Saturday 27th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    03-Dec-2017

كتائب «النمور الصينية»..هل تصِل سوريا أم لا؟ - محمد خروب

الراي -  ما إن برزت الى سطح الاحداث الاقليمية التسريبات المثيرة عن استعداد بيجين لإرسال قوات صينية خاصة، بل من نخبة الجيش الصيني، وهما وحدة «نمور سيبيريا».. ووحدة «نمور الليل» لمشاركة الجيش السوري في محاربة التنظيم الارهابي الصيني المعروف باسم «الحزب الاسلامي التركستاني» والذي يتشكل من أقلية «الويغور» الصينية التي تقيم في مقاطعة شينجيانغ الصينية ذات الحكم الذاتي شمال شرقي الصين، حتى بدأت قوى المعارضات السورية المفلِسة والمهزومَة حملة تشويه وتحريض على جمهورية الصين الشعبية التي تعرضت لهجمات هذا التنظيم الاسلاموي الارهابي, والذي يحظى بدعم دول اقليمية عديدة, على رأسها تركيا التي تزعم ارتباطها «القومي» بتلك الاقلية, بل لا تتورع عن تسميتها بـ»تركستان الشرقية» في محاولة لـ»ليّ» الحقائق التاريخية والجغرافية, في مسعى محكوم بالفشل لاستعادة أمجاد العثمانيين والسلاجقة.. الغابرة. ما علينا..

لم تتأكد تلك التسريبات التي بدأت تطفو على سطح الاحداث مباشرة بعد انتهاء زيارة المستشارة الاعلامية والسياسية للرئيس السوري... بثينة شعبان للعاصمة الصينية, وكانت وكالة سبوتنيك الروسية هي اول من نقل انباء كهذه، إلاّ ان احداً من الجانبين السوري وخصوصاً الصيني لم يؤكدها, وجاء نفيها – غير المؤكد.. هو الآخر – على لسان المبعوث الصيني للازمة السورية شياويان بعد لقائه وفد المعارضات السورية برئاسة نصر الحريري يوم اول من امس من جنيف. وخبر النفي جاء على لسان موقِع سوري معارِض لا يحظى بأي صدقية واسمه (عنب بلدي), نقَلَ عن المبعوث الصيني قوله: «نحن ننفي بشكل قاطع إرسال اي قوة امنية او عسكرية الى سوريا».
وبصرف النظر عن مدى صحة ودقة نفي صيني كهذا، فإن مجرد تسريب خبر احتمال وصول «النمور» الصينية سواء تلك التي تحمل اسم «سيبيريا» ام «الليل»، قد أعاد الى الاذهان اسم هذا التنظيم الارهابي الذي قارِف الكثير من الجرائم الارهابية في الصين كما في سوريا, وأخذ على عاتقه – وهو المتسربل بالاسلام كذباً وزوراً – مهمة إزهاق ارواح الابرياء واشاعة الخراب والدمار في بلاده كما في سوريا. وهو تشكيل تكفيري ارهابي متطرف مُقرّب حدود التحالف مع جبهة النصرة, بما هي الذراع السوري لتنظيم القاعدة الارهابي، التي تسيطر الان على مدينة ادلب، والتي دخلت (النصرة التي اصبح اسمها هيئة تحرير الشام) في تحالف او قل شراكة مع تركيا، بعد ان دخل جنود الاخيرة محافظة ادلب ومدينتها بحماية عناصر جبهة النصرة، ويبدو ان زعيمها ابو محمد الجولاني قد ادار ظهره لزعيم القاعدة ايمن الظواهري, واختار الإرتماء في الحضن التركي حيث يتوهّم اردوغان انه بتحالفه مع النصرة, إنما يضمن لنفسه موقعاً ودوراً في الأزمة السورية. ويمنحه ورقة تفاوضية لـ»تأمين» مستقبل الجماعات الارهابية التي تنضوي تحت أجنحة اجهزته الاستخبارية في سوريا الجديدة.
وكون الشيء بالشيء يُذكَر فإن الحزب الارهابي التركستاني, كان وجّه تهديداً الى الصين مطلع الشهر الماضي في اطار العرض العسكري لقواته في محافظة ادلب, وهو العرض العسكري الاول له منذ انخرط بدمويته واجرامه في سوريا. علماً ان بعض كتائبه ما تزال تمارِس ارهابها في ريف دمشق حتى الان.. ما يعني ان للصين مصلحة استراتيجيّة في محاربة هذا التنظيم الارهابي وقطع دابره, والعمل بمختلف الطرق والاساليب للحؤول دون عودته الى اقليم شينجيانغ، وإن كان لا يتمتع بأي دعم او تأييد شعبي يُذكَر, بعد انكشاف تطرفه وارتباطاته الخارجية التي يضلّل بها السذج وبخاصة عبر خطابه الاسلاموي.
 
على نحو لافت جاءت تصريحات اخرى للمبعوث الصيني للازمة السورية شياو يان: حول استعداد بلاده للمشاركة في إعادة إعمار سوريا من دون اية شروط مسبقة، بعد انتهاء الحرب على الارهاب. لتضيء على دور صيني مؤثِّر في ورشة إعادة إعمار سوريا. التي بدأت عواصم الغرب الاستعماري وعلى رأسها واشنطن باستخدامها ورقة ضغط على الحكومة السورية واتبزازها وفرض شروطها مستحيلة التنفيذ, حول الانتقال السياسي ودور الرئيس السوري وغيرها من الشروط المُهينَة, التي تريد من خلالها إنقاذ المعارَضات السورية, التي فقدت ما تبقى لها من تأثير ولم يعد بمقدور رعاتها ومشغِّليها مواصلة الرهان عليها, بعد حقائق الميدان وموازين القوى الجديدة التي برزت منذ تحرير دير الزور والبوكمال والميادين, وخصوصاً منذ تحرير شرق حلب قبل نحو عام من الان (22/ 12/ 2016.( في السطر الأخير...
سواء وصلت كتائب «نمور سيبيريا ونمور الليل» أم لم تصل، فإن للصين مصلحة لا تخفيها في محاربة هذا الفصيل الارهابي, الذي تغذيه ايديولوجيا التطرف الاسلاموي المدعوم من بعض دول الاقليم والعواصم الاستعمارية الغربية، كما ان دورها الايجابي في إعادة إعمار سوريا, سيَحِد من ابتزاز واشنطن وباريس ولندن, لتحويل عملية إعادة الإعمار الى «آلية» ضغط وفرصة لتحقيق مكاسب سياسية, عجزت عن تحقيقها في الميادين العسكرية.
kharroub@jpf.com.jo