Saturday 27th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Oct-2017

أميركا تغادر اليونسكو - د. فهد الفانك

الراي - للمرة الثانية أو الثالثة تقرر أميركا الانسحاب من عضوية منظمة اليونسكو ولنفس السبب وهو انحياز

المنظمة الدولية ضد إسرائيل!. تعرف أميركا أن إسـرائيل دولة احتلال، وأنها تمارس سياسة الفصل العنصري، وأنها بهذا المقياس دولة مارقة ، فلماذا تربط نفسها وسمعتها بدولة كهذه. أميركا لم تأخذ بالاعتبار أن لها أصدقاء وحلفاء في العالم العربي، وأن انسحاب أميركا من اليونسكو انتصاراً لإسرائيل يزعزع صورة أميركا في العالم العربي، وربما في العالم الديمقراطي والحضاري كله.
 
اليونسكو ليست منظمة دولية فقط فهي تمثل الثقافة والحضارة الإنسانية، والانسحاب منها لا يسيء إليها بل إلى الدولة المنسحبة. أميركا هي المنحازة لإسرائيل، والمفروض بمنظمة مثل اليونسكو أن لا تقبل إسرائيل في عضويتها لأنها تمثل عكس المبادئ والقيم التي تقوم عليها المنظمة.
 
إسرائيل أيضاً انسحبت من اليونسكو، وكأن انسحابها يوفر لها غطاء لممارستها لسياسة الفصل العنصري. نقطة الخلاف التي أثارت أميركا وإسرائيل هي وجود مشروع قرار يذكر اسم فلسطين ويصفها بأنها محتلة، ويتضمن بنداً عن القدس.
 
إسرائيل طالبت برفع هذا المشروع من جدول الأعمال فلم يصدر به قرار بعد، ولكن مجرد إبقاء المشروع على جدول الأعمال غير مقبول
أميركياً وإسرائيلياً.
 
رئيس المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو اقترح ملحقاً أعده الوفدان الأردني والفلسطيني، وقدمته جميع الدول العربية الاعضاء، ليدرس في دورة باريس. وهو يستذكر القرارات السابقة لليونسكو المتعلقة بفلسطين والقدس، ويطلب تقريراً عما تم بشأن هذه القرارات.
 
لا تنبع أهمية هذه الفعالية العربية من الاعتقاد بأن أي قرار دولي يمكن فرضه على إسرائيل، فهي فوق القانون الدولي. أهمية هذه الفعالية تكمن في إبقاء القضية حية، وقطع التقادم، والبقاء بمثابة شوكة في حلق دولة الاحتلال والتمييز العنصري.
 
ترمب، رئيس الدولة العظمى الوحيدة في عالم اليوم، يسيء إلى بلده، بقرارات شاذة، فقد ألغى إجراءات حماية البيئة العالمية، وانسحب من اتفاق باريس الذي يشكل إجماع دول العالم على حماية الكرة الأرضية، وهو يهدد بإشعال حرب عالمية ثالثة من خلال علاقته مع نده الكوري الشمالي، وحرب إقليمية في الشرق الأوسط من خلال إسقاط الاتفاق النووي الذي عقده العالم مع إيران، ولم يسلم الشعب الأميركي من قراراته في محاولة إسقاط التأمين الصحي الشامل الذي وضعته إدارة أوباما.
 
أميركا في عهد ترمب لا تلتزم بالمعاهدات الدولية، ويحكمها رئيس لا يثق به العالم، وكانت قبله دول عظمى.