الغد
معاريف
اليعيزر تشايني مروم
25/7/2025
منذ رحلة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأولى إلى واشنطن والحوار مع دونالد ترامب، يبدو أن إسرائيل تعمل للوصول إلى اتفاق مرحلي ووقف النار. الرئيس ترامب معني بتحريك مسيرة سلام إقليمية وضم دول أخرى إلى اتفاقات إبراهيم وعلى رأسها السعودية، ليؤدي بذلك إلى نمو اقتصادي إقليمي وعزل إيران.
واضح أن ما سيجلب السعوديين ودول أخرى إلى الطاولة هو إنهاء الحرب في غزة وبدء مسيرة الإعمار. استجابت إسرائيل إلى طلب ترامب وأرسلت طاقما لخوض مفاوضات غير مباشرة مع حماس في الدوحة على اتفاق مرحلي، يتضمن وقف إطلاق النار لستين يوما، في أثنائه يتحرر عشرة مخطوفين أحياء وجثامين موتى في عدة دفعات.
في وقت وقف النار تجرى محادثات على مرحلة إنهاء الحرب، في ظل إعطاء ضمانات من الرئيس ترامب لحماس ألا تستأنف الحرب طالما تجرى مفاوضات. فهمت حماس بان إسرائيل معنية جدا بعقد صفقة بسبب ضغط أميركي فشددت الشروط، وطاقم المفاوضات بتعليمات من رئيس الوزراء وافق على تنازلات كثيرة.
وحسب ما نشر، ففي أثناء وقف النار سينتشر الجيش الإسرائيلي في خطوط هيكلية لنهاية الحرب. السكان في غزة يعودون إلى كل أرجاء القطاع، ومساعدات إنسانية تدخل وتوزع عمليا من قبل حماس – التي ستعود لتسيطر على ما تبقى من غزة.
رغم انتصار إسرائيل العسكري في القطاع، تجري المفاوضات بشروط بدء صعبة. حماس التي تتحدث مباشرة مع محافل أميركية رسمية تجمع الثقة بالنفس والأهمية. هي ما تزال تحتجز 20 مخطوفا أحياء، وتفهم بأن إسرائيل جاءت لتعقد صفقة بكل ثمن تقريبا بناء على طلب الرئيس ترامب. في هذه الأثناء، توجد إسرائيل في موقع دون، وهي في واقع الأمر تجري منذ الآن مفاوضات تنازلت فيها عن انتشار الجيش الإسرائيلي في محور موراغ ونتساريم، وكذا عن انتشار أوسع في فيلادفيا. يبدو هذا الانتشار كما أسلفنا كانتشار للجيش الإسرائيلي في خطوط إنهاء الحرب. في نهاية المعركة سيتطلع الجيش الإسرائيلي لأن يتموضع في شريط عازل حول القطاع وعلى عرضه تجرى مفاوضات منذ الآن. بالمقابل تحصل إسرائيل فقط على قسم من المخطوفين، وحماس، التي ستبقى صاحبة السيادة، يمكنها أن تواصل إعادة بناء نفسها من ناحية عسكرية أيضا.
تكنوقراطيون عرب
إسرائيل ملزمة بأن توقف الانجراف وتعيد احتساب المسار من جديد. خير أننا أوقفنا المفاوضات في الدوحة التي ليست إلا حدث ابتزاز ومماطلة من جانب حماس. وصول ستيف ويتكوف إلى أوروبا هو فرصة للجلوس قبالته والقول بشكل واضح أن هذا المنحى لصفقة جزئية لا ينجح، وأننا مستعدون للسير منذ الآن إلى منحى إنهاء الحرب يتمثل للكل مقابل الكل. المعنى هو، ضمن أمور أخرى قبول أجزاء من المقترح المصري، الذي يحكم في القطاع في المرحلة الانتقالية تكنوقراطيون عرب.
إعمار القطاع هو الورقة الأهم في أيدي إسرائيل، وعلينا أن نضمن تحكما إسرائيليا كاملا بالعملية، بموافقة أميركية والتأكد من أن حماس لا يمكنها أن تكون جزءا من العملية. التحكم بالإعمار – الذي يتضمن خطة مدنية كاملة، بما في ذلك التعليم – سيضمن وجه غزة لسنوات طويلة.
بالتوازي، ستنتشر إسرائيل عسكريا على الحزام العازل، وهكذا يكون بوسعها أن تدافع عن بلدات الغلاف ضد اجتياح ما مع منطقة أمنية بعرض 1 - 1.5 كيلو متر وبالمقابل تحصل على كل المخطوفين الأحياء والأموات. الثمن الذي ستدفعه إسرائيل هو أن في هذه المرحلة لن يجرد القطاع من السلاح، ولإسرائيل سيكون كتاب جانبي أميركي يسمح بعمل عسكري ضد بنى تحتية عسكرية.
من ناحية سياسية، لرئيس الوزراء توجد أغلبية في الحكومة لخطوة من هذا النوع. الكنيست ستخرج إلى الإجازة في يوم الأحد القادم ويبدو أن الانتخابات على أي حال ستجرى في الربع الأول من العام 2026. من الأفضل لرئيس الوزراء أن يصل إلى الانتخابات مع اتفاق انهاء الحرب يعيد كل المخطوفين، فيما أن الانتصارات على حزب الله وايران ما تزال حديثة العهد.
إن اتفاقا سياسيا بقيادة الولايات المتحدة مع دول تنضم إلى اتفاقات إبراهيم، سيكون إنجازا جوهريا، وسيسمح بإعادة بناء الاقتصاد والمجتمع الممزق، الذي يحتاج هو الآخر إلى عملية إعمار وإشفاء.