الرأي - راشد الرواشدة -
أظهرت الأرقام الحديثة في الهيئة المستقلة للانتخاب، أن عدد الأعضاء المنتسبين للأحزاب السياسية بلغ 84574 عضوا موزعين على مختلف محافظات المملكة، في مؤشر على حضور سياسي متفاوت بين المناطق، يعكس تباين الكثافة السكانية ومستويات الانخراط في العمل الحزبي.
وتكشف الأرقام أن العاصمة تصدرت القائمة بنسبة 29.31% من مجموع المنتسبين، لتكون صاحبة النصيب الأكبر من العضوية، تلتها محافظة إربد بنسبة 20.67%، فيما جاءت محافظة الزرقاء ثالثة بنسبة 13.91%، هذا التوزيع يضع المحافظات الثلاث في مقدمة المشهد، إذ تستحوذ مجتمعة على أكثر من 63% من إجمالي العضوية الحزبية في المملكة.
حيث جاءت توزيع العضوية حسب المحافظات: العاصمة عمّان: 29.31%، إربد: 20.67%، الزرقاء: 13.91%، البلقاء: 10.04%، الكرك: 5.47% المفرق: 5.08%، عجلون: 3.56%، جرش: 3.24%، مادبا: 2.63%، العقبة: 2.11%، معان: 2.03%، الطفيلة: 1.71%
ويُظهر التوزيع أن العاصمة ما تزال تُشكل المركز الرئيس للحياة الحزبية في المملكة، وهو ما يعكس ثقلها السكاني والسياسي والإداري، في المقابل، برزت محافظة إربد بنسبة لافتة تؤكد حضورها القوي في المعادلة، تليها الزرقاء التي تحافظ بدورها على موقع متقدم في المشهد الحزبي.
أما محافظات مثل البلقاء والكرك والمفرق، فقد سجلت نسبا متوسطة تعكس نشاطا حزبيا ملموسا وإن كان أقل من المحافظات الكبرى، في حين بقيت نسب العضوية متواضعة في المحافظات الجنوبية (معان، العقبة، الطفيلة) لأسباب ترتبط بالكثافة السكانية والجغرافيا وطبيعة النشاط الحزبي فيها.
ويرى مختصون سياسيون أن هذه الأرقام تؤكد أن المشهد الحزبي الأردني ما يزال في طور التشكل، وأن التركز الواضح في العاصمة والمحافظات الكبرى يعود إلى عوامل سكانية وبنيوية، إضافة إلى تركيز النشاط الحزبي والإعلامي فيها.
ويشير المراقبون إلى أن النسب المتدنية في بعض المحافظات لا تعني غياب الوعي السياسي، بقدر ما تعكس الحاجة إلى جهود أوسع من الأحزاب في بناء قواعد جماهيرية خارج المراكز الحضرية، كما يؤكدون أن تعزيز المشاركة الحزبية في الأطراف يشكل ركيزة أساسية لإنجاح التجربة الحزبية وتوسيع قاعدة التمثيل الشعبي.
هذا التوزيع يعكس خريطة سياسية تستحق التوقف عندها، إذ يُظهر من جهة أن التحول نحو العمل الحزبي يتركز بشكل رئيس في العاصمة والمحافظات ذات الكثافة السكانية، فيما يسلّط الضوء من جهة أخرى على أهمية تعزيز الحضور الحزبي في الأطراف، كما يؤكد تصدر عمان للمشهد أن العاصمة ما تزال القاطرة الأساسية في صياغة مستقبل الحياة السياسية في المملكة.