Saturday 27th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    13-Dec-2017

الملوحون بالكلاشينكوف - عميرة هاس

 

هآرتس
 
الغد- عدد من الرجال صرخوا علينا من خلف الاقنعة وهددونا: من جهة كتائب عز الدين القسام ومن الجهة الاخرى منسق أعمال الحكومة في المناطق، الجنرال يوآف مردخاي. ممن سنخاف أكثر؟ الامر لا يحتاج ولا حتى ثانية للتفكير: كما هو مفهوم من مردخاي ومن الآلة العسكرية التي يمثلها. إذا كان الأمر هكذا فهل من العدالة الطلب من الفلسطينيين الضعفاء أن لا يبدأوا بالتحرش؟ ليس عادلا لكنه ضروري.
"يجب على العدو أن يعرف أنه سيدفع ثمن كسر قواعد المواجهة مع "قوات" المقاومة في غزة"، هذا ما كتب في منشور للذراع العسكري في حماس، والتي تعبر عن الاستياء من أن إسرائيل تفسر ضبط النفس على أنه ضعف. في حين أنه في الصفحة العربية على الفيس بوك لمنسق أعمال الحكومة في المناطق كتب: "يا سكان غزة، هل أنتم لا تعرفون أن نشطاء الإرهاب عديمي المسؤولية يجرونكم إلى التصعيد قبل حلول الشتاء، حيث الضائقة في غزة تتفاقم... ان استمرار اطلاق النار سيؤدي إلى رد قاس ومؤلم من الجيش الإسرائيلي، وسيضطر سكان غزة لدفع الثمن. لا تحاولوا اختبار قوتنا". رغم أن الاجهزة الامنية تدرك جيدا أن حماس ليست هي التي اطلقت الصواريخ على سديروت، شرح مردخاي سبب مهاجمة إسرائيل لحماس بالتحديد: "حماس تتحمل المسؤولية في القطاع. استيقظوا، لأن الزمن لا يعمل في صالحكم". 
ليس واضحا إذا كان الجيش الإسرائيلي، المتفوق عسكريا، يريد التحذير أو استفزاز الفلسطينيين وحماس وتحديهم. ما الذي ستحققه حماس بشكل خاص والفلسطينيين بشكل عام اذا سقطوا في الشرك وتم استفزازهم؟ كما تشير نبوءة مردخاي: هجوم آخر وحرب اخرى وعملية عسكرية اخرى واسعة.
نحن متواجدون في الخط الفاصل الدقيق الذي يقع بين استمرار مظاهرات الاحتجاج الشعبية، التي لا يشارك فيها جمهور واسع، وبين خفوتها، لكنه أيضا الخط الدقيق الذي يشكل اختراقه الانحراف نحو عمليات اطلاق نار منفردة. احباط من عدد المتظاهرين القليل ومن الفشل السياسي ومن العنف الإسرائيلي الروتيني والغضب الشخصي بسبب الفجوات الاجتماعية – كل ذلك يدفع بسهولة عدد من الشباب للتلويح بالكلاشينكوف أو الصاروخ أو الطعن بالسكاكين (كما حدث في نهاية الاسبوع الماضي ويوم الاحد). "هذا حقنا"، هذا الشعار المعروف الذي يرددونه والذي يسكت من لديه شك.
حماس استثمرت في التسلح وحفر الانفاق لأغراض اقتصادية وعسكرية الكثير من الجهود والخداع والتفكير والقوة البشرية والأموال. ووظفت الكثير في تطوير الأوهام الشعبية عن قدرتها لأضعاف، إذا لم يكن هزيمة إسرائيل، بقوة السلاح والانفاق. إن الكشف عن نفق آخر على الحدود مع إسرائيل هو دليل على أن الخداع والقدرة التكنولوجية والعسكرية لحماس دائما متخلفة عما لدى إسرائيل. ربما هذا سيجعل عددا من الواهمين يعودون إلى التعقل.
الحرب يمكنها أن تفيد فقط السياسيين والجنرالات الإسرائيليين والصناعات العسكرية الإسرائيلية، وليس الفلسطينيين أو وطنهم. المسؤول عن مردخاي، وزير الأمن أفيغدور ليبرمان، هدد أول من أمس بشكل واضح الفلسطينيين في دولة إسرائيل. الحروب دائما تفيد من يؤيدون الترحيل، سواء الصغار أو الكبار، هناك مشكلات لنتنياهو يمكن للحرب أن تقوم بدفنها. فعملية واسعة في غزة أو فصل الجيوب عن بعضها في الضفة الغربية هي وصفة ممتازة للاستيطان والبيت اليهودي. 
إن ضبط النفس للفلسطينيين حكيم، صحيح. إن الطريق السياسي لعباس ومن قبله عرفات، فشلت بسبب عدم وجود شريك إسرائيلي، لكن الطريق العسكرية التي اختارها عدد من الفلسطينيين في فترات مختلفة منذ العام 1994 ساعدت فقط إسرائيل على تطبيق برامجها لتقسيم المنطقة  الفلسطينية. هذا يمثل عدم مسؤولية وطنية، والحلم بنضال ناجح من خلال سلاح بدائي بدون قيادة موحدة وخطة سياسية واحدة مقابل دولة عظمى عسكرية منظمة وجاهزة. من المحظور اعطاء ائتلاف اليمين الإسرائيلي متعة حرب اخرى.
 
FacebookTwitterطباعةZoom INZoom OUTحفظComment