Saturday 27th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Dec-2019

قمع إيران الدامي للاحتجاجات كان رداً على إدارة ترامب

 الغد-هيئة التحرير – (الواشنطن بوست) 6/12/2019

ترجمة: علاء الدين أبو زينة
 
إذا كانت أهداف الرئيس ترامب، كما يقول، هي إجبار إيران على إعادة التفاوض بشأن الصفقة النووية التي قام بإلغائها، ومنع الجمهورية من المزيد من العدوان على جيرانها، فإن حملة “الضغط الأقصى” التي تشنها إدارته ضد الجمهورية الإسلامية لا تحقق النجاح.
 
* *
في الآونة الأخيرة، كانت إدارة ترامب تستشهد بالموجة الهائلة من الاحتجاجات التي انطلقت في إيران مؤخراً كدليل على أن إستراتيجية “الضغط الأقصى” التي تمارسها ضد الجمهورية الإسلامية تحقق النجاح. وقد يكون هذا صحيحاً بأحد المعاني. فقد شكلت العقوبات المفروضة على صادرات النفط الإيرانية سبباً في إجبار النظام على رفع أسعار البنزين بنسبة 50 في المائة أو أكثر يوم 15 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وهو ما أثار، بدوره، حسب رواية الحكومة نفسها، مظاهرات شارك فيها ما يصل إلى 200.000 شخص في 29 من أصل 31 محافظة في البلاد، بما في ذلك شن هجمات على 50 قاعدة عسكرية. وقد يكون هذا أكبر تمرد شعبي يشهده البلد منذ الإطاحة بالشاه قبل 40 عاماً.
وردّ النظام على الاحتجاجات الشعبية بحملة قمع وحشية لا هوادة فيها. وقامت قوات الحرس الثوري الإسلامي بإطلاق النار على المتظاهرين، في حالة واحدة على الأقل، بنيران الرشاشات. ووفقاً لمنظمة العفو الدولية، “أمنيستي”، قُتل ما لا يقل عن 208 أشخاص من المحتجين في أقل من أسبوع، وقد يكون الرقم الحقيقي أعلى من ذلك بكثير. وتدعي إدارة ترامب أنه يمكن أن يكون قد وصل إلى أكثر من 1.000 ضحية.
يرجح أن تكون المذبحة قد نتجت عن اقتناع النظام الإيراني بالحاجة إلى إثبات أنه ليس ضعيفاً إلى حد الانهيار. وقال تقرير أصدرته الأسبوع الماضي مجموعة الأزمات الدولية: “اعتقد المسؤولون الإيرانيون… أن السرعة التي تمكنوا بها من تهدئة الشوارع، بغض النظر عن التكلفة، يجب أن تُظهر لواشنطن أنهم ما يزالون يحتفظون بالسيطرة الكاملة”. ويبقى أن نرى ما إذا كانت الحكومة قد تمكنت من إخماد الاضطرابات تماماً -حيث ظهرت تقارير عن قيام احتجاجات جديدة في الأيام الأخيرة- وإذا كان الأمر كذلك، فإلى متى.
ولكن، إذا كانت أهداف الرئيس ترامب، كما يقول، هي إجبار إيران على إعادة التفاوض بشأن الصفقة النووية التي قام بإلغائها، ومنع الجمهورية من المزيد من العدوان على جيرانها، فإن حملة “الضغط الأقصى” لا تحقق النجاح. ويقول تقرير مجموعة الأزمات الدولية أن من الممكن أن يكون النظام، على الرغم من خطابه، قد تعرض لهزة قوية بفعل الاحتجاجات إلى درجة أنه سيبحث عن طريقة للتسوية مع الولايات المتحدة. وإذا كان الأمر كذلك، فإن هناك طريقاً مفتوحاً مسبقاً: في وقت سابق من هذا العام، بدا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قريباً من إقناع السيد ترامب، وإن لم يكن المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، بدراسة اتفاق تستأنف بموجبه إيران مراعاة شروط الاتفاق النووي والموافقة على إعادة التفاوض بشأن بعض شروطه في مقابل تخفيف للعقوبات.
ولكن، من المحتمل بنفس المقدار على الأقل أن تسعى طهران إلى استعادة نفوذها بمزيد من العدوان الخارجي، مثل الهجوم المدمر الذي شنته في أيلول (سبتمبر) على منشآت النفط السعودية. وفي مقابلة في أواخر الشهر الماضي مع صحيفة “نيويورك تايمز”، قال القائد الأعلى للقوات الأميركية في الشرق الأوسط، الجنرال كينيث ف. ماكنزي، إنه “من الممكن للغاية” أن تضرب إيران مرة أخرى “لإحداث تصدعات في حملة (الضغط الأقصى الأميركية)”، على الرغم من نشر 14.000 جندي أميركي إضافي في منطقة الخليج الفارسي في الأشهر الأخيرة.
من الواضح أن المتشددين في الإدارة، مثل وزير الخارجية مايك بومبو، يأملون في أن تكون الاحتجاجات علامة على أن الضغط الأميركي سيؤدي إلى إشعال ثورة وإلى تغيير النظام في طهران. وعلى الرغم من أن ذلك قد يكون نتيجة مرغوبة، إلا أن التاريخ، وكذلك الأحداث التي وقعت في الشهر الماضي، تشير إلى أن هذه النتائج ما تزال غير مرجحة. وسوف تكون الإدارة أكثر حكمة إذا هي استغلت هذه اللحظة من الضعف الإيراني لعرض مسار للتراجع عن التصعيد وخفض التوترات.
*نشرت هذه الافتتاحية تحت عنوان: Iran’s bloody repression of protests was an answer to the Trump administration