Saturday 26th of April 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    24-Apr-2025

الضم بات هنا

 الغد-هآرتس

 أسرة التحرير
 
في الوقت الذي تبنى فيه اليمين الإسرائيلي "رؤيا ترامب" لترحيل مليوني غزي في صالح إقامة ريفييرا أميركية في القطاع، والجيش الإسرائيلي يمهد هناك التربة لبقاء طويل، مؤقت زعما يضع عليها المستوطنون البنى التحتية في استيطان متجدد في غزة – في الضفة الغربية لم يعد الضم يزحف: فقد قام على قدميه ويسير على ساقيه.
 
 
الضم بات هنا. عندما سيعلنون عنه بشكل رسمي يكون فات الأوان – المسيرة تكون قد اكتملت. هذه هي طريقة المستوطنين والحكومة: عمل كل شيء الا الإعلان الرسمي، بعلم أن أحدا لن ينتبه أو لن يأبه.
ما يحصل عمليا واضح لمن يتجول في الضفة الغربية، وواضح أكثر لمن يتابع نشاط بتسلئيل سموتريتش وباقي أعضاء الائتلاف: ارتفاع شاسع في مدى اقرارات البناء في المستوطنات، نقل الإدارة في الضفة من الجيش إلى المستوطنين ومؤيديهم، إعلان عن أراضي الدولة بوتيرة مدوية وانفاذ متسارع للقانون ضد البناء الفلسطيني هو ما يوجد في قلب الثورة التي باتت هنا.
الكثير من هذه الأمور يمر من تحت الرادار لأنه عمليا يدور الحديث عن أمور بيروقراطية: إقامة مديرية استيطان، نقل صلاحيات من الإدارة المدنية، الدفع قدما بقانون يسهل على اليهود شراء الأراضي في الضفة وإجراءات تحسن المناعة الاقتصادية للمستوطنات – مثل مشروع القانون الذي يسمح للمستوطنات بتلقي مداخيل الارنونا من مناطق صناعية وتجارية في الأراضي السيادية لإسرائيل، او قانون يحتسب بلدات جنوب جبل الخليل جزءا من النقب. وكل هذا بهدف واحد: إعطاء المشروع الاستيطاني مزيدا من الميزانيات.
حقيقة أن مشاريع القوانين هذه لم تجاز بعد لا تمنع الائتلاف من أن يضخ عمليا منذ الآن ملايين الشواكل بكل أنواع الطرق. أمور كهذه لم تعد تجرى في الخفاء بل بفخار وعلى رؤوس الاشهاد: هكذا مثلا في الآونة الأخيرة شارك سموتريتش واوريت ستروك في احتفال تدشين في المزارع في جنوب جبل الخليل. وليس صدفة فان للمزارع في أرجاء الضفة أيضا يوجد دور مهم في الضم الفعلي: فهي تعمل لافراغ مناطق ج من الفلسطينيين وحشرهم في المدن.
المستوطنون الذين في الكنيست والمستوطنون الذين في الميدان يعملون بشكل كماشة، وذلك من خلال السيطرة على مؤسسات الدولة ذات الصلة الأكبر بالضفة، نقل ميزانيات وإعطاء شرعية متصاعدة لفتيان التلال – الذين يقومون في الميدان بمهمة الطرد العملي لاجل أن يكون أقل ما يكون من الفلسطينيين هناك حين يأتي الضم الرسمي.
محظور اشاحة النظر، محظور التفكير بان الضم هو اعلان افتراضي فقط. يجب توجيه النظر مباشرة إلى الواقع القائم في الميدان. وما سنراه هو أن الضم بات هنا وأنه أعدت لذلك كل الوسائل.