الراي - نوف الور -
تباينت آراء الفعاليات المجتمعية والشبابية في بلديات قريقرة وفينان، والديسة، والقويرة، ووادي عربة، وقطر ورحمة، التابعة لمحافظة العقبة، حول أداء اللجان المؤقتة التي تدير البلديات بعد حل المجالس المنتخبة، بين من يرى أنها بذلت جهدا ملموسا في تسيير الأعمال اليومية والحفاظ على استمرارية الخدمات، ومن يؤكد أن غياب التمثيل الشعبي المباشر انعكس سلبا على مستوى التنمية والمشاريع، خاصة في القطاعات الحيوية كالبنية التحتية والشباب.
وفي الوقت الذي يشيد فيه البعض بجهود هذه اللجان في متابعة النظافة والإنارة وصيانة الطرق ضمن الإمكانيات المتاحة، يرى آخرون أن المجالس المنتخبة تبقى الأقرب لنبض المواطنين والأقدر على اتخاذ قرارات تعكس أولوياتهم.
الشيخ معوض محمد المزنة رئيس اتحاد الجمعيات الخيرية في العقبة أشار أن اللجان المؤقتة التي تدير البلديات في هذه المرحلة قد بذلت جهدا واضحا في تسيير الأعمال اليومية وخدمة المواطنين ضمن الإمكانات المتاحة، وقد ساهمت في الحفاظ على استمرارية العمل البلدي وعدم تعطيله، وهذا أمر يُحسب لها.
ومن جانبه قال عضو مجلس المحافظة السابق وأحد أبناء منطقة رحمة وقطر، علي أبو خليل، إن من الصعب تقييم أداء اللجان المؤقتة التي تدير بلدية وادي عربة بعد مرور شهرين فقط على تعيينها، مشيرا إلى أن فترة ستين أو سبعين يوما غير كافية للحكم على مستوى التحسن أو التراجع.
قال رئيس بلدية وادي عربة الأسبق، محمد السعيديين، إن اللجان المؤقتة التي تدير أعمال البلديات تقوم بتسيير المهام اليومية المعتادة كما كانت تفعل المجالس المنتخبة، مثل جمع النفايات، متابعة الصحة، وتنفيذ الأعمال المرتبطة بقانون البلديات، مضيفا أن ما يميز عمل هذه اللجان هو حرصها على ترشيد النفقات والحد من الاستهلاك، من خلال تقليل حركة الآليات، إلى جانب اهتمامها بزيادة تحصيل الذمم المالية المترتبة على المواطنين، سواء رسوم ترخيص المحال التجارية أو ضرائب النفايات.
قال رئيس نادي شباب القويرة، حسين الخضيرات، إن بلدية القويرة مرت بحالة استثنائية بعد حل المجلس البلدي المنتخب بعد مرور سنة وشهرين من انتخابه، وتعيين لجان بديلة لم تكن جزءا من المجتمع المحلي أو الدائرة الانتخابية، لم تقدم أي تطور ملموس في الخدمات، وأن سير العمل اقتصر على متابعة الأمور الروتينية فقط دون تحقيق أي إنجازات حقيقية على أرض الواقع. وأشار إلى أن المشاريع التي بدأها المجلس البلدي السابق بقيت متوقفة منذ تشكيل اللجنة، ما أثر على استمرارية العمل البلدي في المنطقة.
ومن جهة أخرى قال الناشط المجتمعي متعب أبو قاضوم أن بلدية القويرة شهدت تحسناً ملحوظاً في مستوى الخدمات بعد تشكيل اللجنة المؤقتة التي تدير أعمالها منذ عام 2023، مشيراً إلى أن الحكومة جددت للجنة بعد حل المجالس البلدية في المملكة هذا العام.
بدوره بيّن رئيس مركز شباب القريقرة عطا الله العمارين أن البلديات تعمل بجهد كبير من قبل رؤسائها والعاملين فيها، رافضاً الفكرة السائدة لدى البعض بأن البلديات لا تقوم بواجبها، وأكد أن البلديات شهدت تطوراً في السنوات الأخيرة ونجحت في تقديم خدمات مميزة للمواطنين.
قال الناشط الشبابي سليمان غيث إن الأوضاع الإدارية في بلدية قريقرة وفينان شهدت خلال الشهرين الماضيين ضبطاً ملحوظاً واستقراراً في مستوى الخدمات، مشيراً إلى أن الحكم على النتائج بشكل عام يحتاج إلى فترة أطول، وأن اللجنة المؤقتة التي تدير عمل البلديات حالياً تتميز بالحياد وعدم خضوعها للتأثيرات الاجتماعية أو الانتخابية، الأمر الذي انعكس إيجاباً على الأداء.
كما أشار عمر عتيق الزوايدة، منسق مركز افلام وادي رم، أن لجنة بلدية حوض الديسة تُظهر نوايا قوية للمضي قدما في تطوير البلدية، وهذا واضح من استدامة أعمال النظافة والتوجه لإعداد خطة استراتيجية جديدة، ومع ذلك، فهناك تحديات أساسية، مثل توسعة التنظيم لضم أكثر من 700 منزل بلا خدمات، وضعف الإيرادات نتيجة تصنيف البلدية كدرجة ثالثة وعدم استفادتها من السياحة.
قال خالد السعيديين أحد سكان وادي عربة إن لجان البلديات الجديدة ما زالت في بدايات عملها، ولا يمكن الحكم على أدائها بشكل نهائي إلا بعد مرور عام مالي كامل لتظهر خلاله نتائج الموازنة وما أُنجز من مشاريع خدمية، وأن ما لمسَه المواطنون حتى الآن يقتصر على تحسين الإدارة الداخلية للبلديات، واهتمام نسبي بموضوع النظافة، إلى جانب نشاط أوضح في التواصل مع المجتمع، وهي خطوات إيجابية مقارنة بالماضي، لكن لا تكفي للحكم على الأداء.