Saturday 27th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    05-Jul-2018

الجولة الرابعة من المفاوضات مع الروس تنتهي بفشلٍ... وإصرار أردني على التهدئة المعارضة السورية تقترح انتشاراً عسكرياً أردنياً – روسياً في درعا وإدارة مدنية بإشراف روسي على معبر نصيب

 هبة محمد

دمشق – «القدس العربي»: قال إبراهيم الجباوي المتحدث باسم المعارضة السورية المسلحة في اتصال مع «القدس العربي» إن جولة المفاوضات الرابعة مع الروس في منطقة بصرى الشام في الجنوب فشلت في التوصل لأي اتفاق مع الجانب الروسي الذي يصر على تسليم الأسلحة الثقيلة دفعة واحدة وليس تدريجياً كما تطالب المعارضة بعد عودة عشرات الآلاف من النازحين السوريين. وكان مسلحو المعارضة قد بدأوا جولة أخيرة من المحادثات أمس حيث أعدوا رداً على سلسلة من المطالب التي قدمها ضباط روس وتشمل تسليم الأسلحة الثقيلة وإعادة سلطة الدولة على بلدات في محافظة درعا لا تزال تحت سيطرة المعارضة.
وقال متحدث آخر باسم المعارضة المسلحة إن المحادثات بين وفدها والضباط الروس فشلت أمس الأربعاء في التوصل إلى اتفاق لإنهاء القتال في جنوب سوريا وإعادة سلطة الدولة على ما تبقى من البلدات تحت سيطرة المعارضة. وفي تصريح لرويترز قال أبو الشيماء المتحدث باسم غرفة العمليات المركزية في الجنوب التي تمثل فصائل الجيش السوري الحر الرئيسية التي تتفاوض مع الروس «المفاوضات مع العدو الروسي في بصرى الشام فشلت بسب إصرارهم على تسليم السلاح الثقيل».
وتكثفت المقترحات الدولية من العواصم المعنية بالشأن السوري، والرامية إلى تحقيق حل سياسي ينهي الأزمة الإنسانية ويوقف الهجمة الشرسة التي يشنها الحلف الثلاثي «الروسيا – الإيراني – السوري» على المنطقة الجنوبية من سوريا، تزامناً مع اقتراح المعارضة السورية تدخلًا مباشرًا لقوة عسكرية أردنية ومطالبتها بانتشارها في المنطقة بشراكة روسية، كحل بديل عن تسليم البلدات لقوات النظام السوري وعودة سطوة النظام على محافظتي درعا والقنيطرة، مع ترشيح لجنة المفاوضات العسكرية تسليم معبر نصيب مع الأردن لإدارة مدنية بمعزل عن أي تواجد عسكري للنظام او فصائل الجيش الحر، وذلك بإشراف روسي كامل، وتشكيل الفيلق الخامس من أبناء الجنوب أو ما رمزت له المعارضة بـ «قوى حماية داخلية» بقيادة وقوام فصائل الجيش الحر تحت إشراف روسي.
 
الجباوي: ضمانة أردنية
 
في تلك الأثناء أبلغ وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي روسيا أمس إصرار الأردن على أن الحوار السياسي ووقف إطلاق النار من الأولويات في جنوبي سوريا الذي قد يشهد كارثة إنسانية وهو مثير لقلق بالغ، اتى ذلك عقب محادثات اجراها في موسكو مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، فيما رد الأخير بأن موسكو تأمل أن تشهد قمة بوتين وترامب ما وصفه بالحوار الصريح بشأن جميع القضايا التي تؤثر سلباً في العلاقات الأمريكية الروسية، مشيراً إلى مناقشة كل القضايا المتعلقة في سوريا في القمة المقرر أن يعقدها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب في السادس عشر من تموز/يوليو.
وبينما يضغط الجانب الروسي من أجل استسلام المعارضة، أوضح المتحدث الرسمي باسم غرفة العمليات المركزية في الجنوب العميد إبراهيم الجباوي ان اللجنة المفاوضة المؤلفة من 12 شخصية عسكرية ردت يوم الأربعاء خلال الجولة الرابعة من المفاوضات على مقترحات الجانب الروسي، كان مرجحاً ان تكون الجلسة الرابعة هي الأخيرة.
وقال ان لجنة المفاوضات المسؤولة عن المنطقة الجنوبية «درعا والقنيطرة» اقترحت في عريضتها انتشار قوة عسكرية أردنية مع الشرطة الروسية في المنطقة، رافضة دخول قوات النظام والميليشيات المساندة لها، او اجهزة الامن السوري إلى القرى والمناطق المحررة.
وقال «نحن نقترح حماية أردينة في المنطقة الجنوبية وان تكون القوى الاردنية هي الضامن في المناطق المحررة، على ان تنتشر في المحافظتين الجنوبيتين بشراكة روسية بدلاً عن قوات النظام، وهذا ما سيتضح حال انتهاء المفاوضات مع الجانب الروسي وتقدم المقترحات ذاتها إلى الجانب الأردني». كما اقترحت اللجنة تشكيل «قوى حماية داخلية» من فصائل الجيش الحر وتحت قيادته بإشراف روسي، ضمانة لحماية أمن وأمان المناطق المحررة من أي خروقات أو محاولة غدر النظام.
 
المسالمة: تخفيف الشروط
 
إضافة إلى ان لجنة المفاوضات رفضت خيار تهجير المقاتلين، الذين سيكونون أمام خيارين، إما القبول بالانخراط تحت قيادة «قوى الحماية الداخلية» المعروف بأنها تابعة للفيلق الخامس الذي شكلته روسيا نهاية عام 2016، او الخروج إلى اي منطقة يرغبون فيها بدون قيود.
وحول إدارة معبر نصيب قال العميد الجباوي إن لجنة المفاوضات العسكرية اقترحت تسليم مسؤولية المعبر لإدارة مدنية مجردة من السلاح، بإشراف وحماية روسية كاملة، مشيراً إلى ان الإدارة المدنية سيتبع قسم منها للمعارضة وقسم منها للنظام، ويتم الاتفاق على آلية العمل وباقي التفاصيل فيما يلي تطبيق البنود الأساسية حول وقف اطلاق النار.
المنسق العام لفريق إدارة الأزمة المحامي عدنان المسالمة أوضح في اتصال مع «القدس العربي» أن عودة فريق الأزمة إلى طاولة المفاوضات جاء بعد قبول الجانب الروسي تخفيف الشروط التعجيزية المطروحة وإعادة مناقشتها، وقال المسالمة «بعد ان توقفت المفاوضات بسبب الشروط الروسية المجحفة تم فتح الباب من جديد بناء على طلب مناقشة بعض البنود وتعديلها، ووافق الروس على المبدأ بعد ان رفضت فصائل الجيش الحر الرد على أي من تلك الشروط الا بعد بحث تعديل الشروط».
وأضاف أنه «تم التوافق على لجنة عسكرية مفاوضة تقود عملية المباحثات عن الجنوب على ان يتم ذلك في بصرى الشام» وأعرب المتحدث عن أمله في التوصل إلى نتائج «تخفف من الشروط التعجيزية من اجل التوصل إلى حل سياسي يخفف الأعباء على النازحين ويحقن الدماء».
وعلى ضوء الوقائع في المنطقة التي يشهدها جنوبي سوريا رأى المعارض السوري ميشيل كيلو، ان ما يجري في درعا هو عملية احتواء آنية للمعارضة، باعتبارهم مجموعة عصاة خارجين عن القانون، سوف يأخذ سلاحهم بداية، ثم يقتلهم واحداً واحداً، لا ابناء ثورة تحمل قيماً ومبادئ، فالنظام دخل الجنوب السوري، وفق معادلة «من هنا بدأت الفتنة وهنا ستدفن»، ومن هذا المنطلق، يرى كيلو أن من سيصالح الأسد سيدفع الثمن ذاته الذي سيدفعه الثابت على موقفه الثوري».
 
كيلو: يحاولون قتل الثورة
 
وقال في تسجيلات صوتية على وسائل التواصل الاجتماعي: نحن اليوم بمرحلة «غالب ومغلوب»، لذلك لا يقوم أحدكم بإيهام نفسه، بأن النظام السوري يريد الحصول على مصالحة شاملة، ابناء الجنوب السوري اليوم، وغداً في شمال البلاد، لا تظنوا أن مصالحة النظام ستجلب لكم القيمة. ويرى المعارض السوري، أن دخول قوات المعارضة بالفيلق الخامس- اقتحام، المشكل من قبل روسيا، هو التحول لقتال الثورة السورية بأمر من الروس، وأن الفيلق الخامس، هو لفتك الأعراض لا لحمايتها.
الطريقة التي يتم التفاوض فيها مع النظام بكل الحالات، ومن يذهب للمفاوضات يسير لانهاء مرحلة من الصراع المسلح، يترتب عليها الوصول إلى تهدئة، غالباً بحجة المحافظة على السكان والأعراض والأملاك، وهذا السيناريو تكرر كثيراً، لكن فعلياً، الطرق التي يتم فيها التفاهم لانهاء العمليات المسلحة، لم تؤد للحفاظ على الأهالي، بل استخدمت ورقة الأهالي، كذريعة لإبرام الاتفاقات، ومن فاوض لم يحقق الهدف الذي دخل من أجله عملية التفاوض.
 
المقداد: مسرحيات
 
أما المحلل السياسي والعسكري السوري خليل المقداد، فذهب إلى ان ما يجري في الجنوب السوري اليوم، مجرد مسرحيات مكشوفة، وتطبيق لمخرجات اتفاق أستانة، وسط مؤامرات لتسليم درعا مجدداً لسطوة النظام العسكرية. مضيفاً ان العملية الحالية، تقضي بتسليم المناطق المحررة للنظام السوري، وما يدار حالياً، مجرد تجميل لمشهد الاستسلام، عبر الادعاء بتسليم المناطق للقوات الروسية، دون النظام السوري، مع علم الجميع بما فعلته روسيا ولا زالت بالسوريين.
المقداد، أضاف: «حالياً في الجنوب يتم تطبيق نتائج الاتفاق السري، بعد زيارة خالد المحاميد عضو الهيئة العليا للمفاوضات، للعاصمة دمشق، والتقائه بقيادات من الأفرع الأمنية للنظام السوري»، وأردف، أن جميع المنابر السياسية من «جنيف وأستانة وفيينا، والرياض2»، جولات خيانة لثورة السوريين، وفق قوله.