Saturday 27th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    05-Dec-2017

صنعاء: تصعيد عسكري ضد الحوثيين بعد مقتل صالح وقيادات بحزبه

 

عمان-الغد- لقي الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح حتفه، أمس، على أيدي الحوثيين بعد مهاجمة موكبه في صنعاء، في مصير لثاني رئيس عربي يقتل على أيدي مناوئيه بعد مقتل الرئيس الليبي معمر القذافي.
ووسط غضب من حزب صالح الذي أكد مقتله، مهددا بالرد على طريقة تعامل الحوثيين مع جثمانه والتمثيل به، في حادثة تحاكي الطريقة التي تعاملت بها المعارضة المسلحة في ليبيا مع جثة معمر القذافي.
إلى ذلك، يعقد مجلس الأمن الدولي اليوم جلسة مفتوحة بشأن التطورات الأخيرة الحاصلة في اليمن.
من جهتها، قالت عضو اللجنة العامة لحزب المؤتمر الشعبي العام فائقة السيد إن "ميليشيات الحوثي أطلقت النار على صالح واستشهد ومعه قيادات أخرى... وهم يدافعون عن الجمهورية" في جنوب صنعاء التي يسيطر عليها المتمردون منذ ثلاث سنوات.
وأضافت "استشهد الزعيم وقد دشن معركة تحرير صنعاء من ميليشيات الحوثي".
وأفاد مصدر عسكري في الحزب طلب عدم الكشف عن اسمه أن المتمردين أعاقوا طريق موكب كان يوجد فيه صالح، وكان مؤلفا من أربع سيارات، على بعد 40 كلم غرب صنعاء. وأطلقوا النار عليه، قتلوا بالرصاص صالح والأمين العام للحزب عارف الزوكا ومساعده ياسر العواضي.
وتسارعت التطورات في اليمن خلال الساعات الماضية. وبعد أيام على انهيار التحالف بين قوات الرئيس علي عبدالله صالح والحوثيين واندلاع معارك دامية بين الفريقين ما تزال مستمرة.
وكان الحوثيون أعلنوا مقتل الرئيس اليمني السابق في خضم معارك متواصلة منذ أيام بينهم وبين انصاره.
وأظهر شريط فيديو حصل عليه مراسل لفرانس برس من مسؤولين حوثيين جثة يبدو أنها تعود لصالح، مصابة بالرأس، ويحملها مسلحون على بطانية حمراء. كما ظهرت آثار دماء على قميص القتيل.
وتحدث بيان صادر عن وزارة الداخلية التابعة للحوثيين الذي نشره موقع وكالة "سبأ" المتحدثة باسم الحوثيين، عن "انتهاء أزمة ميليشيا الخيانة وبسط الأمن في ربوع العاصمة صنعاء وضواحيها وجميع المحافظات الأخرى".
وتمكن مصور وكالة فرانس برس من الاقتراب من مكان إقامة الرئيس السابق في حي حدة في جنوب صنعاء، إلا أنه لم يتمكن من الدخول، وأفاد أن المنزل أصيب بأضرار نتيجة المعارك.
واستهدفت سلسلة من الغارات الجوية أمس مواقع بالقرب من مطار صنعاء الدولي ووزارة الداخلية في المدينة. وتعذر الحصول على تأكيد بحصول الغارات من التحالف.
وكانت مصادر قبلية يمنية ذكرت أن معارك ضارية تدور في منطقة سنحان، مسقط رأس صالح.
وأعلن علي عبدالله صالح السبت استعداده لـ"طي صفحة" الماضي مع التحالف العربي الذي تقوده السعودية، الأمر الذي رحبت به السعودية الذي كان صالح لفترة طويلة حليفا لها قبل تنازله عن السلطة لصالح الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي.
وفي خطوات متلاحقة بدا واضحا أن هدفها عزل الحوثيين، أمر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بإطلاق عملية عسكرية واسعة لاستعادة السيطرة على صنعاء، بدعم من التحالف العسكري الذي تقوده السعودية، حسب ما أعلن مصدر في الرئاسة اليمنية.
وأفاد المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن "الرئيس هادي أصدر توجيهات إلى نائب الفريق علي محسن الأحمر المتواجد في مأرب بسرعة تقدم الوحدات العسكرية للجيش الوطني والمقاومة الشعبية نحو العاصمة صنعاء" التي يسيطر عليها الحوثيون وأنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وطلب التحالف العسكري من المدنيين في صنعاء إخلاء أماكنهم القريبة من مواقع تمركز الحوثيين، حسب ما أفادت قناة "الاخبارية" السعودية.
ونقلت القناة عن التحالف قوله إن "الابتعاد عن آليات وتجمعات" الحوثيين يجب أن "لا يقل عن 500 متر" من المناطق الخاضعة لسيطرتهم، ما قد يكون اشارة إلى احتمال تكثيف الغارات الجوية على صنعاء.
وكان رئيس الوزراء اليمني احمد بن دغر قال في وقت سابق في خطاب ألقاه في عدن، العاصمة المؤقتة للسلطة المعترف بها، إن "الرئيس سيعلن قريبا عن عفو عام وشامل عن كل من تعاون مع الحوثيين في الشهور الماضية وأعلن تراجعه".
وفي سياق متصل، اعتبرت الخارجية المصرية، أن مقتل الرئيس اليمني السابق، يشكّل "تصعيدا خطيرا" لحدة الانقسامات والتوتر في اليمن.
وأعرب المتحدث باسم الوزارة، أحمد أبو زيد، في بيان صدر، عن "قلق مصر البالغ إزاء التطورات المؤسفة التي يشهدها اليمن الشقيق".
وأضاف أبو زيد أن "مقتل صالح على يد عناصر ميليشيات الحوثي، (يمثّل) تصعيدا خطيرا لحدة الانقسام والتوتر في اليمن".
واعتبر تلك التطورات "انعكاسا آخر لخطورة الأزمة التي يمر بها اليمن في السنوات الأخيرة، نتيجة الانقلاب على الشرعية والتدخلات الخارجية السلبية التي أفضت إلى حلقة مفرغة من العنف يدفع ثمنها الشعب اليمني".
وجدد المتحدث باسم الوزارة تأكيد موقف بلاده الداعي إلى ضرورة الالتزام بالحل السياسي للأزمة اليمنية، محذّرا من "مغبة تحول الوضع في اليمن إلى جرح غائر في ضمير الأمة العربية"، على حدّ تعبيره.
جلسة مفتوحة لمجلس الأمن اليوم 
إلى ذلك، يعقد مجلس الأمن الدولي اليوم جلسة مفتوحة بشأن التطورات الأخيرة الحاصلة في اليمن، بعد مقتل صالح.
جاء ذلك بحسب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة "استيفان دوغريك"، في تصريحات للصحفيين بمقر المنظمة الدولية بنيويورك.
وجدد دوغريك دعوات الأمم المتحدة لجميع أطراف الصراع في اليمن لحماية المدنيين والسماح بوصول المساعدات الإنسانية.
وحذر من مخاطر استمرار إغلاق المجال الجوي للعاصمة صنعاء أمام رحالات الإغاثة الإنسانية للأمم المتحدة.
وقال "المجال الجوي لصنعاء مغلق أمام رحلات الإغاثة الإنسانية منذ أيام ونحتاج وصولا فوريا ومستداما للمساعدات الإنسانية".
وتابع دوغريك " نحن منزعجون بشدة من الأحداث التي تتكشف هناك في اليمن، مع اشتباكات أرضية وغارات جوية تتصاعد بشكل كبير في صنعاء والمحافظات المحيطة بها، وتشير التقارير الأولية إلى أن حوالي 100 شخص لقوا مصرعهم وأصيب المئات".
وأضاف "من المهم جدا حماية المدنيين، وتمكين الجرحى من الحصول على الرعاية الطبية بشكل آمن، وعدم إعاقة وصول المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة".
وذكّر "جميع أطراف النزاع بأن الهجمات المتعمدة ضد المدنيين وضد البنية التحتية المدنية والطبية تشكل انتهاكات واضحة للقانون الإنساني الدولي وقد تشكل جرائم حرب".
وقال "تشهد الأوضاع الإنسانية والأمنية تدهورا مستمرا فيما تزداد معاناة الشعب اليمني. ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي  جلسة مفتوحة يستمع خلالها ممثلو الدول الأعضاء لإفادة من المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد حول التطورات الأخيرة التي شهدتها الساحة اليمنية".
وأشار المتحدث الرسمي إلي أن منسق الشؤون الإنسانية في اليمن جيمي ماكغولدريك" طالب في وقت سابق امس أطراف الصراع بضرورة السماح على وجه الاستعجال بهدنة إنسانية غدا حتي يتمكن المدنيون من مغادرة منازلهم والتماس المساعدة والحماية وتيسير حركة العاملين في مجال المعونة لضمان استمرارية برامج لإنقاذ الحياة". - (وكالات)