Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-Nov-2018

عودة الردع - عاموس هارئيل

 

هآرتس
 
الغد- ما بدأ كانذار نهائي مدو في ظهيرة يوم الخميس انتهى بالتفاف كامل ومخجل صباح أمس، وزراء البيت اليهودي عادوا إلى حضن رئيس الحكومة الدافئ وهم يجرون اذيالهم. بنيامين نتنياهو ربما فقد مؤخرا الردع أمام حماس وحزب الله، كما يدعي نفتالي بينيت نفسه، لكن أمام شركائه في الائتلاف ما يزال قويا أكثر مما كان في السابق. بينيت وزميلته في القائمة الوزيرة اييلت شكيد لا يبدو أنهما مقتنعين تماما بخطورة وفورية الاخطار الأمنية التي طرحها نتنياهو أول من أمس. ومع ذلك، فإن الائتلاف سيصمد في الوقت الحالي استنادا إلى اغلبية 61 عضو كنيست.
بينيت عرض أمس سيناريو بديل لطلبه الشديد بأن يحل محل افيغدور ليبرمان في وزارة الأمن. وقد ادعى هو وشكيد بأنهما يراقبان بأن الحكومة ستتبنى من الآن خطا أمنيا أكثر تشددا أمام اعداء إسرائيل. سنعيش ونرى. بالصورة التي وضع نفسه فيها من جديد تحت إمرة نتنياهو، الذي يظهر مرة اخرى كساحر سياسي يسبق اعداءه بخطوتين، مشكوك فيه أن بينيت أبقى في يديه قدرة مساومة سياسية. 
ربما داخل الازمة التي وجد نفسه فيها، اختار بينيت الانقضاض على المدعي العسكري، الجنرال شارون أوفيك. لقد قال وزير التعليم إن جنود الجيش يخافون من اوفيك أكثر من خوفهم من زعيم حماس يحيى السنوار. ليس فقط أنه لا يوجد أي أساس لهذه الاقوال، بل بينيت تجاوز هنا سياسته المعلنة بعدم مهاجمة ضباط الجيش الإسرائيلي بصورة شخصية. 
خطاب الـ "فقط لا انتخابات" لنتنياهو في وقت ذروة المشاهدة في التلفزيون أول من أمس حمل طابعا أمنيا واضحا. نتنياهو جمع المراسلين الإعلاميين الذين لم يتمكنوا من توجيه الأسئلة، في وزارة الأمن في تل ابيب، وتحدث عن اليوم الأول في منصبه كوزير للأمن، وانتقل فورا إلى نغمة مؤثرة بدرجة فريدة من ناحيته إلى تفصيل تاريخه القتالي: الخدمة في دورية هيئة الاركان، شقيقه البكر هو بطل عملية "عنتيبي"، وفي تلك المرة المعروفة أوشك على أن يقتل في عملية في قناة السويس.
الرسالة، كما شخصها بسرعة المحللون السياسيون، كانت واضحة. الاخطار الأمنية كبيرة، ليس معروفا إذا كان سقوط الحكومة الحالية لن يؤدي إلى سقوط اليمين في الانتخابات، والفشل (والكارثة الأمنية التي ستأتي في اعقابه) سيكون بسبب الوزير بينيت والوزيرة شكيد، اللذان بأنانيتهما يريدان حل الائتلاف. حقيبة وزارة الأمن، قال نتنياهو، ستبقى لديه. وزراء البيت اليهودي يمكنهم الانسحاب ولكن يجب عليهم معرفة ماذا ينطوي عليه ذلك.
تأثير هذه الاقوال اتضح في اليوم التالي. وزراء البيت اليهودي هم الذين تراجعوا أولا وسحبوا انذارهم. ولكن الانطباع، ليس للمرة الأولى، هو أن وصف خطورة الوضع الأمني يتأثر بشكل كبير من ضخامة القلق السياسي الذي يشعر به نتنياهو. رئيس الحكومة بث أن الوضع فظيع: بانتظارنا اوقات قاسية، هناك معلومات حساسة لا يمكن اشراك الجمهور فيها الآن، ومطلوب منا جميعا "التضحية" (يمكننا التصور كيف رد على هذه الاقوال آباء الجنود الذين يخدمون في الوحدات القتالية).
صحيح أن المستويات المهنية في الجهاز الأمني تتحدث عن وضع معقد ومشبع بالاخطار. ولكن ليس مثل نتنياهو، هم لا يشخصون أي تغيير دراماتيكي في الاسابيع الاخيرة، الذي يلغي حسب اقواله كل الاعتبارات السياسية السابقة لصالح تبكير موعد الانتخابات.
إن المواجهة مع حماس في القطاع تجر احباط كبير، يرافقه انتقاد جماهيري، حول الطريقة التي ينجح فيها الفلسطينيون المرة تلو الاخرى في رفع سقف العنف الذي يستخدمونه دون دفع ثمن عال بشكل خاص يتمثل برد إسرائيلي. الجيش الإسرائيلي أيضا مستعد، بتوجيه من المستوى السياسي، لاحتمالية التصعيد الذي سيقتضي عملية عسكرية في القطاع، لكن الاعتبارات الأساسية بقيت على حالها: لا نتنياهو ولا رئيس الاركان يريدان الحرب مع حماس، وإسرائيل تجد صعوبة في شن عملية واسعة في الوقت الذي فيه مصر الشريكة ما زالت تعمل بجدية من اجل التوصل إلى وقف بعيد المدى لاطلاق النار.
في الجبهة الشمالية الوضع حقا معقد، حادثة اسقاط الطائرة الروسية قبل شهرين قلصت بشكل كبير حرية مناورة سلاح الجو الإسرائيلي. اللامبالاة التي اظهرتها روسيا لهجمات إسرائيل في سوريا في السنوات السابقة استبدلت بنغمة غاضبة وسلوك مهدد. جهاز الأمن أيضا قلق من الاهتمام المتزايد الذي تبديه روسيا بلبنان ومن احتمالية أن توسع ايران جهودها لإنشاء خطوط انتاج للصواريخ لصالح حزب الله على الاراضي اللبنانية من خلال استغلال مظلة الدفاع الروسية التي أخذت تفتح.
إسرائيل، كما يعرف ذلك رئيس الحكومة جيدا، تشق طريقها في ظروف استراتيجية معقدة، لكن طبول الحرب التي رافقت خطابه أمس مرتبطة كما يبدو بالأخطار السياسية التي واجهها أكثر مما هي مرتبطة بوضع الطوارئ الآن. مهم أيضا كم سنسمع عن هذه الاخطار قريبا، من اللحظة التي انقضى فيها تهديد البيت اليهودي بالانسحاب من الحكومة.