Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    04-Jul-2022

لا تختلف عن حكومة نتنياهو

 الغد-هآرتس

جدعون ليفي 3/7/2022
رجل حماية من الشاباك، مع عضلات ومسلح، وقف فجر أول من أمس على مدخل الشارع الضيق الذي يفصل بين الحائط الخلفي لمنزل يئير لبيد في رمات افيف ج وبين معسكر الدولفين التابع لسلاح البحرية. من وراء الحاجز المرتجل منع رجل الحراسة المرور، ومسار العدو الصباحي البطيء لي اعيق بدرجة كبيرة. هذا حدث بعد بضع ساعات من تحول لبيد الى رئيس الحكومة الـ 14 في إسرائيل. وهذا كان التغيير الأول الذي شعرت به، حتى لو كان ليس بالضرورة سار.
في الحقيقة أنا أشعر بالرغبة في تهنئة لبيد من أعماق قلبي على هذا التعيين. وشعوري بأن هناك شيئا جديدا يحدث. التفكير بأنه يوجد مستقبل وأمل. التفكير بأن رئيس حكومة، مدني وصحفي جاء من مكان مختلف عن جميع أسلافه، سيحدث التغيير المأمول في حكومة التغيير التي ضلت الطريق، هذا إذا كانت لها طريق. هذا في نهاية المطاف يمكن أن يكون جيد لنا جميعا، خاصة في أحد الأوقات الصعبة للدولة التي علقت تماما. أمل في التغيير. حماسة من أجل التنوير. لكن عندها جاء رجل الحراسة المسلح وقطع الطريق التي أعدو فيها منذ سنوات.
حتى دون الطريق المسدود والقدر الكبير من حسن النية، يصعب تقدير التوقعات من لبيد. الاشارة الأولى جاءت على الفور. ففي هذا الأسبوع سيسافر من أجل الالتقاء مع الرئيس الفرنسي. ما هي ومن هي فرنسا؟ هل هذا هو الأمر الأكثر الحاحا على رئيس حكومة توجد له اربعة أشهر من أجل رسم اتجاه للتغيير؟. وسائل الإعلام التي تدلل لبيد ستذوي، وحتى أنها بدأت في ذلك: ها هو ينتقل إلى الشقة المحصنة في بلفور. كم هذا مثير. أيضا العالم سيتلاشى، أخيرا لم يعد نتنياهو موجودا. ولكن في أساس هذه الأمور هناك شيء لن يتغير. ففي إسرائيل يوجد رئيس حكومة يميني يحل محل رئيس حكومة آخر، الأول يسمونه يمين والثاني يسمونه وسط، وكلاهما يمين عميق وقومي متطرف. ألن يخضع لبيد للجيش ولن ينفذ ما يريده؟. ألم يكن لقاءه الأول في منصبه مع رئيس الشاباك من بين الجميع؟ وفوق كل ذلك، أليس لبيد مؤمن متعصب للتفوق اليهودي الذي يسمونه صهيونية ومؤمن بنتائجها التي يسمونها الدولة اليهودية، التي لا يمكنها أن تكون سوى دولة ابرتهايد؟. لبيد مع هذا. كم هو مؤيد لهذا، وحكومته ايضا.
فصل ممتع عن الفروقات الصغيرة الى درجة انعدامها بين حكومة نتنياهو “السيئة” وحكومة نفتالي بينيت “الجيدة”، وبالتأكيد حكومة لبيد، قدمته في نهاية الاسبوع الماضي من كانت تشغل منصب المستشارة السياسية المثيرة للانطباع لنفتالي بينيت، شمريت مئير. في مقابلة مع نداف ايال في “يديعوت احرونوت” كشفت الحقيقة المقلقة. لقد كانت حكومة بينيت لها نفس الاهداف ونفس طرق العمل مثل سابقتها.
شمريت مئير، “اليسارية” في المكتب، عددت انجازاتها وإنجازات رئيس حكومتها: كيف نجحوا في التأثير على واشنطن كي لا تشطب حرس الثورة الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية، فقط من أجل التخريب. مرة أخرى تخريب الاتفاق النووي مع إيران؛ وكيف تحايلوا على الولايات المتحدة من أجل بناء آلاف الوحدات السكنية في المستوطنات والتفاخر بذلك أيضا؛ وكيف نجحوا في الضغط على أميركا كي تتراجع عن نية إعادة فتح القنصلية الاميركية في شرقي القدس. منع الاتفاق مع ايران والبناء في المستوطنات وعدم فتح القنصلية الاميركية امام الفلسطينيين – ماذا يمكن أن يكون اكثر يمينية من ذلك. وأين الفرق، حتى لو القليل، بين أهداف حكومة نتنياهو و”نجاحات” حكومة بينيت.
إذا كان هذا يعتبر نجاحات بالنسبة للحكومة فحينها من الأفضل أن تفشل وقدر الامكان. إذا كانت هذه أيضا ستكون أهداف لبيد، وليس هناك سبب في أن لا يكون ذلك، فعندها يفضل أن يفشل هو ايضا في تحقيقها. في نهاية المطاف هذه الحكومة هي التي نقشت على رايتها الانشغال بالقضايا الصغيرة قدر الامكان، قانون المترو وغيره. وصرحت بأنها ستتجنب الأمور الكبيرة مثل المستوطنات وإيران. هذه الحكومة هي التي أعلنت أنها ليس فقط “ليس نتنياهو”، بل أيضا وسط وتغيير، لا هذا ولا ذاك.
في الحقيقة أنا أشعر بالرغبة في الاشادة بلبيد وتمني النجاح له، لكن الشعور بأن هناك احتمالية للتغيير غير موجود.