Saturday 27th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    08-Jul-2018

جيل جديد... مسؤوليات جديدة - د. محمد الجريبيع

الراي - لانتجاوز الصواب إذا قلنا أن كلمة ولي العهد في جامعة الحسين وأمام طلبتها وأساتذتها قوبلت بالترحيب والإعجاب وأخذت اهتماماً سواء من العاملين في القطاع الشبابي أو في الشأن العام من خلال اعادة القراءة والمراجعة والتحليل، لما تمثله من أهمية تلبي اهتمام الباحثين والخبراء للتعرف على توجهات ولي العهد باعتباره جزءاً لا يتجزأ من حاضر ومستقبل الدولة،بالإضافة إلى أنها جاءت وسط تحديات داخلية وخارجية تواجه الأردن في ظل أوضاع إقليمية غير مستقرة، لتظهر حجم الإرادة والعزيمة والأمل في مستقبل أفضل قوامه الشباب متسلحاً بالعلم والمعرفة والدعم والرعاية.

إن كلمة ولي العهد اتسمت بالإتزان والموضوعية والنقد الموضوعي للواقع الذي يعيشه الشباب والذي يتسم بالإحباط من قبل البعض، الا انها حملت معاني التحفيز والدعم ورفض الإنغلاق على الذات والإستسلام لأفكار وقيم البعض،واتسمت أيضاً بالبساطة من خلال استخدام المفردات المحلية للبيئة الأردنية وهي ضرورة لنجاح أي عملية تواصل مع الآخر،وإيجاد قيم ولغة مشتركة تبث الإحساس بالتقارب والتشابه لإيجاد نوع من الثقة بين الطرفين.
إن التغير المتسارع أصبح سمة بارزة لعالم اليوم، بمعنى أننا نشهد انتقال عالمنا المعاصر من حالة نوعية إلى أخرى، وبشكل متسارع يصعب أحيانا ملاحقته، مايعجب البعض ولايعجب البعض الآخر، و يبعث الأمل في نفوس البعض ويحفزهم نحو التحرك والإنجاز والإبداع.
إن ما حملته كلمات ولي العهد من معانٍ وأفكار وقيم للشباب تحتاج لوجود سياسة شبابية تتبناها الدولة بكافة مؤسساتها، وتعلن التزامها بقضايا الشباب وتتبنى سياسة شبابية من خلال إعدادها لوثيقة متكاملة تتضمن رؤية لكل الخطوات والبرامج والمشاريع التي تنوي اتخاذها لتحسين ظروف الشباب الحياتية، وتوفير المناخ الملائم لهم لمساعدتهم على المشاركة والوصول لمواقع صناعة القرار والإنطلاق نحو الإنجاز والإبداع بعيداً عن أجواء الخوف والضياع.
لقد عجزت الحكومات السابقة عن إيجاد وتبني سياسة شبابية واضحة المعالم تعزز دور الشباب وتساهم في
إيجاد قيادات شبابية، وتوجد ظروف سياسية وإجتماعية وإقتصادية أفضل أمام جيل يشكل ثلثي المجتمع، كما أنها أسهمت في ترسيخ ثقافة الخوف والركود وفقدان الحافزية والدافعية لدى الشباب، وحدت من تحركاتهم وطموحاتهم وإثبات وجودهم وقدراتهم، وعجزت عن استثمار طاقاتهم وقدراتهم، ومارست فكراً إقصائياً نحو الشباب أدى إلى ضياع البوصلة الوطنية للإستثمارالإيجابي بطاقات وقدرات الشباب الكامنة في مختلف عمليات الدولة وخاصة التنموية منها.
إن مخاطر فشل السياسات الشبابية هي مقدمة لمخاطر أكبر وأعظم على الدولة وهويتها وثقافتها واستقلالها الوطني ولا تحمل في طياتها إلا المزيد من التبعية والضياع لجيل الشباب وتفتيت قوة الدولة وإضعافها، وإيجاد جيل يفتقد لكل القيم الإيجابية والإنتاجية وانتشار قيم الإتكال والكسل واليأس والسلبية والإغتراب.
إن السياسة الشبابية التي نطمح إليها هي التي تستطيع أن توفر المناخ الملائم والبيئة الجاذبة للشباب لإطلاق طاقاتهم وإبداعاتهم، وهذا لا يتم عن طريق الإنغلاق على الذات ورفض التعبير والخوف من أفكار وطموحات الشباب أو وضع معوقات وتحديات أمام أي شاب لديه طموح ونشر الطاقة السلبية، أو ضعف وفشل المؤسسات الشبابية والقيادات التي ترعى العملية الشبابية، بل إعادة بناء الموروث الإجتماعي والثقافي والسياسي باعتباره أحد المكونات الرئيسية للثقافة الوطنية وإزالة كل معوقاته وسلبياته واستحضار عناصره الإيجابية وعوامل تقدمه، وإعادة بناء المؤسسات الشبابية واعداد القيادات الشبابية الواعدة وإعطائها الفرص بالعمل والتعليم والتمكين والتأهيل، وهذا من شأنه تعزيز قيمة الإعتزاز بالذات الوطنية لكسر حدة الإنبهار بالآخر والإنسياق وراء القيم والأفكار السلبية الهدامة، ويساهم بتنمية الإبداع والتفاعل والإشتباك الإيجابي بين الماضي والحاضر وبين الثقافة الوطنية وثقافة العصر.
إن كلمة ولي العهد أوضحت الحاجة لإستنهاض الطاقات والقدرات الشبابية، وإعادة صياغة العديد من المفاهيم الوطنية ضمن أسس جديدة تقوم على الهوية والثقافة الوطنية وترسيخ النهج الديمقراطي التشاركي والإيمان بقدرات الشباب وحقهم في المشاركة والمساهمة في تقدم الدولة، بالإضافة إلى العمل
على تلبية احتياجات الشباب وإيجاد البيئة المجتمعية والسياسية الآمنة والداعمة لإنخراط الشباب في قضايا الوطن وترسيخ قيم العدالة وتكافؤ الفرص والمساواة والمواطنة والحرية والمسؤولية الإجتماعية.
thoriacenter@gmail.com