وكالات -
دعت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ميريانا سبولياريتش، إلى تحرّك جماعي عاجل من قبل الدول لوقف ما وصفته بـ"المعاناة المقيتة" التي يعيشها المدنيون في قطاع غزة، نتيجة الحرب الدائرة منذ شهور.
وفي بيان صادر عنها الجمعة من نيويورك، قالت سبولياريتش: "ليس ثمة أعذار تسوّغ ما يحدث في غزة. لقد تجاوز حجم المعاناة الإنسانية ومستوى التجريد من الكرامة البشرية كل المعايير المقبولة، القانونية والأخلاقية".
وأشارت إلى أن كل دقيقة تمر دون وقف لإطلاق النار تعني سقوط مزيد من الضحايا المدنيين، ووصفت الحرب بأنها تُشن "بلا تمييز"، وتُخلّف حرمانًا شديدًا من مقومات الحياة الأساسية، مثل الغذاء والماء.
وأضافت أن الأعمال العدائية الدائرة تحصد أرواح الناس بلا رحمة، والموت يتربص بهم في أثناء سعيهم للحصول على الغذاء. والأطفال يموتون بسبب شحّ الغذاء. في حين تُجبَر العائلات على الفرار مرارًا وتكرارًا بحثًا عن الأمان الذي لا وجود له. يعمل لدى اللجنة الدولية 350 موظفًا في غزة، حالهم كحال أهل القطاع، يعانون الأمرّين في سبيل الحصول على كفايتهم من الغذاء والمياه النظيفة.
وشدد على أنه لا بد من وضع حد لهذه المأساة – فورًا وبشكل حاسم. إن كل تردد سياسي، وكل محاولة لتبرير الفظائع التي تُرتكب على مرأى ومسمع من العالم سترسّخ في ضمير العالم صورة الفشل الجماعي في الحفاظ على أدنى قدر من الإنسانية في خضم الحرب.
وأكدت انه على الدول التمسك بالتزامها بموجب اتفاقيات جنيف، الذي يقضي باحترام القانون الدولي الإنساني وكفالة احترامه، بسبل منها ضمان ألا تُسهم الأسلحة التي تنقلها تلك الدول في ارتكاب انتهاكات في حق القانون الدولي الإنساني.
وكما يجب على الدول أن تبذل المزيد لضمان أن تفي أطراف النزاع بالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني. وهذا يعني المسارعة باستئناف إيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء غزة من دون معوقات وبشكل غير متحيز. ويعني أيضًا إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين فورًا ومن دون شروط. ويعني أيضًا السماح للّجنة الدولية باستئناف زياراتها إلى المعتقلين الفلسطينيين في أماكن الاحتجاز الإسرائيلية.
وختمت: لا بد من إنقاذ الأرواح في غزة، وهذا أمر ممكن إذا ما توفرت الشجاعة السياسية التي تكفل احترام قواعد الحرب واحترام الحماية التي تُسبغها تلك القواعد على المدنيين.