Friday 7th of November 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    07-Nov-2025

محافظة: "أجيال" نقلة نوعية نحو المستقبل الرقمي للتعليم
الغد - آلاء مظهر -
 أكد وزير التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي الدكتور عزمي محافظة، أن منصة "أجيال" ليست مجرد منصة رقمية تتيح محتوى تعليميا، بل هي نقلة نوعية نحو المستقبل الرقمي للتعليم.
 
وبين محافظة في كلمته خلال حفل إطلاق المنصة الوطنية الموحدة لإدارة بيانات التعليم والتعليم الإلكتروني في مبنى الملكة رانيا العبدالله لتكنولوجيا التعليم والمعلومات، بحضور وزير الاقتصاد الرقمي والريادة المهندس سامي سميرات، وعدد من التربويين، أن هذه المنصة توظف تكنولوجيا التعليم لتقديم تعلم تفاعلي، شخصي، وموجّه حسب احتياجات كل طالب.
وأضاف إن المنصة تتيح للمعلم أدوات تخطيط وتقييم ومتابعة مبنية على البيانات والتحليلات الذكية، وتعزز إنتاج المحتوى الرقمي الوطني وتوفره بصورة منظمة وآمنة وسهلة الوصول، بالإضافة إلى أنها تشكل بيئة تعليمية مستدامة، قابلة للتطوير، ومؤهلة لدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في المستقبل القريب.
وقال محافظة: "نحن لا نحتفل اليوم بمنتج تقني فقط، بل نحتفل ببداية مرحلة جديدة من التعليم، يصبح فيها الطالب مبتكرًا لا متلقيًا، مساهمًا لا متلقياً للمعلومة، ويصبح المعلم فيها قائداً لعملية تعلم مدعومة بالتحليلات الرقمية والأدوات الذكية".
وأوضح أنه ومع إطلاق منصة "أجيال"، نخطو بثقة نحو بناء ثقافة التحول الرقمي في المدارس وتعزيز مهارات المستقبل لدى الطلبة، كالتفكير الناقد، والابتكار، وحل المشكلات، والتعلم الذاتي، إلى جانب تحقيق رؤية وطنية في مواءمة التعليم مع متطلبات الاقتصاد الرقمي وسوق العمل.
وأكد أن هذه الخطوة ليست النهاية، بل بداية مشروع أكبر، سنعمل من خلاله على توسيع المنصة وتطوير محتواها وإدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي والتحليلات التنبؤية، بما يعزز اتخاذ القرار ويوفر فرصًا تعليمية متكافئة لجميع الطلبة في مختلف محافظات المملكة.
تعزيز مسيرة التحول الرقمي
بدوره، قال وزير الاقتصاد الرقمي والريادة المهندس سامي سميرات: "نحتفي اليوم بإطلاق منصة" أجيال" التعليمية، كخطوة جديدة في مسيرة التحول الرقمي في المملكة، وجهدٍ وطنيٍ يجسّد الرؤية الملكية السامية في توظيف التكنولوجيا لخدمة الإنسان وتعزيز كفاءته ومعرفته."
وأضاف سميرات إن هذا المشروع يجسد الرؤية التي يقودها جلالة الملك وولي العهد نحو بناء اقتصاد رقمي حديث، وتعليمٍ يواكب متطلبات العصر، ويُهيّئ أبناءنا لمستقبلٍ يقوم على المعرفة والابتكار، وهو ما أكده جلالته في خطابه السامي خلال افتتاح الدورة العادية العشرين لمجلس الأمة، حين قال: "علينا أن ننهض بنظامنا التعليمي، ليكون أكثر مواكبة لمتطلبات العصر".
وأشار إلى أن التوجيه الملكي المباشر يشكّل بوصلةً لعملنا جميعًا، ودافعًا لتسريع الخطى نحو تطوير التعليم وتمكين الأجيال من الأدوات والمعارف التي تؤهلهم لمستقبلٍ يقوم على الابتكار والمهارة.
وأوضح أن مشروع منصة "أجيال" يجسّد نموذجًا وطنيًا متكاملًا في العمل التشاركي بين مؤسسات الدولة والقطاع الخاص، ويُعدّ أحد أبرز مشاريع التحول الرقمي في قطاع التعليم، من خلال تطوير وتفعيل منصة وطنية ذكية لإدارة المعلومات التربوية والمحتوى الرقمي، تسهّل الوصول إلى الخدمات التعليمية وتعزز التواصل ومركزية البيانات.
وتتيح المنصة للطلبة والمعلمين والكوادر الإدارية، بحسب سميرات، بيئة تعليمية رقمية متكاملة، كما تمكّن أولياء الأمور من متابعة المسيرة التعليمية لأبنائهم بسهولة وأمان عبر تطبيق "سند" أو مباشرة من خلال المنصة.
وتابع سميرات أن وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة تؤدي دورها بوصفها الممكّن التقني لمؤسسات الدولة في تنفيذ مشاريع التحول الرقمي، من خلال تطوير البنية التحتية الحكومية وتعزيز التكامل بين الأنظمة والخدمات.
وأشار إلى أن الوزارة أولت قطاع التعليم اهتماما خاصا باعتباره من أهم ركائز التحول الرقمي الوطني، فنفّذت مشاريع متعددة تسهم في بناء بيئة تعليمية رقمية شاملة.
وأوضح أنه في مجال البنية التحتية الرقمية، تم ربط أكثر من 2000 مدرسة ومديرية تربية وتعليم بشبكات الألياف الضوئية لتوفير اتصال حكومي آمن وسريع، وتحديث مراكز البيانات لاستضافة المنصات التعليمية، إلى جانب توقيع اتفاقية لتوفير خدمات الاتصال اللاسلكي (Wi-Fi) في 1500 مدرسة بجميع المحافظات، ليتمكن الطلبة والمعلمون من استخدام الأجهزة اللوحية والاتصال بالإنترنت داخل الغرف الصفية، على أن يبدأ التنفيذ مطلع عام 2026.
تدريب المشرفين والمدرسين
وفي جانب أتمتة الخدمات، أوضح سميرات أن الوزارة تعمل على أتمتة مجموعة من الخدمات الأساسية لوزارة التربية والتعليم بلغ عددها نحو 75 خدمة إلكترونية تتضمن مكوّنًا أساسيًا للدفع الإلكتروني، بما يسهم في تبسيط الإجراءات وتسريع إنجاز المعاملات وتيسير الوصول إليها إلكترونيًا.
وفي محور المهارات الرقمية وتنمية القدرات، بين أنه تم تنفيذ برامج متخصصة في البرمجة والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، استفاد منها أكثر من 5 آلاف متدرب من الطلبة والمعلمين، فضلا عن إطلاق منهاج المهارات الرقمية للصفوف من الأول إلى الثاني عشر في جميع مدارس المملكة واعتماده رسميًا، مع استكمال تدريب المشرفين والمدرسين على تطبيقه في مختلف المحافظات.
أما في محور الابتكار والذكاء الاصطناعي في التعليم، فأكد المضي بتنفيذ مشروع "سِراج"، المساعد الذكي القائم على تقنيات الذكاء الاصطناعي، لمساعدة طلبة المدارس في الدراسة والتفوق عبر تجربة تعليمية تفاعلية تستند إلى المناهج الرسمية، وتربط المعلومات من مختلف المواد الدراسية لتسهيل الفهم العميق للمحتوى التعليمي، وفق سميرات.
وأكد سميرات أن هذه الجهود تأتي في إطار التوجه الوطني نحو إدماج تقنيات المستقبل في التعليم، بما يعزّز الابتكار ويرسّخ مكانة الأردن كمركز إقليمي لتطوير الحلول التعليمية الذكية، وتنسجم مع رؤية التحديث الاقتصادي وخطط التحول الرقمي الوطني لبناء اقتصاد قائم على المعرفة والتكنولوجيا.
توحيد البنية الرقمية
من جانبه، قدم مدير إدارة مركز الملكة رانيا العبدالله لتكنولوجيا التعليم والمعلومات المهندس منيب طاشمان عرضا توضحيا عن العمل الفني والتقني للمنصة، مبينا أن المنصة تهدف إلى توحيد البنية الرقمية التعليمية والادارية 1.9 مليون مستخدم من الطلبة والمعلمين والإداريين.
واستعرض طاشمان مميزات المنصة التي تتمثل في الوصول إلى البيانات الإستراتيجية الدقيقة بناء على مؤشرات آنية وشاملة، فضلا عن كونها تمنح المعلم والطالب بيئة تعليمية تفاعليه متكاملة ومرنه، إضافة إلى تكاملها مع "سند" لتوسيع الوصول الرقمي وتسهيل التفاعل أولياء الأمور مع النظام التعليمي.
نموذج للشراكات
من جانبه، أكد الرئيس التنفيذي لتطوير الأعمال للمجموعة المتكاملة للتكنولوجيا (ITG) زيد تحبسم، أهمية هذا المشروع الوطني الذي يتواءم تنفيذه مع أهداف رؤية التحديث الاقتصادي التي أكدت أهمية تطويع التقنيات الحديثة لخدمة القطاعات الحيوية ومنها القطاع التعليمي، لافتا إلى أن المشروع يعكس نموذج الشراكة الحقيقية بين القطاعين العام والخاص، بالتعاون مع وزارتي التربية والتعليم والاقتصاد الرقمي والريادة.
وقال تحبسم إن الشركة تفخر بمساهمتها في هذا المشروع الوطني، خصوصا أنه يرمي إلى تمكين الأردن من بناء منظومة تعليمية حديثة ومستدامة تعزز قدرات الطلبة وتؤهلهم لقيادة المستقبل.