Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    30-Jan-2018

أميركا لا تستطيع إنهاء الاونروا.. - فيصل ملكاوي

 الراي - أهم نفاط ضعف التهديد الاميركي بوقف المساعدات الى الاونروا ان هذه التهديدات تاخذ الطابع المالي، وهو ليس التمويل الضخم بل يقع في حدود الممكن، ويمكن تعويضه من الدول العربية والاسلامية والمجتمع الدولي، بل ويمكن ان يكون هناك فائض في موازنة وكالة الاونروا لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينين، بمجرد ان تبقى الارادة قائمة ازاء هذه الوكالة التي قامت وفقا لقرار اممي من الجمعية العامة للامم المتحدة في العام ال 1949 بعد النكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني جراء الاحتلال الاسرائيلي الذي وقع في العام 1948 والذي صدر فيه القرار الاممي رقم 194 الذي يثبت حق اللاجئين الفلسطينيين في (العودة والتعويض ).

 
كما ان الحجج الواهية التي تحاول الولايات المتحدة الاميركية واسرائيل سوقها وبالاخص اليمين في كلا الجانبين، في سبيل اجهاض هذه الوكالة، مثل التساؤل المدحوض لماذا يكون للاجئين الفلسطينيين وكالة لوحدهم؟! الجواب بمنتهى الوضوح لانه لم يتعرض شعب على وجه الارض مثل ما تعرض له الشعب الفلسطيني من احتلال احلالي وعنصري بغيض مارس كافة الجرائم من القتل  ولتهجير وهدم البيوت والمدن والقرى وطرد اهلها وملاحقتهم في سياسة واجراءات ممنهجة لمحاولة تكريس اغتصاب ارضهم و محو هويتهم وإلغاء قضيتهم العادلة بكل اساليب البطش والعدوان.
 
باتت وكالة الاونروا فضلا عما تقدمه من خدمات جليلة انسانية وتعليمية وصحية وفي كافة نواحي الحياة في مناطق عملها الخمسة، باتت تشكل اضافة الى كل تلك الابعاد تعبيرا قانونيا وشاهدا على قضية كرامة وحقوق اللاجئيين اذ ان لدى هذه الوكالة الاممية، قصص وارشيف يوثق كافة التفاصيل المتعلقة بقضية اللاجئين الفلسطينيين من الفها الى يائها، ومنذ اليوم الاول للنكبة حتى هذا اليوم وفي المستقبل ايضا.
 
وفي الحقيقة فان التهديد بانهاء الاونروا عن طريق افراغ موازنتها، فيه مخاطر كبيرة ليست على اللاجئيين الفلسطينين وحسب، بل في ذلك سؤال المسؤولية بعد ذلك عن اكثر من خمسة ملايين لاجي فلسطيني وما هي التداعيات التي سيتحلمها الجميع عن المخاطر في هذا الاتجاه، وما هو موقف المجتمع الدولي الذي اخذ على عاتقه قبل سبعة عقود اخذ هذه المسؤولية الى حين احلال السلام ومعالجة قضية اللاجئين وفق القرار 194 بشمولية وعدالة بما يضمن حق العودة والتعويض ثم ان كل مرجيعات السلام بما فيها مبادرة السلام العربية والاتفاقات الموقعة والقرارات الدولية ذات الصلة بالصراع العربي الاسرائيلي تضع قضية اللاجئيين احدى قضايا الوضع النهائي في سياق البحث عن الحل الشامل والعادل وانهاء الصراع الذي سببه الاول والاخير الاحتلال الاسرائيلي.
 
دولة صغيرة لكنها منصفة مثل بلجيكا وفي اشارة اخلاقية وسياسية وقانونية رفيعة، اعلنت منذ فترة انها قررت دفع نحو 23 مليون دولار لموازنة الاونروا لادامة العمل الحيوي لهذه الوكالة، وهذه الخطوة يمكن ان تتبعها خطوات كثيرة مماثلة وربما اكبر، خلال الفترة المقبلة ازاء مهمة الوكالة السامية التي فيها مصلحة عالمية ايضا في سياق ان حل الصراع برمته يمثل هذه المصلحة ولاسيما ان المجتمع الدولي اثبت خلال تصويته في الامم المتحدة ب 128 دولة لصالح قضية القدس والحفاظ على مرجيعات السلام وحل الدولتين وكذلك في مجلس الامن باجماع 14 دولة من اصل 15 نظرا للفيتو الاميركي، وكل هذه المواقف القوية التي تكاتفت للحافظ على مرجيعات السلام يمكن ان تترجم ماليا للايفاء بما يمكن ان تقطعه الولايات المتحدة من اسهام مالي لهذه الوكالة اذ لا يستطيع طرف واحد انهاء هذه الوكالة فمفاتيح ابواب الاونروا عهدة لدى المجتمع الدولي منذ سبعين عاما تغلقها فقط في حالة انهاء الصراع بحل عادل وشامل ينهي الاحتلال الاسرائيلي ويعيد للشعب الفلسطيني حقوقه كافة.