والله زمان ع الصحبة الهنية

في سبعينيات القرن الماضي، ومن دون مقدمات، خرج علينا صوت جميل مريح يأخذك للرقي وللجمال خاصة في ساعة عصرية عندما تفتح الراديو الصغير أبو جلدة على إذاعة عمان ولقاء الظهيرة أو ما يطلبه المستمعون، أوعندما تحرك مؤشر الراديو يأتيك هذا الصوت الذي يعلق بالذهن حتى اليوم فتذهب لشراء كاسيت فورورد أغاني عفاف راضي، اسم لم ينسه الناس لسنوات طويلة، يتذكرها الجميع باغنياتها الخفيفة للكبار والصغار فنبرات صوتها ذات إيقاع خاص وطعم خاص لاتخطئة الأذن،، عندما تغني عفاف، تثير في النفس الشجون والأمل والحب في وقت واحد يتنهد المستمع طويلا مع نغمات صوتها ويبحر معها في عالم خاص من الأحلام، فجمال اغنياتها يغسل الهموم ويسمو بالروح ويداعب المشاعر التي تتطلع لشيء جديد ويوم جديد وحب جديد، عفاف راضي، يعجز القلم عن وصف صوتها او التعبير عن جمالياته؛ فهي تغني كلمات الحب الرائق المتدفق في كل الاتجاهات فيشعر كل مستمع انها تغني له هو وتقصده هو وتشير عليه هو، فيظل متيقظا ومتابعا ومستمتعا بكلمات الأغنية ونغمات الصوت طوال الوقت، ويظل يبحث عبر موجات الراديو وقنوات التلفزيون عنها ليسمع صوتها من جديد، إنها عندما تغني تنساب كجدول الماء الصافي لتسقي زهور النفس وتلون بنبراتها وانفاسها حياة المحبين بكل الألوان الجميلة.

عفاف راضي، السابحة في بحور العطر والفل هي بهجة النفس التي تنثر الوروود باغنياتها في الأجواء كلها في كل مكان وفي كل زمان من حولنا وفي كل اوقات الليل والنهار، لها العديد من الأغنيات الجميلة التي تزيد عبى الخمسين، تسير معنا لوابور الساعة 12 الرايح ع الصعيد وتقول للناس الشايفة حالها ردوا السلام وما تطلعوش بالعالي ردوا السلام وماتطلعوش في العالي يا سلام ردوا السلام وما تجرحوش إحساسي وفكروني عملت إيه لو ناسي وريحوني دا انتو أهلي وناسي ولا المرار في شرعكم أحلالي يهديكم ويرضيكم وخلي الدنيا تساهيل لا تعقدوها، ومن أجمل ما غنت كذلك والله زمان على سهر الحبايب .. والله زمان ع الصحبة الهنية لينا زمان ما قبالناش صاحب .. لا الدنيا هي ولا الناس هي هي، وهي بتلك الأغنية القديمة الجميلة تخاطب زماننا الحالي ومن أغانيها كذلك «جرحتني عيونه السودا» و» ابعد يا حب» و «والنبي دا حرام»و «يمكن علي بالو « ويا حمام الدوح روح، ومن أجمل الأغاني التي تغنت بمصر أغنيتها الرائعة مصر هي أمي. تلك هي ذاكرة أغاني الزمن الجميل وهو فعلاً جميل بكل تجلياته وروائعة أسعدك الله عفاف راضي وحفظك كما أدخلت السعادة في قلوبنا بصوتك والحان بليغ حمدي وكلمات سيد حجاب ومحمد حمزة وسيد مرسي.