية. "شاحنة واحدة تسمح لحماس لان تجند وتصون لواءاً كاملا من المجندين الجدد الذين يعملون لها"، يقول قائد ميداني كبير في الجيش الإسرائيلي يتابع الأمور عن كثب.
حتى لو اخذ الجيش الإسرائيلي الى يديه مرافقة قوافل المساعدات الى المجالات التي يراقب الشاباك الدخول اليها، يبقى خطر ان يتعرض المواطنون الذين يتلقون المساعدات للسلب والنهب من مسلحي حماس بعد أن يبتعدوا عن المجالات المرتبة مسبقا. لكن عندنا سيثرون ضدهم المواطنين الذين سيجوعون حين تؤخذ الوجبات المقننة منهم في صالح حماس. سيضطر الجيش الإسرائيلي لان يتصدى لمخربين انتحاريين تبعث بهم حماس الى داخل هذه المجالات وبالتالي من الأفضل بكل حال الا يوزع الجيش الاسرائيل المساعدات للسكان الغزيين بل ان يحرس فقط إدخالها الى المجالات، يراقب ما يحصل في داخلها من بعيد ويمنع السطو على المواطنين عند خروجهم من المجالات.
هذا ما قصده رئيس الأركان حين قال في الكابنت أول من امس انه لا يريد ان ينشغل الجيش الإسرائيلي في توزيع المساعدات المدنية. لكن عمليا اعد الجيش الإسرائيلي خطط عمل أيضا لحالة أن ترفض المنظمات الدولية توزيع المساعدات الإنسانية بالحد الأدنى للسكان ويضطر الجيش الإسرائيلي لان يفعل ذلك بنفسه. "نحن سنفعل كل ما يلزم كي نحرر المخطوفين ونقوض حكم حماس"، يقول ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي إذ يتطرق أيضا لموضوع المساعدات الإنسانية. لكن واضح ان الجيش الإسرائيلي يفضل الا يعرض مقاتليه للخطر في توزيع مباشر للمساعدات وان تقوم بذلك منظمات دولية.