Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    09-Jul-2018

نحن وإيران مجدداً!! - صالح القلاب

الراي - المفترض أنه لا خلاف على أن إيران هي وراء الاستعصاء الحكومي، في العراق ولبنان، وأنها وراء توترات هذه المنطقة كلها وهنا فلعلَّ ما لانقاش فيه ولا جدال حوله هو أنَّ روسيا هي التي شجعت ولا تزال تشجع الإيرانيين على كل هذا الذي يفعلونه وعلى اعتبارأنها بحاجة إلى هذا: "الولد المشاغب" كي تستعيد مكانة

الإتحاد السوفياتي في تلك الفترة الغابرة عندما كان يبسط نفوذه في أهم دول الشرق الأوسط وفي مقدمتها مصرالناصرية التي كانت عملياًّ وإن بحدود معينة تتحكم بجزء من البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر وبالطبع بقناة السويس وصولاً إلى باب المندب.
لقد كان الإتحاد السوفياتي مقبولاً في المنطقة شعبياًّ وأيضا رسمياًّ بحدود معينة رغم تبنيه لأنظمة "الطرزانية"ومن بينها نظام معمر القذافي وبعض أنظمة سورية المتعاقبة لكنه وفي كل الأحوال ما كان يفعل كل هذه الأفعال التي تفعلها موسكو الآن ولا كل هذه النزوات التي يرتكبها فلاديمير بوتين ومن بينها احتضانه لنظام ظلامي أفقر إيران والشعب الإيراني وبات يتدخل في كل صغيرة وكبيرة في هذه المنطقة والدليل هو أنه وراء كل هذا الإستعصاء الحكومي في العراق ولبنان وأنه عملياًّ ومعه الإخوان المسلمون وراء الإنقسام الفلسطيني وإقامة دولة غزة "المُلْتحية" هذه التي يسعى الإسرائيليون لأن تكون الدولة الفلسطينية المنشودة.
ما هي حاجة الشعب الإيراني، الذي بات يترنح تحت وطأة إنهيار إقتصادي موجع بالفعل،في أنْ يكون على رأس الحكومة العراقية المنشودة نوري المالكي أمْ هادي العامري وليس حيدر العبادي أو إياد علاوي؟ أوْ أن تكون مرجعية الحكومة اللبنانية المتعثرة قصر بعبدا أو ضاحية بيروت الجنوبية؟ ثم هل يعقل يا ترى أن تكون إطلالة إيران على هذه المنطقة من خلال قاسم سليماني وليس على الأقل من خلال عطا االله مهاجراني..أو خاتمي أو أيٍّ من المعممين وغير المعممين ممن فرضت عليهم إلإقامة الإجبارية في بيوتهم، والتي غدت زنازين مظلمة منذ سنوات بعيدة !!.
هل الشعب الإيراني، الذي أصبحت غالبيته تتضور جوعاً وأصبح أبناؤه نعوشاً طائرة عائدة من سورية ومن العراق ومن اليمن وأيضاً من لبيبا، بحاجة إلى حسن نصراالله، الذي يطلق على نفسه إسم: "سيد المقاومة" وبحاجة إلى عبدالملك الحوثي وإلى نوري المالكي وهادي العامري وأيضاًوأيضاً إلى بشار الأسد الذي بات يشكل عبئاً ثقيلاً على إيران وحتى على طائفته العلوية وعلى بوتين وسيرغي لافروف.. وعلى نفسه؟!.
أليس المفترض يا ترى أن تكون إيران مرجعية عقلانية لهذه المنطقة كلها متكئة على تراث حضاري هائل أغناه الإسلام العظيم بقيمه النبيلة المتسامحة؟ ألمْ يكن أفضل للشعب الإيراني الشقيق.. نعم الشقيق بدل كل هذه الحروب والويلات التي أقحمه حكامه في نيرانها ومآسيها أن تكون إطلالته على أشقائه العرب إطلالة حضارية وإطلالة رفاه إقتصادي وليس هذه الإطلالة المرعبة التي تسببت في كل هذه الحروب المدمرة وكل هذه النعوش العائدة من دول من المفترض أنها شقيقة وليس بين شعوبها والشعب الإيراني العظيم حقاًّ وفعلاً إلا الخير وإلا قيم المحبة والتعاون في المجالات كلها وعلى الأقل كما هو قائم ومعمول به بين الدول والشعوب الأوروبية.