Saturday 27th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Feb-2018

مسؤولون فلسطينيون: متمسكون بالوصاية الأردنية على القدس

 الفاعليات الوطنية الفلسطينية تؤكد دعمها للدور الأردني التاريخي بالمدينة المحتلة وتدعو لتعزيزه

 
نادية سعد الدين
 
عمان-الغد-  أكد مسؤولون فلسطينيون "دعمهم للدور الأردني التاريخي في القدس المحتلة، ورفضهم المساس به"، منوهين رفض أي مساع للمس بمكانة الإشراف والوصاية الأردنية على الأماكن المقدسة، بما "يصب في مصلحة الاحتلال الإسرائيلي"، بحسبهم.
ولم يستبعد هؤلاء المسؤولون، في حديث لـ"الغد" من فلسطين المحتلة، "سعي البعض للمس بمكانة الدور الأردني في المدينة المحتلة"، متحدثين عن أحداث جرت مؤخرا تشي بمثل هذه المحاولات، وذلك عقب قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، "الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي"، لما يشكل الدور الأردني من عقبة كأداء لأي مساع أميركية وإسرائيلية لتنفيذه فعلياً.
وأشاروا إلى أن "موقف السلطة الفلسطينية كان واضحاً بتأكيد رفضها القاطع لمساعي المس أو التأثير في الدور الأردني بالقدس المحتلة"، معتبرة أن "هذا قرار سيادي وليس من اختصاص أحد".
ويأتي ذلك في ظل الاتفاقية التاريخية التي وقعها جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس محمود عباس، عام 2013، التي تؤكد على دور الإشراف والوصاية الأردنية على الأماكن المقدسة في القدس الشريف، وبذل الجهود القانونية للحفاظ عليها، خصوصاً المسجد الأقصى، المعرف بها بأنه كامل الحرم القدسي الشريف.
من جانبه، قال رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، المطران عطاالله حنا، إن "الفلسطينيين متمسكون بالوصاية الهاشمية على المقدسات الدينية، الإسلامية والمسيحية، في القدس المحتلة، وبدورها الوازن المهم في المدينة، ويرفضون أي تطاول عليها".
وأضاف المطران حنا، لـ"الغد" من فلسطين المحتلة، إن "الوصاية الهاشمية تعد صمام الأمان للقدس ولمقدساتها ولأوقافها، وإذا كانت ثمة أصوات نشاز تصدر بين حين وآخر وتدعو إلى غير ذلك، فهي لا تمثل المقدسيين ولا الشعب الفلسطيني برمته". 
ونوه إلى أن "المقدسيين، والفلسطينيين عموماً، يثمنون الدور الأردني الذي يقف دوماً إلى جانب القدس وأهلها وحقوقه العادلة، ودور جلالة الملك عبدالله الثاني الذي يدافع دوماً عن القدس وعن الحقوق الوطنية الفلسطينية في كل مكان ولقاء ومحفل دولي".
وأكد أن "مسألة الوصاية الهاشمية، على المقدسات والأماكن المقدسة، غير قابلة للنقاش"، مشدداً على "التمسك بها، حيث تشكل محط احترام عند المقدسيين ورجال الدين المسيحي والمسلم معاً".
وقال إن "إجراءات الاحتلال الإسرائيلي العنصرية تستهدف مدينة القدس بكاملها، بمقدساتها وأوقافها وأبناء شعبها، بدون استثناء أي أحد، فكلنا مستهدفون لأننا ننتمي للقدس وندافع عنها ونحافظ عليها".
وأشار إلى أن "هناك استهدافاً عاتياً للمسجد الأقصى وللأوقاف الإسلامية، مثلما هناك استهداف كبير ضد الأوقاف المسيحية"، مشدداً على أن المقدسيين ليسوا ضيوفاً في القدس، فهي مدينتهم وهي عاصمة الدولة الفلسطينية المنشودة المستقلة".
واعتبر أن قرار الرئيس ترامب بشأن القدس، والذي يعتبر مرفوضاً، "لن يزيد الفلسطينيين إلا ثباتاً وصموداً وتمسكاً بالقدس".
من جانبه، قال رئيس مركز القدس الدولي، الدكتور حسن خاطر، إن "محاولة استبدال الدور الأردني، بآخر، أو مساعي إضعافه أو إلغائه، أو تنازع المسؤولية معه، في هذه المرحلة الحرجة، يشكل إضعافاً للقدس، نظراً لأهميته وحيويته بالنسبة للمدينة المحتلة ولأهلها المقدسيين".
وأضاف خاطر، لـ"الغد" من فلسطين المحتلة، إن "الدور الأردني تاريخي وحاضر ومتمكن من الأوضاع القائمة داخل المدينة، بما يتطلب العمل على دعمه وتعزيزه، بكل الوسائل والإمكانيات، وليس استبداله".
واعتبر أن مساعي خدمة القدس المحتلة، بوصفها عقيدة ودينا لكل المسلمين والمسيحيين معاً، تتم عبر التكامل وتظافر الجهود العربية مع الدور الأردني، وليس "التصارع" معه، لما يزيد من معاناة أهالي القدس، وسط سياسة الاحتلال العدوانية وخطوات التهويد المتسارعة لاختطاف المدينة من عمقها العربي الإسلامي".
ورأى أن الأردن "جزء من "الستاتيكو"، الوضع القائم، في القدس، وبالتالي فإن أي محاولة للعبث بتلك الترتيبات أو قلب الإدارة والوصاية والإشراف، تشكل مخاطرة كبيرة، وستحمل تبعات سلبية ضد مصلحة المدينة، والأمة العربية الإسلامية".
وقال إن "سلطات الاحتلال تبحث عن سبل المساس بالدور الأردني في القدس المحتلة، تمهيداً لإخضاع الأماكن المقدسة تحت إشراف وزارة الأديان الإسرائيلية، وإحكام السيطرة حول المسجد الأقصى المبارك، لاسيما عقب قرار ترامب".
ودعا إلى ضرورة "إبقاء القدس بعيدة عن الخلافات السياسية، بحيث تشكل القاسم المشترك وعامل الوحدة العربية الإسلامية، وليس الصراع حولها، من أجل الحفاظ عليها وتثبيت صمود أهاليها وتعزيز وجودهم في وطنهم".
من جانبه، قال مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاجتماعية، زياد الحموري، إن "الموقف الوطني واضح لجهة الوقوف إلى جانب دعم الدور الأردني في القدس المحتلة، ورفض سحب الوصاية والرعاية الهاشمية على الأماكن المقدسة".
وأضاف الحموري، لـ"الغد"، إن "الشخصيات والفعاليات الوطنية الفلسطينية ستتصدى لأي محاولة للمساس بالدور الأردني،  في ظل مساعي الاحتلال المتواترة للسيطرة على الأقصى.
واعتبر الحموري أن تلك المحاولات تأتي "عقب قرار ترامب، بهدف حل قضية القدس، في إطار ما يسمى "صفقة القرن"، على حساب الحقوق الفلسطينية". 
بدوره؛ قال الباحث والمحلل الفلسطيني، محمد قرش، إن "الشخصيات الوطنية الفلسطينية تصدت وتتصدى لمساعي التأثير السلبي في الدور الأردني بالقدس المحتلة، في ظل موقف السلطة الفلسطينية الحاسم بأن هذا الأمر ليس خاضعاً للبحث والنقاش".
وأكد قرش، لـ"الغد"، على أهمية "تعزيز صمود أهالي القدس المحتلة، عبر دعم عدة مشاريع تصب في خدمة ظروفهم المعيشية الخانقة تحت الاحتلال، مثل قضية الصحة والمشافي والإسكان".