Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    14-Oct-2019

''كتارا'' تنطلق في دورةٍ خامسة: 1850 مُشارَكة لنيل ''جائزة كلّ العرب''

النهار - نشاء البداية بمقدّمة من أجواء الرواية وإبداع الحبر، لكن لا حيل، فالفارق بين حرارة الخارج وصقيع المكيفات، يبدّد احتمال التفكير ببدايات مغايرة.

دورة خامسة من جائزة #كتارا للرواية العربية تنطلق في الدوحة، حيث وهج الحرّ واحتراق الهواء. يشيد مقيمون في العاصمة القطرية، بـ"الطقس الذي تحسّن"، فقد كان، وفق الوصف، "جهنمياً لا يُحتمل". المشهد في عزّ تناقضاته، بين لهيب خارجيّ والقاعة المخصّصة لإعلان بدء الدورة الخامسة حيث المكيّف يمارس سُلطةً على البشر. يكتمل الحضور، الحادية عشرة قبل ظهر اليوم الأحد، فتنطلق فاعليات الجائزة بالفئات الخمس: الروايات العربية المنشورة، الروايات العربية غير المنشورة، الدراسات النقدية غير المنشورة، روايات الفتيان غير المنشورة، الرواية القطرية المنشورة، وهي فئة حديثة أُضيفت في الدورة الخامسة.

 
السيارات الالكترونية تجوب شوارع الحيّ الثقافي في كتارا، خارقة سكينتها في عزّ الظهيرة. الداخل هو الصخب. إعلاميون وكاميرات وتحضيرات لإطلاق دورة جديدة من علامة أدبية تثبت موقعاً وحضوراً في المشهد الثقافي، شعارها "جائزة كلّ العرب". 1850 مُشارَكة، بين رواية ودراسة عربية، تقدّمت للمنافسة على الجائزة هذه السنة. يُفاخر القيّمون عليها بالرقم، ويتحدّثون عن "زيادة غير مسبوقة عن الدورات السابقة". خمسة أعوام من العطاء، كما يحلو لـ"كتارا" الوصف، وفي وقفة مع الأرقام، فقد توّجت هذا العطاء 612 مُشارَكة لفئة الروايات المنشورة، و999 مُشارَكة لفئة الروايات غير المنشورة، إلى 147 مُشارَكة لفئة روايات الفتيان غير المنشورة، و77 مُشارَكة لفئة الدراسات غير المنشورة، إضافة إلى 15 رواية قطرية منشورة. يسيل الحبر وتتبارى الأقلام، من مصر والسودان، إلى المغرب العربي وبلاد الشام والعراق، تسرد حكايات وتُقارب الحياة من محطّات وزوايا، فتصبّ جميعها في قطر، ليعزّز الملتقى الأدبي في حيّ كتارا مكان الرواية، وتكتسب الجائزة لواء الريادة على مشهد الإبداع العربي.
 
يعتلي المدير العام للحيّ الثقافي- كتارا، خالد بن إبرهيم السليطي المسرح أمام الحضور والكاميرات. يهمّه التأكيد على "الالتزام التام بقيم الاستقلالية والشفافية والنزاهة في كلّ مراحل الجائزة، من فتح باب الترشيحات، إلى لجنة التحكيم وإعلان الفائزين". موعد النتائج، الثلثاء، الثامنة مساء في دار الأوبرا. ومن الآن لحينها، نشاطات وندوات وعرض مسرحيات.
 
التبريد في أقصاه، ومَن تراسلكم بالمشهد والكلمات، تتجمّد على المقعد. يُكمل السليطي التحدّث عن رسوخ كتارا في المعادلة الثقافية عاماً بعد عام، متمنياً التوفيق للمُشاركين، "ومَن لم يحالفه الحظّ، فليجعل المحاولة سبباً لمواصلة الكتابة، فلكلّ مجتهد نصيب، وأوقات طيّبة للجميع".
 
مبادرتان ثقافيتان تعلن عنهما الدورة الخامسة: مجلة فصلية علمية تُعنى بالرواية والنقد والدراسات، تصدر مطلع السنة المقبلة، تخاطب جمهوراً أكاديمياً متخصّصاً، بأقلام باحثين وأساتذة وخبراء، ومشروع مختبر كتارا للرواية العربية، يدعم كتّاباً شباباً من القطريين والمقيمين، فيحتضن نتاجهم، ويمدّ اليد لوصولهم إلى النضج، وتطوير مساحات الإبداع والوعي.
 
وقفة مع جائزة "درع الضاد"، وليدة "كتارا" منذ الدورة الفائتة. في التعريف عنها، هي "مشروع وطني لتكريم شخصيات قطرية فاعلة في تطوير اللغة العربية ودعمها". يتسلّم الدكتور محمد عبدالرحيم كافود الدرع من السليطي. يعرّف عنه بـ"أحد أعلام العلم والثقافة"، قبل أن يترك شرح السيرة والمسيرة لشريط مُصوَّر. يصعد الفائز لإلقاء كلمة شكر، فتمتدّ إلى ما يشبه إلقاء المحاضرة. تحدّث صاحب رتبة الشرف الأولى من جامعة الأزهر، عن أطروحته "النقد الأدبي الحديث في الخليج العربي"، عن اللغة في اعتبارها هوية الأمّة. يرى قصوراً في اهتمام الأنظمة بها، ويعزو أصل الركاكة في النصوص إلى النشأة التعليمية، فلا يتحمّل الطالب وحده المسؤولية". يطيل ويفيض، وبعد الإطالة والاستفاضة، جولة في معرض تكريميّ للروائي التونسي محمود المسعدي، ثم ندوة عن "الكتابة المختلفة في أدبه بين تعدّد المرجعيات وتفاعل الأجناس"، انتهت قبل تجمُّد العروق ويباس المزاج. سُلطة المكيّف على البشر.