الغد-هآرتس
بقلم: عوزي برعام
نتنياهو يتعافى. يمكن الاختلاف حول هذا الأمر للمدى البعيد، لكن الآن هذه هي صورة الوضع. حسب رأيي، من أجل النضال ضد خطره المتزايد يجب الاعتراف بالحقائق الموجودة الآن أمامنا بعد تصفية حسن نصر الله. محظور النسيان بأن نتنياهو قال إن من لا يفهم بالقوة فسيفهم بمزيد من القوة. وهكذا فإن حزب الله فهم ذلك بالصورة الأكثر قسوة.
إن الإضرار الكبير بقوة حزب الله العسكرية تعتبر إنجازا يجب عدم التعامل معه بتشكك. الحزب هو عدو أيديولوجي يريد محو إسرائيل. حسن نصر الله نفسه كان ممثلا لهذا التهديد عندما وقف على رأس منظمة عسكرية، التي لم نتمكن من هزيمتها. من هنا فإن نتنياهو مسموح له التصفيق للأيام العشرة الفظيعة بالنسبة للتنظيم ومواطني إسرائيل الذين يمكنهم تنفس الصعداء.
محظور الخطأ الوقوع بوهم أننا حتى في الطريق لهزيمة كل الأعداء الذين هم من المتعصبين، ولا يتأثرون بتغيير مؤقت في ميزان القوى. من السهل علينا التصرف كمن يشاهدون سراب – واحة في الصحراء تضمن الهدوء والأمان، ولكن كلما اقتربت منها هي تبتعد عنك.
لا يوجد سراب في الأمور السياسية. نتنياهو عزز قوته البرلمانية عند انضمام جدعون ساعر للحكومة المتعفنة. ولكن هذا ليس فيه أي تعزيز سياسي، لأن المقاعد المعدومة التي يجنيها ساعر من خلال سلوكه المتعرج لن تشكل أي إسهام حقيقي.
الاستطلاعات التي نشرت بعد النجاح العسكري تشير إلى أن الليكود، كحزب، يزيد من قوته فقط على حساب الشركاء المتطرفين، سموتريتش وبن غفير. هذا ليس غريبا، لأن ماي غولان وشلومو كرعي يمثلانهم بشكل صحيح في الليكود.
مصير الـ101مخطوف ليس فقط صراعا مع قيادة منغلقة القلب تجاه عائلات المخطوفين، بل هذا صراع بين روح إسرائيل الأخلاقية وبين روح الإيمان التي تبحث عن الدعم في أوساط الذين يعملون على المس بالقيم الأساسية التي مكنتنا من العيش معا.
إن ما يحدث في الساحة العسكرية سيؤثر على الوضع في الساحة السياسية. واضح أن الإدارة الأميركية تخشى الحرب الشاملة. فهي لا تريدها في الأوقات العادية، وبالأحرى في فترة الانتخابات. في هذه الأثناء لا يظهر أي فائز واحد في الانتخابات القريبة هناك. ولكن إذا قام نتنياهو بخيانة كلمة الإدارة الأميركية فإن دونالد ترامب يمكن أن يصوره مثل نمر من ورق، يدفع بالولايات المتحدة إلى الحرب الشاملة.
من يتم تصويره مثل نمر من ورق أمام الولايات المتحدة فإنه قد يجد نفسه أمام إدارة تقدر على محاسبة إسرائيل على كل الأكاذيب أثناء فترة الحرب. أيضا فوز ترامب لا يبشر باستعداد الإدارة الأميركية للتجند من أجل اتخاذ قرارات عسكرية. الولايات المتحدة هي الدولة العظمى الوحيدة التي تقف إلى جانب إسرائيل، لا يوجد لها بديل آخر. لذلك يجب عليها أن تعتبر التعاون معها مصلحة عليا لدولة إسرائيل.
أي انجاز سياسي لن يغير وضعنا الموضوعي. الوضع الاقتصادي يحتاج إلى وزير مالية حقيقي وليس وزير مالية يؤمن بأن اليسار العالمي أعلن الحرب علينا، وأن شركة التصنيف الائتماني "موديس" هي ممثلته المباشرة.
بقي لنا أن نأمل بتسوية إقليمية مع الدول العربية المعتدلة وعلى رأسها السعودية. هذا لا يعتبر أملا عبثيا، بل هو يحتاج إلى تغيير شامل في موقف إسرائيل حول القضية الفلسطينية.