Saturday 27th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    06-Apr-2020

يوم الأرض في الذاكرة الخالدة للشعب الفلسطيني*عوض الصقر

 الدستور

حلت ذكرى الثلاثين من شهر آذار/ مارس قبل أيام قلائل لتذكر العالم بأن هذا اليوم ليس كباقي أيام السنة بالنسبة للشعب الفلسطيني، إنه يوم التمسك بالأرض ويوم الاصرار على مواجهة العدو الصهيوني الغاشم الذي اغتصب أرضه بقوة السلاح وشردهم في أرجاء المعمورة.
 
ففي هذا اليوم من العام 1976 انتفض الشعب الفلسطيني بجميع مكوناته: شيبا وشبانا، رجالا ونساءا، بعد أن صادرت قوات الاحتلال الصهيوني عشرات الآف الدونمات (ما يعادل 21 ألف متر مربع) من أراضيهم لإقامة المستوطنات وايواء قطعان المستوطنين وشذاذ الآفاق الذين قدمت لهم التسهيلات العديدة في سبيل مجيئهم إلى فلسطين من مختلف أنحاء المعمورة.
 
وقد حصلت مواجهات دامية مع قوات البغي والعدوان الاسرائيلي في قرى المثلث: سخنين وعرابة ودير حنا، حيث راح ضحيتها الشهداء الأبرار الذين خلّدتهم ذاكرة التاريخ وذاكرة العالم واستشهد جراء تلك المواجهات كل من: رأفت أبو زهيري وخضر عبد ومحمود خلايلة ورجا حسين أبو ريا ومحسن حسن سيد طه وخديجة شواهنة وخير أحمد ياسين.
 
وبعد تلك المواجهات الدامية عم الإضراب الشامل في كافة أنحاء البلاد، وانطلقت المُظاهرات الشعبيّة في المدن والقرى الفلسطينيّة، احتجاجاً على سياسة العدو الصهيونيّ التعسفيّة، والتمييز العنصريّ، ومُصادرة أراضي الفلسطينيين  ومنذ ذلك اليوم أصبح يوم الأرض مناسبةً وطنيّةً فلسطينيّةً وعربيّةً، يحييها في كل عام، الشعب الفلسطيني والشعوب المحبة للسلام على مستوى العالم.
 
وكانت السلطات الإسرائيلية قد صادرات خلال الفترة من 1948-1972 أكثر من مليون دونم من أراضي القرى العربية في الجليل والمثلث الواقعة داخل الخط الأخضر. 
 
أربعة وأربعون عاما مرت على انطلاقة يوم الأرض والجرح ما زال ينزف في عروق الشعب الفلسطيني وهو الذي ينام مسكونا  بالقلق والخوف من خطر المداهمة وهدم منازلهم ومصادرتها.. إنها حلقة في سلسلة الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال في وضح النهار، بذرائع واهية، على مرأى العالم وسمعه وصمته المطبق.
 
يوم الأرض محطة مشرقة من محطات التضحية والبطولة والفداء التي خطها الشعب الفلسطيني الأبي من أجل استعادة كرامته وأرضه التي ورثها عن الآباء والاجداد عبر آلاف السنين.
 
إن حكومة الاحتلال لا تسعى إلى مصادرة أرض الشعب الفلسطيني فحسب، بل إنها تسعى أيضا لطمس ذاكرة المكان والزمان لتحويل هذا الشعب إلى شعب بدون هوية وبدون تاريخ، ونقول لهم أن الأجيال التي تعاقبت منذ نكبة  1948 ولغاية اليوم تتسلم هذه الذاكرة لتبقى حية في أذهان الأجيال القادمة حتى تعود فلسطين لأصحابها الشرعيين بعون الله وتوفيقه. 
 
ولا زالت معركة شعبنا مع العدو المحتل مستمرة ولم تنته في 30 آذار 1976، ففي كل يوم تقوم حكومة الاحتلال العنصرية بمصادرة أراض جديدة وهدم البيوت وطرد السكان، وفي المقابل يواجهها شعبنا بصلابة وإرادة لا تلين. ما جعل هذا اليوم يُشكّل نقطة تحول في مسيرة المقاومة والكفاح المسلح حفاظا على حقوقه المشروعة.
 
تحية محبة وتقدير واعتزاز للشعب الفلسطيني العظيم لإصراره على مواصلة مسيرة التضحية والبطولة ومواجهة قوات الاحتلال الصهيوني الغاشم المدججة بالسلاح والعتاد والتي ليس آخرها الاقتحامات المتلاحقة للمستوطنين للمسجد الأقصى المبارك ووقوف المقدسيين صفا واحدا، رجالا ونساء دفاعا عن القدس والأقصى في مواجهة قطعان المستوطنين  الذين دنسوا هذا المكان المقدس وانتهكوا حرمته، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.